صيد ثمين في قبضة المخابرات العراقية.. من هو نائب زعيم تنظيم داعش الإرهابي؟
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أعلن القبض على نائب زعيم داعش ومشرف المال للتنظيم الإرهابي، في عملية وصفها بأنها من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود.

السياق
«صيد ثمين» أعلنت عنه العراق اليوم، في ما بدا وكأنه مكافأة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى مواطنيه الذين خرجوا للإدلاء بأصواتهم، في أول انتخابات برلمانية مبكرة منذ 18 عامًا.
رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أعلن القبض على نائب زعيم «داعش» ومشرف المال للتنظيم الإرهابي، في عملية وصفها بأنها «من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود».
وقال الكاظمي، في تغريدة عبر «تويتر»: «في الوقت الذي كانت عيون أبطالنا في القوات الأمنية يقظة لحماية الانتخابات، كانت ذراعهم الأصيلة في جهاز المخابرات تنفِّذ واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود، للقبض على المدعو سامي جاسم، مشرف المال لداعش»، مشيرًا إلى أن «هذا المعتقل نائب المقبور أبو بكر البغدادي».
تفاصيل العملية
قالت خلية الإعلام الأمني، التابعة لرئاسة الحكومة العراقية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه: «بالتزامن مع العرس الانتخابي، نزف إلى شعبنا الكريم بشرى اعتقال المشرف العام لإدارة الملفات المالية والاقتصادية لتنظيم داعش الإرهابي، سامي جاسم محمد جعاطة العجوز الجبوري، الملقب بأبو آسيا وأبو عبدالقادر الزبيدي».
وأكدت خلية الإعلام الأمني العراقية، أن اعتقال نائب زعيم «داعش»، جاء بعد عملية نوعية، نفَّذتها قوات جهاز المخابرات الوطني، وبعملية خاصة خارج الحدود، مشيرة إلى أن جاسم أحد أهم المطلوبين دوليًا، وهو مقرَّب من اللجنة المفوضة لإدارة التنظيم، وكذلك من زعيم التنظيم الحالي، عبدالله قرداش.
وجددت خلية الإعلام الأمني، للعراقيين تعهداتها بأن تكون قواتنا الأمنية كافة، «عيناً لا تنام، لحفظ الأمن والاستقرار في ربوع العراق».
ونشرت خلية الإعلام الأمني، صورًا لعملية اعتقال جاسم، ظهر فيها الأخير بلباس أصفر، وقناع يغطي الوجه، بينما بدا في الصور بلحية كبيرة، وشعر كثيف.
وأكدت خلية الإعلام الأمني، أنها وجهت ضربات كبيرة في الفترة الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي، من خلال اعتقال وقتل عدد من أهم قياداته وأمرائه، بما يعزِّز أمن البلاد، ويمنع التنظيم من القيام بأعماله الإجرامية في العراق.
ضربة قوية
من جانبه، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول: اعتقال نائب البغدادي «ضربة قوية لعصابات داعش الإرهابية وعملية مهمة ونوعية».
وأوضح المسؤول العسكري العراقي، أن «الجهد الاستخباراتي كبير ويعد انتصاراً يضاف إلى الانتصارات المتحققة بجميع الميادين»، مشيرًا إلى أن «القوات الأمنية مستمرة بملاحقة عصابات داعش الإرهابية في جميع الأماكن، بجهد كبير وعمل دؤوب، ما أدى إلى تحقيق انتصارات كبيرة بهذا الصدد».
من هو سامي جاسم؟
هو سامي جاسم محمد عبدالله الجبوري، الملقب بـ«سامي العجوز»، من مواليد عام 1973، بايع القيادي الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي في أغسطس2003، بعد ذلك التقيا في قضاء الشرقاط في علوة مخضر الشرقاط هو والقيادي عبدالقادر إبراهيم حاج سالم، والقيادي وضاح تركي عبد نايف.
عمل آمر مجموعة من 10 أفراد في قاطع الساحل الأيسر من الشرقاط، وتدرب فكريًا على يد أبو أنس الشامي سوري الجنسية، بقرية الحكنة في بيت القيادي الإرهابي سلمان عبد شبيب.
اعتُقل عام 2005 من قِبل القوات الأمريكية، هو وسلمان عبد شبيب، وخلال اعتقاله تعرف إلى قيادات مهمة في تنظيم القاعدة آنذاك، ودرس العلوم الشرعية وأصبح فقيهاً، وركز على التنظير وسياسة الإقناع في دراسته.
خرج من السجن عام 2011، واستقر في الموصل وعمل المسؤول الشرعي لجنوب الموصل، وعام 2012 التقى الإرهابي أبو بكر البغدادي في قضاء البعاج بمحافظة نينوى، والتقاه ثانية في المحلبية غرب مدينة الموصل في العام نفسه، ليصبح بعدها مقرَّباً جداً للبغدادي، الذي نصَّبه مسؤول هيئة الإشراف العام للنقل والتنسيق بين الخلافة وبعض الموظفين العاملين في الجهات الحكومية العراقية.
نُصِّب وزيرًا للصناعة في تنظيم داعش، ثم وزيراً للمالية، وعام 2015 تم تنصيبه وزير الركاز للخلافة، وشغل مناصب قيادية وأمنية داخل تنظيم داعش الإرهابي، بينها نائب أبوبكر البغدادي، كما تولى أيضا ما يسمى ديوان بيت المال في التنظيم، ونائب والي دجلة.
وله من الأشقاء 6 قياديين في التنظيم الإرهابي، هم: «عمر جاسم وصالح جاسم، اللذان عملا في مكاتب الاستثمار في نينوى والإشراف مع شقيقهما القيادي».
كما أن له شقيقًا ثالثُا هو حازم جاسم محمد عبد الله، الذي عمل مسؤول مكتب استثمار نينوى، والرابع حسين جاسم وتقلد منصب معاون مسؤول مكتب المعلومات، بينما تقلد الخامس رجب جاسم مسؤول زراعة قاطع الزاب، ثم مسؤول ورشة تفخيخ، بعد تحرير الساحل الأيمن قضاء الشرقاط.
وعمل الشقيق السادس علي جاسم، مدعياً عاماً بمحكمة تنظيم داعش في ناحية الزاب.