إثيوبيا تواجه كارثة في طور التكوين وحرب بقاء
عثرت سُلطات ولاية كسلا السودانية، على أكثر من 40 جثة طافية في النهر بين البلدين، وكانوا على ما يبدو أشخاصاً فروا من الحرب في منطقة تيغراي، أصيب بعضهم بطلقات نارية أو كانت أيديهم مقيَّدة

ترجمات – السياق
تواجه إثيوبيا "كارثة في طور التكوين وحرب بقاء"، مع تزايد أعمال العنف خارج حدود إقليم تيغراي، ونزوح نحو مليوني شخص إلى المناطق المجاورة، وتعرُّض ما يقرب من 400 ألف شخص لخطر المجاعة، بينما لا يزال أكثر من 5 ملايين، يعتمدون على المساعدات الغذائية الطارئة، بحسب موقع "دويتشه فيله" الألماني.
وذكر الموقع -في تقرير- أن سكان الإقليم يجدون صعوبة بالغة، في البقاء على قيد الحياة، بسبب النقص الشديد في الإمدادات الغذائية والطبية، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرِّر، وندرة الوقود، وتزايد البطالة بعد إغلاق المصانع أو نهبها.
مقلق للغاية
ونقل الموقع الألماني عن "أليونا سينينكو"، المتحدِّثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا قولها: "إن الوضع الإنساني مقلق للغاية ويزداد سوءًا".
مشيرة إلى أن الحرب لم تتسبَّب في نزوح مليوني شخص محتاج فحسب، بل تم دعمهم الآن من قِبَلِ المجتمعات المضيفة، التي ليس لديها سوى القليل جدًا، كما أثَّرت بشكل سلبي في الزراعة، التي يعتمد عليها معظم سكان تيغراي، للبقاء على قيد الحياة.
وأضافت سينينكو -في تصريح لموقع دويتش فيله- أن العديد من المزارعين لم يتمكَّنوا من زراعة محاصيلهم في الوقت المحدَّد، لأنهم لم يتمكَّنوا من الوصول إلى أراضيهم، كما أنهم لم يعودوا قادرين على الحصول على القروض الزراعية.
وذكرت المسؤولة الأممية، أن سكان تيغراي بحاجة ماسة إلى هذه القروض، ليتمكنوا من شراء الأسمدة، حتى يتمكنوا من زراعة المحاصيل، بسبب المناخ.
مشيرة إلى أن الأمم المتحدة، كانت قد حذَّرت من أن أكثر من 400 ألف إثيوبي معرَّضون لخطر المجاعة، وانتقدت طرفي الصراع، لعرقلة تدفُّق المساعدات إلى المحتاجين، ووصفت الوضع بأنه "كارثي".
وقالت سينيكو: إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سجَّلت أثناء عملها على الأرض، تدهوراً سريعاً في الوضع الغذائي.
وأضافت: "أخبرنا المزارعون بأنهم يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم. كما رأينا أن نوعية وكمية وجباتهم انخفضت".
جثث طافية
الأسبوع الماضي، عثرت سُلطات ولاية كسلا السودانية، على أكثر من 40 جثة طافية في النهر بين البلدين، وكانوا على ما يبدو أشخاصاً فروا من الحرب في منطقة تيغراي، أصيب بعضهم بطلقات نارية أو كانت أيديهم مقيَّدة.
وقالت المتحدِّثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا، سينينكو: "لقد رأينا بالتأكيد أن المزيد من المناطق تتأثَّر بالعنف،كما رأينا أيضًا عددًا متزايدًا من جرحى الحرب، وهذا مقلق بشكل خاص، لأن العديد من المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية".
وتابعت: "دفعت علامات التطهير العِرقي، واحتمال المجاعة والخوف من وصول العنف إلى البلدان المجاورة، المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على أديس أبابا لإنهاء الحرب".
أزمة متصاعدة
في 29 يونيو، بعد انتكاسات عسكرية، أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد وقف إطلاق النار من جانب واحد، حتى نهاية موسم الزراعة في سبتمبر.
ولكن بدلاً من السلام، بعد تسعة أشهر من الصراع، قال موريثي موتيغا، مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية (ICG: "ما لدينا الآن هو أزمة متصاعدة".
وأضاف -في تصريح لموقع دويتش فيله الألماني- إن "الحكومة الإثيوبية تقول إنها أمرت بوقف إطلاق النار، لكن قيادة تيغراي تقول إن وقف إطلاق النار لم يكن صادقًا، لأن أديس أبابا تفرض حصارًا على المنطقة".
وحذر موتيغا، من أن الحرب تهدِّد بشكل متزايد "بالامتداد إلى المنطقة".
نهاية الأسبوع الماضي، قال رئيس المنطقة الصومالية الإثيوبية، مصطفى محمد عمر، إن طريقًا حيويًا وشريانًا لتجارة السكك الحديدية -يربط العاصمة غير الساحلية أديس أبابا بميناء جيبوتي البحري- تم حظره من قِبَلِ شباب محليين، احتجاجًا على هجمات الميليشيات، من منطقة عفار المجاورة.
وأضافت الحكومة الإقليمية الصومالية، أن ميليشيا عفار "قتلت مئات المدنيين" في مدينة جيدامايتو، الواقعة وسط نزاع حدودي إقليمي شمالي شرق إثيوبيا.
ودعت منطقة أمهرة، "كل الشباب" لحمل السلاح، ضد قوات من منطقة تيغراي المجاورة، التي زعمت أنها استولت على بلدة في أمهرة، لأول مرة منذ الصراع.
القوة والبقاء
يقول موتيغا: "من الممكن التعاطف مع الجهات الفاعِلة، التي كانت تحاول إيجاد مخرج من هذه الحرب، لأن هذه قضايا راسخة للغاية... هذه حرب للقوة والبقاء، للقومية العِرقية، وعادة من الصعب للغاية إنهاء هذه الحروب."
وأضاف موتيغا: "لكنني أعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة لمضاعفة الجهود، ليس فقط من الغرب، ولا من الأمم المتحدة، ولكن أيضًا من جيران إثيوبيا والمنظمات الإقليمية، مثل الاتحاد الإفريقي على وجه الخصوص".
وأوضح أن إثيوبيا كانت مصدرًا للاستقرار في المنطقة، وأحد أكبر المساهمين في حفظ السلام، في جميع أنحاء العالم وفي الصومال، محذِّراً أنه "كلما طال أمد الصراع، زاد خطر العدوى، ليس فقط في الصومال، بل في كينيا وجيبوتي"، كما أن السودان يراقب أيضًا بقلق شديد
وقال الخبير: "بالنظر إلى ما سيعنيه تفكك إثيوبيا، أعتقد أن الجميع يأملون أن يستثمروا في تجنُّب هذه النتيجة. إنها نتيجة يقلق كثيرون من الإثيوبيين بشأنها، لكنهم يأملون أن يستطيع أحد منعها".