معرض أبوظبي للكتاب... شعلة ثقافية تضيء سماء العرب
1130 ناشرًا من 80 دولة تحت سقف واحد... معرض أبوظبي للكتاب يمنح عشاق القراءة هدية العام

السياق
حالة من التوهج الثقافي والمعرفي، انطلقت قبل ساعات من دولة الإمارات، التي تحولت -خلال السنوات الماضية- إلى حاضنة لأبرز المبدعين والمفكرين والأدباء المحليين والعالميين.
فالبلد الخليجي الذي آمن بأن بناء المجتمع والنهوض به يبدأ من الفرد بتعزيز معارفه وعلمه، وصقل قدراته ومخزونه الثقافي والإبداعي، أوقد –الاثنين- شعلة الدورة الحادية والثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، بمشاركة 1130 ناشرًا من أكثر من 80 دولة، في حدث يشكل منعطفاً أصيلاً على صعيد العمل الثقافي المحلي والعربي.
يستمر المعرض، الذي فتح أبوابه الاثنين للجمهور، حتى التاسع والعشرين من مايو الجاري بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، حاملًا شعلة أكثر من 450 فعالية متنوعة.
ويشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب منارة علم ومعرفة وإبداع، تحشد حولها نخبة من المبدعين، بحسب سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي أعلن أجندة تليق بمكانة المعرض، تستضيف أبرز الأدباء والمفكرين العرب والغربيين، الذين سيشاركون الجمهور مجموعة من الفعاليات.
وأكدت إدارة المعرض بمركز أبوظبي للغة العربية، التزامها بأعلى المعايير لضمان سلامة الزوار والعارضين والعاملين في المعرض، مشيرة إلى أن حضور الزوار يقتصر على الحاصلين على التطعيم من هم فوق سن سبعة عشر عامًا.
برامج معرض أبوظبي
يتميز محتوى برامج معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 بالتنوع، حيث يناسب أصحاب الاهتمامات المتباينة، ومختلف الشرائح السنية.
يضم البرنامج الثقافي للمعرض العديد من الفعاليات، يشارك فيها نخبة من المتحدثين والمتحدثين الرئيسين في الثقافة والفنون والآداب والفكر وقطاعات أخرى مؤثرة في الشأن الثقافي، بما في ذلك الأمسيات الشعرية، والمناظرات الفكرية والنقدية، والقراءات القصصية والنقاشات النقدية والتحليلية، والجلسات الأدبية، والندوات التي تتطرق إلى أبرز القضايا والظواهر والمستجدات على الساحة الثقافية والإبداعية، وغيرها من الأنشطة والفعاليات المهمة.
كما يضم قائمة من المتحدثين الرئيسين وكبار الشخصيات والأدباء والمفكرين العالميين، بينما اختار معرض أبوظبي الدولي للكتاب، عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الشخصية المحورية لدورته الحادية والثلاثين، ويتضمن برنامج الشخصية المحورية: 4 ندوات، تغطي أبرز جوانب تجربة الدكتور طه حسين الفكرية والثقافية والأدبية، يتناولها أعلام الفكر والأدب العرب.
ويمثل محور المناظرات، ملمحاً رئيساً من ملامح التجديد الشامل للدورة الحالية، وواحداً من البرامج التي تتيح مزيداً من المكاشفة بين أصحاب الآراء شديدة التباين، حيث استُلهمت فكرة هذا البرنامج من معين أحد الفنون الأصيلة في الأدب العربي «فن المناظرة»، التي ازدهرت في العصر العباسي تحديداً، مع الاحتفاظ بالأدوات الأحدث لإدارة الحوار، ما يضمن توفير محتوى يثير شغف الحضور ويجيب عن تساؤلاتهم، ويسهم في تعزيز قدراتهم على الوصول إلى رؤية شاملة للقضايا التي تثيرها كل مناظرة.
ويزخر هذا البرنامج بثلاث مناظرات ملهمة، يديرها الإعلامي السعودي د.سليمان الهتلان.
