بعد أسبوعين من وقف إطلاق النار... جبهة تيغراي تسيطر على مدينة إثيوبية

قال المتحدِّث باسم قوات تيغراي -في تصريحات لـ«فرانس 24»- إنهم سيطروا على بلدة ألاماتا الرئيسية جنوبي تيغراي، بعد هجوم شنوه على البلدة، مشيرًا إلى أن القتال يدور أيضًا غربي تيغراي.

بعد أسبوعين من وقف إطلاق النار... جبهة تيغراي تسيطر على مدينة إثيوبية

السياق

أعلنت جبهة تحرير تيغراي، أنها شنَّت هجومًا جديدًا في المنطقة الشمالية، التي مزَّقتها الصراعات في إثيوبيا، بعد أسبوعين من إعلان الحكومة الفيدرالية، وقف إطلاق النار من جانب واحد.

وقال المتحدِّث باسم قوات تيغراي -في تصريحات لـ«فرانس 24»- إنهم سيطروا على بلدة ألاماتا الرئيسية جنوبي تيغراي، بعد هجوم شنوه على البلدة، مشيرًا إلى أن القتال يدور أيضًا غربي تيغراي.

فرار القوات الحكومية

وأشار غيتاتشو، إلى أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يتعقَّبون القوات الموالية للحكومة، مؤكدًا أن قواته نجحت في تأمين أغالبية تيغراي الجنوبية.

وتعهَّد متحدِّث قوات تيغراي، بـ «تحرير كل بوصة مربعة من تيغراي، بعدما تمكنا من هزيمة قوات الدفاع الفيدرالية، وفرقة أمهرة الخاصة».

وأشار إلى أن مقاتلي قوات تيغراي ما زالوا في «مطاردة ساخنة» للمقاتلين الموالين للحكومة، مضيفًا: «لا نريد منحهم فرصة لإعادة تجميع صفوفهم».

انتخابات يونيو

يأتي هجوم قوات تيغراي، بعد يومين فقط من نتائج الانتخابات، التي أظهرت فوز حزب رئيس الوزراء آبي أحمد، بأغلبية ساحقة.

واجتاحت قوات دفاع تيغراي، الشهر الماضي، أجزاء كبيرة من تيغراي، واستولت على العاصمة الإقليمية ميكيلي، بعد ثمانية أشهر من الصراع الوحشي، مع القوات الفيدرالية.

وتسبَّب القتال -الذي شهد مذابح مروِّعة وانتشار العنف الجنسي- في مقتل الآلاف، بينما تقول الأمم المتحدة إن مئات الآلاف على شفا المجاعة.

انتصار كبير

وكانت قوات الأمن ومسؤولون من منطقة أمهرة المجاورة، قد تحركت إلى منطقتي تيغراي الجنوبية والغربية في نوفمبر، لدعم الجيش الإثيوبي، بعد انسحاب قوات تيغراي، خلال المرحلة الأولى من الحرب.

ووصفت قوة الدفاع عن النفس، استيلاءها على ميكيلي ومعظم تيغراي، بأنه انتصار كبير، كما وصفت وقف إطلاق النار من جانب واحد للحكومة، بأنه مزحة.

وقال زعماء المتمردين، إنهم قبلوا وقف إطلاق النار «من حيث المبدأ»، لكنهم وضعوا شروطًا صارمة، بما في ذلك انسحاب القوات الإريترية والأمهرة من المنطقة.

ورد آبي أحمد ومسؤولون آخرون، بأن القوات الفيدرالية نفَّذت انسحابًا استراتيجيًا، للتركيز على التهديدات الأخرى.

وأرسل آبي -الحائز جائزة نوبل للسلام، عام 2019، لجهوده في التقارب مع إريتريا المجاورة- الجيش إلى تيغراي في نوفمبر الماضي، لإطاحة الحزب الحاكم المهيمن على المنطقة، جبهة تحرير شعب تيغراي.

واتهمهم آبي أحمد، بتدبير هجمات على قواعد عسكرية إثيوبية في تيغراي، وهي منطقة اقتصادية وصناعية مهمة، في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.

انتقادات لاذعة

وكان الكاتب الأمريكي، مايكل روبين، انتقد ممارسات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ضد الصحفييين في بلاده، الذين «تجرَّأوا» على كشف حقيقة ما حدث في إقليم تيغراي، الذي يشهد نزاعاً مسلحاً منذ أشهر.

وأجرى روبين، وهو زميل في معهد «أمريكان إنتربراي»، في مقال بموقع 1945 الأمريكي، مقارنة بين حديث آبي أحمد، خلال حفل تسلُّمه جائزة نوبل للسلام عام 2019، وتصرُّفاته بعد ذلك.

وأضاف روبين، وهو زميل بارز في معهد "أمريكان إنتربرايز": رغم ما قاله رئيس الوزراء الإثيوبي، في خطابه الشهير، فإنه بعد أقل من عام أطلق العنان لـ"كابوس الحرب" الذي كان يتحدَّث عنه، مشيراً إلى أن "أولئك الذين يعرفونه، ليسوا فقط الإثيوبيين، ولكن نظراءه من القادة الأفارقة أيضاً، يصفونه بأنه مزيج ضار من السذاجة والغرور والطموح".