أنصار داعش يغرقون شبكة اجتماعية مؤيدة لترامب بالدعاية الإرهابية
مجلة بوليتيكو، قالت إنها رصدت ما لا يقل عن 250 حسابًا لداعش، تم نشرها بانتظام على المنصة منذ أوائل يوليو، حيث يتابع الكثيرون بعضهم، واستخدموا الهاشتاغ، للترويج للمواد الإرهابية لهذا المجتمع المتنامي، على الإنترنت

ترجمات - السياق
بعد أسابيع قليلة من إطلاقها، أغرقت شبكة GETTR الاجتماعية المؤيدة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالدعاية الإرهابية التي ينشرها مؤيدو تنظيم داعش، وفقًا لمجلة بوليتيكو الأمريكية.
وذكرت المجلة -في تقرير- أن الشبكة الاجتماعية، التي بدأها قبل شهر أعضاء من الدائرة المقرِّبة من الرئيس السابق دونالد ترامب، تعرض حزمة من المواد ذات الصلة بالإرهابيين، بما في ذلك مقاطع فيديو مصورة لقطع الرؤوس، وميمات فيروسية تروِّج للعنف ضد الغرب، وحتى صور تعرض إعدام ترامب، في بذلة برتقالية، مماثلة لتلك المستخدمة في خليج غوانتانامو.
وذكر التقرير أن الانتشار السريع لمثل هذه المواد، يضع الشبكة في موقف حرج، يتمثَّل في توفير ملاذ آمن للمتطرفين عبر الإنترنت، إذ تحاول ترسيخ نفسها كبديل لمواقع مثل "فيسبوك" و"تويتر".
كما يسلِّط الضوء، على التحديات التي تواجه ترامب وأتباعه، في أعقاب حظره من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب أعمال الشغب، 6 يناير في الكابيتول.
وقال مصطفى عياد، المدير التنفيذي لإفريقيا والشرق الأوسط وآسيا في معهد الحوار الاستراتيجي، المتخصِّص بمتابعة الجماعات الإرهابية، إن استغلال "داعش" منصة GETTR كان سريعًا جدًا، وأوضح أن حسابًا باسم "الدولة الإسلامية" عبر "فيسبوك"، كتب: "لقد أعلن ترامب عن منصته الجديدة، إن شاء الله، كل المجاهدين سيستغلون تلك المنصة".
وأضاف: "في اليوم التالي، كان هناك ما لا يقل عن 15 حسابًا على GETTR عن تنظيم داعش".
معهد الحوار الاستراتيجي، مركز أبحاث يتتبع التطرف على الإنترنت، ومديره مصطفى عياد، هو الذي اكتشف حسابات الإرهابيين، وشارك النتائج مع مجلة بوليتيكو.
ورغم أن شبكة GETTR لا توفِّر الوصول إلى بياناتها، لتتبع انتشار مثل هذه المواد المتطرفة على منصتها، فإن مجلة بوليتيكو، قالت إنها رصدت ما لا يقل عن 250 حسابًا لداعش، تم نشرها بانتظام على المنصة منذ أوائل يوليو، حيث يتابع الكثيرون بعضهم، واستخدموا الهاشتاغ، للترويج للمواد الإرهابية لهذا المجتمع المتنامي، على الإنترنت.
وأضافت المجلة أنه في الأشهر التي تلت طرده من "تويتر" وإيقافه في "فيسبوك"، سعى ترامب إلى طرق بديلة، للتعامل مع قاعدته على الإنترنت، بينما انتقل أنصاره إلى مواقع أخرى على الإنترنت، بما في ذلك شبكة التواصل الاجتماعي Parler، إذ يمكنهم التعبير عن أنفسهم، من دون مواجهة تدقيق متزايد.
في مايو، أطلق ترامب مدونة، لكن تم حذفها بعد أسابيع قليلة، وسط سخرية واسعة النطاق ونسبة ضعيفة من القراء.
وفقًا للمجلة، فإن شبكة GETTR أعلى منصة مؤيدة لترامب حتى الآن، نظرًا للأسماء التي تقف وراءها، بينها جيسون ميلر، المتحدِّث السابق باسم ترامب، وهو الرئيس التنفيذي، كما أن الموقع مموَّل جزئيًا، من مايلز غو، الشريك التجاري لمستشار ترامب السابق ستيفن بانون.