كما يتضمن البرنامج الثقافي -ضمن محور مخصص للأدب العربي والعالمي- مجموعة مهمة من الندوات، تتطرق إلى العديد من القضايا والظواهر الإبداعية والفنية والنقدية، في الأدب العربي والعالمي، مستعرضة كذلك عدداً من الأعمال الأدبية المتميزة، بمشاركة نخبة من الأدباء، والأكاديميين والمتخصصين، والمترجمين البارزين.
البرنامج المهني
يخصص معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، في ضوء مسؤوليته تجاه أصحاب المواهب والإمكانات ذات الصلة بقطاع الثقافة والفنون والآداب والنشر -ضمن أجندته المتنوعة خلال دورته الحادية والثلاثين- برنامجاً يتضمن فعاليات مختلفة، ما بين ورش العمل والندوات والجلسات والمحاضرات المتخصصة.
ويوفر البرنامج للمشاركين فرصاً واعدة لتنمية مهاراتهم وصقلها، واكتساب معارف جديدة، من خلال استثمار دعم أصحاب الخبرات الذين يشاركون ويشرفون على تلك الأنشطة والفعاليات.
تواقيع الكتب
تعود هذا العام -بزخم كبير- واحدة من الفعاليات التي تلقى تفاعلاً كبيراً من زوار معرض أبوظبي للكتاب، وتمثل منصة التقاء مثالية تجمع الكُتاب والمبدعين مع قرائهم وجمهورهم، وفرصة للحصول على النسخ الأولى من أحدث الإصدارات ممهورة بتوقيع مؤلفيها، وهي فعالية تواقيع الكتب، حيث يخصص المعرض ركنين للتواقيع، خلال أيام انعقاده السبعة.
ويتضمن محور توقيع الكتب -ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022- جلسات توقيع للعديد من الكتاب والأدباء والفنانين البارزين من مختلف أنحاء العالم، منهم الفنان والخطاط الياباني هوندا، وآن هيات، ومارسيل كوبيريشوك، وغيرهم، إضافة إلى جلسات توقيع لإصدارات كلمة، وجلسات توقيع للكتاب من القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وجلسات توقيع للفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب.
سينما الصندوق الأسود
يستعيد زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 «سينما الصندوق الأسود»، التي أسسها ويديرها المخرج السينمائي نواف الجناحي، وأصبحت من أكثر الأجنحة إقبالاً في المعرض، منذ تقديمها للمرة الأولى عام 2014.
وعرضت سينما الصندوق الأسود في دوراتها الأربع الماضية 62 فيلماً قصيراً من الإمارات والوطن العربي، تنوعت بين الروائية والتسجيلية، لجمهور متنوع الأعمار والجنسيات فاق 5700 مشاهد.
في دورتها الخامسة هذا العام، تقدم سينما الصندوق الأسود برنامجاً يضم 22 فيلماً قصيراً من 13 دولة، جميعها منتجة بين عامي 2019 و2022.
هناك 15 فيلماً قصيراً من الإمارات والوطن العربي، و7 أفلام قصيرة في عروض خاصة من جمهورية ألمانيا الاتحادية، ضيفة الشرف في الدورة الـ 31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، والأفلام مترجمة بالإنجليزية، والدخول مجاني للجمهور.
وسيقدم البرنامج أيضاً جلستين حواريتين، الأولى بعنوان «كلمة الرواية وصورة الفيلم»، لإلقاء الضوء على كيفية تباين السرد الروائي بين عالمي الأدب والسينما، في ظل المقارنة بين الروايات والأفلام المقتبسة منها.
وتركز الجلسة الثانية بعنوان «نسق السيناريو السينمائي» على أساسيات كتابة سيناريوهات الأفلام بالنسق الحرفي، وكيف يختلف ذلك عن الكتابة للأدب، وهي جلسة تعريفية لا تفوّت لكل كاتب يرغب في دخول مجال كتابة الأفلام.
ركن أنماط الحياة
يعمل معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، من خلال برنامج «أنماط الحياة» على استقطاب مجموعة متنوعة ومتميزة من العروض الفنية والرياضية والاجتماعية والإعلامية.
يشارك في البرنامج نجوم ومتخصصون سيثرون تجربة زوار المعرض، طوال إقامته، بورش عمل تفاعلية وعروض حية ولقاءات ملهمة مباشرة مع الجمهور، تجمع بين الإمتاع والترفيه من جهة، وبين اكتساب الخبرة والمهارة والمعرفة من جهة أخرى.
