ساعات حبس فيها العالم أنفاسه.. من وراء اختطاف سفينة بحر العرب؟

كشفت موقع فلايت رادار24 دوت كوم، المتخصِّص في متابعة حركة الطيران عبر العالم، أن طائرة حراسة بحرية لسلاح الجو العُماني، كانت تحلِّق فوق البحر، في الوقت الذي أعلن فيه وقوع الحادث.

ساعات حبس فيها العالم أنفاسه.. من وراء اختطاف سفينة بحر العرب؟

السياق

ساعات طويلة، حبست فيها دول أنفاسها، ترقُّـبًا لما يحدث، بعد اختطاف مسلَّحين سفينة، ترفع علم بنما، في خليج عُمان واقتيادها نحو إيران، خاصة أن الحادث جاء بعد أيام، من هجوم على سفينة قرب المنطقة نفسها، ما ينذر باحتمال تصاعد الأحداث في المنطقة، إلى نحو غير مسبوق.

إلا أنه بعد مرور تلك الساعات «الطوال»، أعلنت وكالة الأمن البحري البريطانية، أن عملية الخطف المحتملة لسفينة قبالة شواطئ الإمارات العربية المتحدة، انتهت من دون أضرار.

 

السفينة بأمان

وأكدت وكالة الأمن البحري، في تغريدة عبر حسابها بـ «تويتر»، أن الذين صعدوا السفينة غادروها، وباتت في أمان، وانتهى الحادث.

وكانت هيئة التجارة البحرية البريطانية، أعلنت وقوع حادث خطف محتمل، في منطقة خليج عُمان، التي تقع ضمن بحر العرب، مناشدة السفن، توخي الحذر الشديد في هذه المنطقة.

يأتي ذلك بينما أكدت مصادر أمنية بحرية لوكالة رويترز، أن قوات مدعومة من إيران، استولت على ناقلة النفط أسفلت برينسيس، التي ترفع علم بنما، قبل أن تطلقها.

 

حادث خطف

حسم مركز الأمن البحري العُماني، جدل تعرُّض السفينة لاختطاف، مؤكدًا أن الناقلة أسفلت برينسيس، تعرَّضت لحادث خطف.

وأوضح المركز، أن البحرية العُمانية نشرت سفنًا عدة، للمساعدة في تأمين المياه الدولية بالمنطقة.

وكان محللون في شركة درياد غلوبال، المتخصِّصة في الأمن البحري، كشفوا أن السفينة المعنية بالحادث، ترفع علم بنما واسمها "أسفلت برينسيس".

 

ماذا حدث؟

مراسل "بي بي سي" للشؤون الأمنية، فرانك غاردنر، يقول إن تسعة رجال مسلَّحين صعدوا السفينة أسفلت برنسيس، لدى اقترابها من مدخل مضيق هرمز، الذي يمر منه نحو خُمس إمدادات العالم البحرية من النفط، ووجَّهوها نحو إيران.

وأضاف أن أربع ناقلات نفط ذكرت أنها «فقدت السيطرة»، ما يعني أن السفينة فقدت طاقتها ولا يمكنها القيادة.

تورُّط إيراني

يأتي ذلك بينما كشفت موقع فلايت رادار24 دوت كوم، المتخصِّص في متابعة حركة الطيران عبر العالم، أن طائرة حراسة بحرية لسلاح الجو العُماني، كانت تحلِّق فوق البحر، في الوقت الذي أعلن فيه وقوع الحادث.

من جانبه، قال محلل شؤون الشرق الأوسط، ألان جونسون -في تصريحات صحفية- إنه إذا ثبت أن هناك سفينة تم الاستيلاء عليها في خليج عُمان، فستكون هناك شكوك في احتمال تورُّط القوات الإيرانية في الحادث، كونها احتجزت سفناً في هذه المنطقة.

