مؤسسة أمريكية: أفغانستان معرَّضة لخطر الانهيار.. وشرط واحد لإنقاذها
كشفت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن حركة طالبان تهدِّد الآن 16 من أصل 34 عاصمة إقليمية في أفغانستان، في ظِل المكاسب السريعة للحركة، على القوات الحكومية في الأيام الأخيرة.

ترجمات - السياق
كشفت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن حركة طالبان تهدِّد الآن 16 من أصل 34 عاصمة إقليمية في أفغانستان، في ظِل المكاسب السريعة للحركة، على القوات الحكومية في الأيام الأخيرة.
وأوضحت المؤسسة الأمريكية، أن 18 مقاطعة مهدَّدة -بشكل مباشر- بالوقوع تحت سيطرة طالبان، بينما تمكَّنت الحركة من زيادة عدد المناطق التي تسيطر عليها، إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، من 73 إلى 221، في الشمال والغرب، بهدف إضعاف أمراء الحرب، في مناطقهم ومقاطعاتهم.
وحذَّرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة أميركية فِكرية تركِّز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، من أن أفغانستان معرَّضة لخطر الانهيار، إذا لم تتعامل الحكومة والجيش مع الوضع الأمني بسرعة.
تقييم المقاطعات
وقال بيل روجيو، زميل أول في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وكاتب التقرير، إن البيانات والأبحاث الأولية تستند -في هذا التقييم- إلى معلومات مفتوحة المصدر، مثل التقارير الصحفية، والبيانات المقدَّمة من الوكالات الحكومية وحركة طالبان.
وأشار إلى أنه يتم تقييم الأوضاع في المقاطعات، من خلال الوضع الداخلي في حدود المقاطعة، وكذلك البيئة المحيطة.
وأوضح أنه خلال حملة طالبان، التي بدأت في الأول من مايو الماضي، شنَّت الحركة هجمات عبر خطوط المقاطعات، ما يشير إلى أنه، في حين أن المقاطعة قد تكون خالية نسبيًا من نفوذ طالبان، فإنها معرَّضة للخطر من المناطق التي تسيطر عليها طالبان، على حدودها.
وأشار إلى أن المقاطعة، المصنَّفة على أنها ذات تهديد منخفض من طالبان، لديها حد أدنى من وجود قوات طالبان داخل مناطقها، وانخفاض خطر شن هجمات عبر حدودها، مؤكدًا أن هذه هي المقاطعات التي يمكن للقوات الحكومية ممارسة سيطرة أكبر عليها، وطرد طالبان منها، بشرط بذل جهود مكثَّفة.
وأشار إلى أن المقاطعة المصنَّفة بتهديد معتدل من طالبان، قد يكون لقوات الحركة وجود كبير داخل مناطقها، أو يكون لها وجود ضئيل في مناطقها، لكنها محاطة بالمقاطعات المعرَّضة لتهديد كبير، مؤكدًا أن هذه المقاطعات ليست في خطر مباشر، من أن يتم اجتياحها، من قوات طالبان، لكن يجب مراقبتها من كثب، مع تطور الوضع.
وبحسب مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن إحدى المقاطعات، المصنَّفة على أنها تشكل تهديدًا كبيرًا للحركة، فقدت مناطق عدة لصالح طالبان، مشيرة إلى أن العديد من هذه المقاطعات (المصنَّفة خطرًا) تشهد قتالًا حول عواصمها، ما يشير إلى أن استقرارها في خطر، إذا لم تظهر الحكومة قدرتها على استعادتها، أو السيطرة على المدن أو القواعد، داخل المقاطعة.
بدخشان... تهديد كبير
قبل 11 سبتمبر، كانت ولاية بدخشان، واحدة من اثنتين تحت سيطرة تحالف الشمال، وكانت المقر الرئيس للجماعة، لكن طالبان تسيطر حاليًا على 25 من مقاطعات الإقليم البالغ عددها 28، بينما المناطق الثلاث المتبقية متنازع عليها.
وتخلَّت قوات الأمن الأفغانية والمسؤولون الحكوميون، عن مناطق عدة، مع تقدُّم حركة طالبان، فتم استدعاء مغاوير الجيش الوطني الأفغاني للدفاع عن العاصمة، بحسب تقرير المؤسسة الأمريكية.
غزنة... تهديد كبير
تسيطر طالبان حاليًا على 14 من مقاطعات المحافظة، البالغ عددها 18 مقاطعة، وهي المدينة التي اجتاحتها عام 2018، قبل أن تطردها القوات الأمريكية والأفغانية.
وتتعرَّض عاصمة غزنة الآن للهجوم، بينما تحاول حركة طالبان السيطرة على المناطق الأربع المتبقية من المحافظة، وتشير التقارير إلى أن مقاتلي طالبان الآن داخل المدينة، ويقاتلون من أجل السيطرة عليها، بينما باتت أحياء عدة، تحت سيطرة طالبان.