ركن الرسوم المصورة
خصص معرض أبوظبي للكتب لأول مرة، ركنًا للرسوم المصورة بالتعاون مع هيئة الإعلام الإبداعي، يوفر فرصة أخرى لمعايشة قصص وحكايات من أروقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، لكن في عالم متخيل أبطاله هذه المرة شخصيات كرتونية ملهمة، تقوم برواية قصص مثيرة .
ويستضيف الركن مجموعة من أبرز رسامي الكوميكس والفانتازيا، يقدمون عروضاً حية وتجارب ممتعة للجمهور، تؤكد أن صناعة الترفيه، ونتاج الفنون، مهما تنوعت وتباينت الوسائط، ليست بمعزل عن البصيرة، التي يتيحها الكتاب.
ركن الفنون
يمثل ركن الفنون أحد الأركان التي تتيح مساحة مختلفة عن المحتوى الأبرز في المعرض، من خلال توفيره منصة لعرض محتوى بصري يمثل إبداعات فنية ملهمة، تتسم بالتنوع الشديد، والفرادة التي تجعل من تلك المساحة مجموعة من المعارض الفنية التي تقام في توقيت وموقع واحد.
ويستقطب ركن الفنون، مجموعة من أعمال فنانين محترفين وناشئين من جميع أنحاء العالم، ليشكل بانوراما ثرية لنتاج المواهب الإبداعية، ويوفر فرصاً رائعة للتواصل مع الفنانين وناشري الإبداعات البصرية، والمهتمين بهذا المجال إبداعاً وتذوقاً وصناعة من جميع أنحاء العالم.
ركن النشر الرقمي
يولي معرض أبوظبي للكتاب أهمية كبيرة للنشر الرقمي، معلنًا تخصيص ركن له، بعنوان «ركن النشر الرقمي»، يستضيف العديد من الجلسات والفعاليات، التي تتناول أبرز الظواهر والحقائق والخبرات المرتبطة بعالم النشر الرقمي، إضافة إلى استقطاب نخبة من المتخصصين وأصحاب التجارب الناجحة والمتميزة في هذا الفضاء الواعد.
ويغوص ركن النشر الرقمي في العديد من القضايا ذات الأولوية في هذا القطاع الواعد، عبر جلسات ثرية تتناول النشر الرقمي... أهميته، تحدياته، وصناعة الكتاب الصوتي أو المسموع، وأهمية النشر الرقمي في إثراء المكتبات، وكذلك التجربة التعليمية للطلبة، وغيرها من الموضوعات المهمة المرتبطة بالمحتوى الرقمي وقطاع النشر الرقمي.
واحة الأطفال
خصص معرض أبوظبي للكتاب العديد من الفعاليات والأنشطة للطفل، فضلاً عن توفير نتاج متنوع من الكتب المخصصة، ضمن محتوى العديد من دور النشر المشاركة بالمعرض.
وبالتعاون مع مكتبة أبوظبي للأطفال جرى ابتكار تصور ملهم لواحة الأطفال، وجاء تصميمها واعتمادها لتكون المساحة المخصصة لاستضافة معظم البرامج والفعاليات وورش العمل الخاصة بالأطفال، وفق تصميم يحفز خيال الطفل وتفاعله، ويمنحه المزيد من خيارات التعلُّم الممزوج بالمرح والترفيه.
تاريخ معرض أبوظبي للكتاب
انطلقت أولى نسخ المعرض عام 1981، بمشاركة 50 ناشراً من مصر ولبنان، إلا أنه شهد مرحلة جديدة في تاريخه خلال عامي 1986 و1988، بعد أن شاركت العشرات من دور النشر وصلت إلى 70.
وبعد توقف 3 سنوات، انطلق معرض أبوظبي للكتاب عام 1993، معلنًا انتظام الحدث بشكل سنوي، ليحقق منذ ذلك الحين شهرة واسعة، جعلته تظاهرة ثقافية، يحضرها العديد من كبريات دور النّشر، ورموز الحركة الثقافية والفكرية إقليميًا وعربيًا.