المتحدِّث باسم وزارة الخارجية البريطانية، أكد أن الوزارة تحقِّق على وجه السرعة، في التقارير التي تتحدَّث عن اختطاف سفينة قبالة سواحل الإمارات.

 

أمريكا قلقة

بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها على عِلم بالتقارير، لكن من المبكر جداً إبداء رأي في الموضوع، مشيرة إلى أن واشنطن تتابع الحادث، وتعمل على التنسيق مع الحلفاء في المنطقة.

في السياق نفسه، أعلن البيت الأبيض، أن التقارير بشأن حادث السفينة في خليج عُمان، تبعث على القلق الشديد.

 

إيران ترد

السفارة الإيرانية في لندن، ردَّت على ما وصفتها بـ«الأخبار المفبركة» عن حوادث السفن في منطقة الخليج، معتبرة أنها تمثِّل "تضليلًا للرأي العام، للحصول على مكسب دبلوماسي".

وقالت السفارة الإيرانية، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بـ«تويتر»: وفقًا لاتصالاتنا المباشرة في منطقة الخليج الفارسي، لم يتم تأكيد أي معلومات عن حوادث جديدة، لأي سفينة تجارية في المنطقة.

المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أكد -في بيان- أن الأخبار المنتشرة عن حوادث أمنية متتالية للسفن في الخليج الفارسي وبحر عُمان «مشبوهة تمامًا»، محذِّرًا من إثارة أجواء «مزيَّفة» لأغراض سياسية.

 

سفينة سواحل عُمان

حادث اختطاف السفينة البنمية، الذي انتهى بعد ساعات، جاء بعد أقل من أسبوع من تعرُّض ناقلة النفط «إم تي ميرسر ستريت» التي تشغِّلها شركة «زودياك ماريتايم» ويملكها رجل أعمال إسرائيلي، لهجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها، قبالة سواحل عُمان.

وفور الحادث، أعلن الجيش الأمريكي، أن قوات بحرية أمريكية، استجابت لنداء الاستغاثة، الذي أطلقه طاقم ناقلة نفط، تعرَّضت لهجوم قبالة سواحل عُمان، مشيرًا إلى أن هناك أدلة على استخدام طائرة مسيَّـرة في الحادث.

وقال الجيش -في بيان- إن النتائج الأولية تشير بوضوح، إلى هجوم يشبه أسلوب الهجمات بطائرة من دون طيار.

استدعاء سفراء

واستدعت بريطانيا، السفير الإيراني لديها، حميد بعيدي نجاد، بعد أن حمَّلت لندن والولايات المتحدة إيران مسؤولية الهجوم على الناقلة.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية -في بيان- إن الوزير جيمس كليفرلي أكد مجددًا أنه يتعيَّـن على إيران التوقُّف على الفور، عن الأفعال التي تهدِّد السلام والأمن العالميين، مشيرًا إلى ضرورة السماح للسفن بالإبحار بحرية، وفقًا للقانون الدولي.

الخُطوة البريطانية، ردَّت عليها طهران، باستدعاء القائم بالأعمال البريطاني، احتجاجًا على مزاعم وزير الخارجية البريطاني ضد إيران.

وقالت وكالة أنباء فارس شِبه الحكومية، إن مصدر عدم الاستقرار في الخليج ليس إيران، بل البوارج والقوات العسكرية الأجنبية في المنطقة.

تأتي تلك التطورات، بعد يوم من تنصيب إبراهيم رئيسي رئيسًا لإيران، الذي يأتي بالتزامن مع توقُّف المحادثات مع القوى العالمية، بشأن الاتفاق النووي لعام 2015.

وكانت إيران وإسرائيل، خصما الشرق الأوسط اللدودان، تبادلتا اتهامات لهجمات سفن الشحن في الأشهر الأخيرة، لكن الضربة التي نُفِّذت الخميس الماضي قبالة سواحل عُمان، كانت أولى الهجمات التي تسقط قتلى، وهما 2 من أفراد الطاقم، إحداهما روماني والآخر بريطاني.