وأشارت المجلة، إلى أن ترامب ليس مشاركًا بشكل مباشر، كما أنه لم يوقِّع رسميًا على المنصة، لكنها تقدَّم باعتبارها شركة تواصل اجتماعي مفتوحة لسياسة "حرية التعبير" وتسمح للمستخدمين، بالتعبير عن أنفسهم، من دون رقابة شركات التكنولوجيا العملاقة.
لكن رحيل GETTR إلى شبكات الهامش، التي تمنح حرية مطلقة في التعبير، لفتت انتباه أتباع داعش والجماعات الإرهابية، وفقًا لخبراء التطرف.
وأشارت المجلة، إلى أن المجتمعات الإرهابية على الإنترنت، تعرَّضت لشطب واسع مماثل من شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تحاول الشركات العملاقة، تقديم سياساتها كمثال لرقابتها على المنابر الدولية، ومنع انتشار المواد الضارة عليها.
لكن أتباع تنظيم داعش، ظلوا في حالة بحث عن منابر جديدة، وفضاءات يمكنهم التعبير من خلالها، ونشر موادهم الضارة، والتحايل على الأساليب المستخدمة أولًا في الولايات المتحدة، بحسب المجلة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن حسابًا كانت صورة ملفه تحمل علم "داعش الأسود" سأل في منشور: "هل داعش هنا؟" فجاءت الردود بالإيجاب، إذ أشاد البعض بالشبكة الاجتماعية، لاستعدادها لاستضافة مثل هذا المحتوى.
وبعد أيام من الإعلان عن منصة GETTR في 1 يوليو بدأ أنصار تنظيم الدولة دعوة أتباعه للتسجيل في المنصة، ونقل المعركة إلى مجتمع ماغا.
وذكر حساب لداعش على فيسبوك في 6 يوليو: لو حقَّق هذا التطبيق النجاح المتوقَّع وهو محتمل، يجب على الأتباع تبنيه واحتلاله، من أجل استعادة مجد "تويتر"، والنصر لله.
غير أن إدارة المنصة، حذفت بعض منشورات الإرهابيين، بداية يوليو، ما يعني أنها اتخذت بعض الإجراءات لإزالة المواد الضارة، بحسب المجلة.
وذكرت المجلة، أن الشركات الكبرى، مثل "تويتر" و"فيسبوك" تعمل الآن عبر "منبر الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب" الذي تموِّله صناعة التكنولوجيا، وهو مؤسسة غير ربحية تشارك المواد الإرهابية بين الشركات، عبر قاعدة بيانات لمواد المتطرفين، مفتوحة للمشاركين فيها، حيث يتم نزع المواد الضارة بشكل سريع.
غير أن منصة ترامب، لم تشترك فيها، لكنها أكدت في شروط الخدمة للمنصة، الكيفية التي تتم فيها إزالة المواد المتعلِّقة بالإرهاب، وقد "يضم محتويات تُعَدُّ تنمرًا شخصيًا وجنسيًا وانتهاكًا للأطفال، ومهاجمة الدين والعرق، أو تحتوي على فيديو أو تصوير لقطع رؤوس"، وفقًا للمجلة الأمريكية.
وأشار التقرير، إلى أن المنصة أغرقت بمواد إباحية، لكن ميلر وضع النقاط على الحروف، في عملية المشاركة أو الموافقة على المواد. وقال إن سياسة الموقع، لمراقبة محتوياته تقوم على الرقابة الإنسانية والخوارزميات.
وكشف التقرير وجود منشورات لمحافظين ومؤثِّرين وصُنّاع سياسة مثل شون هانيتي ومايك بومبيو، لكن وجود مواد جهادية على المنصة، يعطي صورة للتحدي الذي يواجه المنبر والمواقع الأخرى، في موازنة حرية التعبير، وحذف المواد غير المناسبة.
وقال أدم هادلي، مدير تيك ضد الإرهاب، وهي منظمة غير ربحية تعمل مع منابر التواصل الاجتماعي مثل GETTR إن المواد التي تظهر على المنصات الصغيرة، تشبه تلك التي يتم حذفها بشكل آلي من "فيسبوك" و"تويتر"، وأضاف: "لا توجد لدى المنابر الصغيرة الموارد التي تحذف -بشكل آلي- هذا النوع من المحتوى".
إلى ذلك، قال محللو التطرف، الذين راجعوا النتائج التي توصلت إليها "بوليتيكو": "إن استخدام مؤيدي داعش لـ GETTR يبدو أنه اختبار أولي، لمعرفة ما إذا كان محتواهم سينجو من الكشف، أم يخضع للإشراف على المحتوى.