غور... تهديد معتدل
تسيطر طالبان حاليًا، على سبع مقاطعات من المقاطعات العشر فيها، إلا أن عاصمتها شاغشاران تخضع لسيطرة الحكومة المباشرة، كما تسيطر الحكومة على منطقتين،
وحقَّقت حركة طالبان مكاسب كبيرة في غور، الشهر الماضي، وتحاول السيطرة على المقاطعة المتبقية، المتنازع عليها مع القوات الأفغانية.
هرات... تهديد مرتفع
وفقًا لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، تسيطر طالبان على 13 من مقاطعاتها البالغ عددها 16، بينما تخضع ثلاث مناطق لسيطرة الحكومة المباشرة.
واستدعى أمير الحرب إسماعيل خان الميليشيات، للدفاع عن مدينة هرات، عاصمة المقاطعة، بينما أرسل الجيش الأفغاني قوات الكوماندوز للدفاع عن المدينة، واتجهت حركة طالبان إلى بوابة مدينة هرات، لكنها توقَّفت بعد ذلك.
جوزجان... تهديد كبير
تسيطر طالبان حاليًا على سبع من مقاطعات المحافظة التسع. وتسيطر الحكومة على المقاطعتين المتبقيتين، بما في ذلك العاصمة الإقليمية شيبرغان، إلا أن التقارير تشير إلى أن الوضع الأمني في المحافظات المجاورة مريع.
قندهار... تهديد كبير
ذكر التقرير، أن حركة طالبان تسيطر على 13 من المقاطعات البالغ عددها 16، وتتعرَّض عاصمتها قندهار للهجوم، إلا أن المناطق الأربع المتبقية متنازع عليها.
مقاتلو طالبان داخل المدينة، ويقاتلون من أجل السيطرة مع القوات الأفغانية، بينما أحياء عدة تحت سيطرة طالبان، بعد تمكنها في 15 يوليو الجاري، من السيطرة على معبر سبين بولداك الحدودي وهزيمة تادين خان، أحد أقوى أمراء الحرب في الإقليم.
خوست... تهديد معتدل
تسيطر طالبان على ثلاث من اثنتي عشرة مقاطعة، وخمس مناطق متنازع عليها، فلا يوجد تهديد مباشر من سيطرة طالبان على العاصمة على المدى القصير، رغم أن الوضع يمكن أن يتغيَّـر بسرعة.
إضافة إلى ذلك، أثبتت قوة حماية خوست -وهي شِبه ميليشيا مدعومة من وكالة المخابرات المركزية- أنها قوة قتالية فعالة.
ومع أن الوجود العلني لطالبان في خوست، منخفض نسبيًا، إلا أن المحافظة معقل لشبكة حقاني القوية التابعة لطالبان، وبذلك يتم تقييم التهديد على أنه معتدل.
قندوز... تهديد كبير
تسيطر طالبان حاليًا على أربع من المقاطعات السبع في الإقليم، بينما المقاطعات الثلاث المتبقية متنازع عليها.
تتعرَّض عاصمتها قندوز للهجوم، وهي شديدة التقلُّب، إذ تتبادل الخضوع لطالبان تارة، والحكومة تارة أخرى، وكانت طالبان سيطرت على مدينة قندوز، واحتفظت بها فترات قصيرة مرتين، منذ عام 2015.
لغمان... خطر كبير
في لغمان، تسيطر طالبان على منطقتين من مقاطعات الإقليم الست، بينما تخضع عاصمتها مهتارلام لتهديد مباشر من طالبان.
وبينما تخضع منطقة واحدة في الإقليم لسيطرة الحكومة، يتم التنازع على المناطق الثلاث المتبقية.
وقاتلت حركة طالبان القوات الأفغانية داخل المدينة، في يونيو الماضي، إلا أن الوضع الأمني في المديريات في المحافظات المجاورة، محفوف بالمخاطر، وبذلك فإن التهديد مرتفع.
بنجشير... تهديد منخفض
بنجشير، الإقليم الذي يقع فيه مقر منزل أحمد شاه مسعود، الزعيم الأسطوري المناهض لطالبان، الذي اغتالته القاعدة قبل يومين من هجوم 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
تسيطر الحكومة الأفغانية على جميع مقاطعات بنجشير السبع. ومع ذلك، نظرًا لحقيقة أن الوضع الأمني في بدخشان، وتخار، ولاغمان، وغيرها من المقاطعات المجاورة، سيئ إلى درجة رهيبة، فإن بنجشير معرَّضة لخطر السيطرة عليها من قِبَلِ طالبان.
وتقييم بنجشير على أنها ذات تصنيف منخفض للتهديد، مؤشر على سوء الوضع الأمني في أفغانستان.
تخار... خطر كبير
تسيطر طالبان حاليًا على 14 من مقاطعات المحافظة البالغ عددها 17، بينما تتنازع المقاطعات الثلاث المتبقية مع الحكومة الأفغانية.
وشنَّت حركة طالبان هجومًا على العاصمة الإقليمية طالوقان منتصف يوليو 2021.