العالم نحو كارثة كبيرة.. الأمم المتحدة تحذر من التغيرات المناخية
بعد مفاوضات مغلقة محتدمة عبر الإنترنت استمرت أسبوعين، تختتم الجولة الجديدة من المناقشات -في الرابع من أبريل- بإصدار الجزء الأخير من ثلاثة تقارير، تفصل المعارف العلمية المتعلقة بالتغير المناخي.

السياق
التغير المناخي واحتراره، وما له من آثار مدمرة على الكوكب، دفعت 195 دولة إلى التصديق على تقرير السيناريوهات التي من شأنها الحد من هذه التغيرات المناخية.
وحذَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن العالم يتجه "مغمض العينين نحو كارثة مناخية"، قائلًا: "رغم تدهور الوضع، تواصل الاقتصادات الرئيسة زيادة انبعاثاتها من غازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي".
وأضاف، في مؤتمر عن التنمية المستدامة نظمته "ذي إيكونوميست" في لندن، قبل افتتاح اجتماع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بقليل، إن حصر ارتفاع الحرارة في 1.5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، الهدف الأكثر طموحًا لاتفاق باريس "في وضع حرج".
ووصف غوتيريش، الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري، بأنه "جنون" قائلًا: "إدمان الوقود الأحفوري يقودنا إلى دمار جماعي".
وبعد مفاوضات مغلقة محتدمة عبر الإنترنت استمرت أسبوعين، تختتم الجولة الجديدة من المناقشات -في الرابع من أبريل- بإصدار الجزء الأخير من ثلاثة تقارير، تفصل المعارف العلمية المتعلقة بالتغير المناخي.
وقال ستيفن كورنيليوس، من الصندوق العالمي للطبيعة والمراقب في المفاوضات: "يرسم التقرير صورة قاتمة لإدماننا الوقود الأحفوري".
معاناة بشرية
كان التقرير الأول الذي نُشر في أغسطس 2021 سلَّط الضوء على تسارع الاحترار المناخي، متوقعًا أن ارتفاع الحرارة بـ1.5 درجة مئوية، مقارنة بمرحلة ما قبل الثورة الصناعية، قد يحدث عام 2030 أي قبل عشر سنوات مما كان متوقعًا.
وكان اتفاق باريس للمناخ عام 2015 نص على السعي إلى حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية كحد أمثل.
أما التقرير الثاني، الصادر نهاية فبراير، الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأنه "موسوعة للمعاناة البشرية" فقد رسم صورة قاتمة للتداعيات الماضية والحاضرة والمستقبلية، على سكان العالم والأنظمة البيئية، مشددًا على أن التأخر في التحرك يخفض فرص توافر "مستقبل قابل للعيش".
لا تقدم
التقرير الثالث، تناول السيناريوهات الممكنة للجم الاحترار المناخي، مع عرض الاحتمالات في القطاعات الرئيسة، مثل الطاقة والنقل والزراعة وغيرها، والتطرق إلى مسائل القبول الاجتماعي للتدابير المتخذة ودور التكنولوجيا، مثل امتصاص الكربون وتخزينه.
وأوضحت الخبيرة في اقتصاد المناخ سيلين غيفارش: "نحن نتحدث عن تحول واسع النطاق لكل الأنظمة الرئيسة: الطاقة والنقل والبنى التحتية والبناء والزراعة والغذاء".
وأضافت: "تحولات كبيرة يجب أن تبدأ من الآن، إذا أردنا أن نكون قادرين على تحقيق الحياد الكربوني عام 2050"، مشيرة إلى أن "الأوان لم يفت للتحرك وتجنُّب الأسوأ".
وقال رئيس الهيئة هوسونغ لي، عند افتتاح الاجتماع: "إرجاء التحرك العالمي ليس خيارًا".
من جانبها، قالت المنسقة في شؤون المناخ في الأمم المتحدة باتريشا إسبينوزا: "إذا لم يحرز قادة العالم تقدمًا، في وضع خطط مناخية واضحة في العامين المقبلين، فإن خطط الحياد الكربوني لعام 2050 قد تكون بعيدة عن متناول اليد".
وتفيد الأمم المتحدة، بأن الالتزامات الراهنة للدول، ستؤدي إلى احترار كارثي، يبلغ 2.7 درجة مئوية، لذا ينبغي على البلدان الموقعة على اتفاق باريس، أن تعزز أهدافها في مجال خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، بحلول مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشأن المناخ المقرر عقده بمصر في نوفمبر.