الوقود مقابل القتال.. مليشيا الحرس الثوري تساوم المدنيين في سوريا
أكدت الشبكة السورية، أن مدينة تدمر سجلت 62 حالة انتساب خلال أكتوبر المنصرم، بعد تقديم الحرس الثوري 200 لتر مازوت للتدفئة لعائلات المنتسبين الجدد، مشيرة إلى أن المتطوعين الجدد قدَّموا أوراق التحاقهم في مركز الانتساب التابع للحرس الثوري بحي المتقاعدين في المدينة، لنقلهم بعد ذلك إلى معسكر التليلة بالجهة الشرقية

السياق
"الوقود مقابل القتال"، الورقة الرابحة التي استعملتها مليشيا الحرس الثوري الإيراني في سوريا، لجذب المزيد من المقاتلين في مدينة تدمر شرقي حمص، وتجنيدهم عبر منح عائلات المنتسبين الجدد، محروقات للتدفئة خلال الشتاء.
ذلك ما قالته "عين الفرات"، في تقرير، وأكدت الشبكة السورية، أن مدينة تدمر سجلت 62 حالة انتساب خلال أكتوبر المنصرم، بعد تقديم الحرس الثوري 200 لتر مازوت للتدفئة لعائلات المنتسبين الجدد، مشيرة إلى أن المتطوعين الجدد قدَّموا أوراق انتسابهم في مركز الانتساب التابع للحرس الثوري بحي المتقاعدين في المدينة، لنقلهم بعد ذلك إلى معسكر التليلة بالجهة الشرقية.
المصادرة والاحتكار
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الحرس الثوري يعمل مع ميليشياته، على مصادرة الموارد المهمة واحتكارها لاستغلال حاجة الأهالي لها، وتجنيد أولادهم مقابل الحصول عليها.
وأشارت إلى أن عدد المنتسبين الجدد الموثقين، في تدمر وريفها منذ مطلع العام الحالي، بلغ نحو 102 شاب، جرى إخضاعهم لدورات تدريبية عسكرية وعقائدية في معسكر التليلة، قبل توزيعهم على نقاط البادية وغيرها من مواقع الميليشيات الإيرانية.
كانت الميليشيات الإيرانية، بدأت خلال أكتوبر الماضي معسكراً تدريبياً لعدد من المنتسبين المحليين الجدد في صفوفها، داخل معسكر التليلة التابع لميليشيا "فاطميون" الأفغانية شرقي تدمر بريف حمص الشرقي.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن الدورة الجديدة ضمت 250 من الشباب وغير المتعلمين، جرى استقدامهم من مناطق ريف ديرالزور وريف تدمر، مشيرة إلى أن الدفعة ضمت شباناً من مواليد ما بين 1990 و2004، خلافاً للماضية التي كان المنتسبون إليها في عمر الأربعين عاماً.
الدفعة الأخيرة
وتخرجت الدفعة الأخيرة من التليلة في يوليو الماضي، بعد أن خضعت لمعسكر تدريبي استمر نحو 4 أشهر، وتضمن تدريبات عسكرية ودروس توجيه سياسي وعقائدي.
وأسست "فاطميون" معسكر التليلة مطلع العام الحالي، بعد أن استولت على مساحة من محمية التليلة الطبيعية، لتتخذ منها معسكراً لتدريب المنتسبين الجدد، ومستودعاً لتخزين الأسلحة والصواريخ.
وفي مارس الماضي، زار وفد من ميليشيا الحرس الثوري الايراني، مع عدد من المعمَّمين معسكر التليلة التابع لميليشيا "فاطميون" الأفغانية شرقي تدمر، للاطلاع على وضع المعسكر وتوجيه رسائل فكرية للمنتسبين .
وقالت وسائل إعلام محلية حينها، إن 3 ضباط إيرانيين و4 معمَّمين دخلوا المعسكر مع الحاج دهقان، أحد مسؤولي الحرس الثوري الإيراني في البادية الشرقية من سوريا، لإجراء جولة استطلاعية داخل المعسكر وتوجيه محاضرات فكرية للحضور.
خطابات «جهادية»
وأشارت إلى أن المعمَّمين ألقوا خطابات «جهادية» -كما سموها- وأكدوا أنهم «جيش الله المختار» وسيكونون عوناً للمهدي المنتظر، بحسب قولهم، مضيفة أن الضباط الإيرانيين -الذين كانوا ضمن الوفد- طالبوا بتوسعة جديدة للمعسكر لضم منتسبين جدد وتجنيدهم من مناطق ريف حمص الشرقي.
ومعسكر التليلة أرض واسعة داخل محمية التليلة الطبيعية بريف تدمر، استولت عليها، مؤخراً، ميليشيا "فاطميون" الأفغانية لتحولها إلى معسكر تدريبي ضخم، قد يشكل مركز ثقل لها في المنطقة، خلال الأيام المقبلة.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير، إن إيران تزيد جهودها في سوريا، لتحسين دفاعاتها الجوية في المواقع التي ينفَّذ فيها سلاح الجو الإسرائيلي هجمات.
خطة للتحرر
وأشارت إلى أن المحور الذي تقوده إيران، يعمل على خطة «للتحرر من القيود التي فرضتها الحقائق العسكرية في السنوات الماضية»، مؤكدة أن وسائل الإعلام اللبنانية التابعة لمليشيا حزب الله، قالت إنه «حان الوقت لابتكار معادلة ردع جديدة في ما يتعلق بالعدو الإسرائيلي والأمريكي، ذلك سيتحقق من خلال الرد على الهجمات الإسرائيلية والأمريكية المباشرة».
وأكدت «واشنطن بوست» أنه بالنظر إلى عودة ظهور غرفة عمليات حلفاء سوريا، فقد ينوي محور المقاومة تغيير سلوكه الجماعي في سوريا، مشيرة إلى أن المجموعة تشكلت عام 2015، ويقودها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتضم أعضاء من حزب الله اللبناني (الذي يلعب أيضًا دورًا رائدًا) والميليشيات العراقية.
وتابعت أنه بعد وفاة سليماني عام 2020، تضاءل دور غرفة العمليات، واستمر هذا الاتجاه عام 2021 حتى 13 أكتوبر، عند قصف مواقع للمقاومة والجيش السوري في تدمر.
وبعد يوم واحد، عادت غرفة العمليات للظهور ببيان حذَّرت فيه من أنها «اتخذت قرارًا بالرد بقسوة على العدوان على تدمر»، وفي 20 أكتوبر، تعرَّضت بلدة التنف للقصف بالطائرات المسيَّـرة والصواريخ.