من أين أتى وهل له علاج؟... كل ما تريد معرفته عن جدري القرود

ترجمات - السياق

انتشر فيروس جدري القرود في جميع أنحاء أوروبا الغربية وخارجها في الأسابيع الأخيرة، ومع ارتفاع معدل الإصابة، تزداد الأسئلة عن هذا المرض.

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، رصدت الأسئلة المتداولة عن هذا الفيروس، فمن أين أتى؟ وإلى أي مدى انتشر؟ وهل يمكن معالجته؟ والمعلومات التي قد يريد القارئ معرفتها عنه.

 

ما هو جدرى القرود؟

مرض يسببه فيروس "جدري القرود"، حيواني المصدر يمكن أن يصيب بعض الكائنات، مثل البشر.

ولا يعد هذا المرض جديداً، إذ عُرف لأول مرة في القرود في خمسينيات القرن الماضي، وتأكدت أول إصابة بشرية عام 1970، ومع ذلك، بدأت الحالات الظهور الآن.

 

كيف يمكن أن يُصاب الشخص بجدرى القرود؟

يمكن أن ينتقل المرض بطرق عدة، لكنه ينتشر عادة عندما يكون الفيروس قادراً على دخول الجسم، إما عن طريق الاستنشاق، وإما العينين أو الأنف أو الفم، أو من خلال الجلد المجروح، ولهذا السبب، يتعين على العديد من الذين يتعاملون عن قُرب مع أنواع معينة من الحيوانات، توخي الحذر.

بالنسبة للبشر، يُعتقد أن الفيروس ينتشر عادةً عن طريق استنشاق قطرات كبيرة من الهباء التنفسي، ولذا فإن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر محدود إلى حد ما، أما بالنسبة للحيوانات، فإنه رغم أن المرء قد يعتقد أن القرود أكبر خطر لانتشار جدرى القرود، فإنها ليست الخزانات الرئيسة لهذا المرض، إذ يمكن العثور على الفيروس أيضاً في عدد من الحيوانات، خاصة القوارض الإفريقية، التي يعتقد العديد من الخبراء أنها الخزان الأساسي له.

على سبيل المثال، كان أول اكتشاف لجدري القرود في الولايات المتحدة عام 2003، أصيب به أكثر من 70 شخصاً، ورُبط هذا التفشي بشحنة من القوارض نُقلت من غانا إلى الولايات المتحدة، كان بعضها مصاباً بجدرى القرود، وأصابت بعض الكلاب التي بيعت كحيوانات أليفة، قبل ظهور علامات العدوى عليها، وفقاً للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي".

لماذا يصاب الناس بجدرى القرود؟

الوضع ليس كذلك، فالناس ظلوا يصابون به منذ سنوات طويلة، لكن الأمر لم يكن في أوروبا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل، فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود عادةً ما يكون وسط إفريقيا وغربها، وبالقرب من الغابات المطيرة.

وهناك نوعان من الفصائل الجينية المميزة للفيروس، وهما فصيلة الكونغو وفصيلة غرب إفريقيا، وتعد الأولى الأكثر خطورة، لكن حتى يومنا هذا، فإن الدولة الوحيدة التي من المعروف أن النوعين فيها هي الكاميرون.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنه عادةً ما يقتصر وجود الفيروس على دول إفريقيا، إلا أنه ثبت وجوده خارجها مرات عدة، حتى في إسرائيل، عندما جلب مسافرون من نيجيريا المرض معهم في سبتمبر 2018.

وباتت الحالات تتزايد منذ ذلك الوقت، والسبب هو التطعيم.

 

هل يوجد لقاح ضد جدرى القرود؟

من الناحية الفنية، نعم، لكن لا يوجد لقاح مخصص لجدري القرود، إلا أن أفضل إجراء وقائي لتجنُّبه هو الحصول على لقاح الجدري.

 

ما هو مرض الجدري؟

يعد الجدري أحد أكثر الأمراض شهرة في التاريخ، إذ يعود إلى عصور ما قبل التاريخ وقد دمر البشرية لآلاف السنين، وشكَّل مجرى التاريخ، وتسبب في خسائر لا حصر لها حتى إعلان القضاء عليه عام 1980، وساعد هذا المرض في تحفيز تطوير اللقاحات، وساعد كذلك في تغيير مسار العلاج.

ونظراً للتشابه بين المرضين، فإن لقاح الجدري يُستخدم عادةً للتطعيم ضد جدرى القرود، حتى أنه جرى ترخيص لقاح "Jynneos" في الولايات المتحدة للوقاية من جدري القرود والجدري معاً، ويُعتقد أنه فعال بنسبة 85%، ومع ذلك، فإن هذا هو المكان الذي تكمن فيه المشكلة.

فمنذ الإعلان رسمياً عن القضاء على الجدري، توقفت التطعيمات ضده، ونتيجة لذلك، ارتفعت الإصابات بجدري القرود، ومع عدم قدرة الناس على الوصول إلى لقاحات الجدري، قد يزداد الأمر سوءًا.

 

لماذا ينتشر جدري القرود عام 2022؟

يبدو أنه ظهر لأول مرة في المملكة المتحدة، بعد عودة مقيم بريطاني من رحلة إلى نيجيريا، وبعد ذلك، بدأ ينتشر بشكل أكبر، وقد شوهد في جميع أنحاء العالم، لكن معظمها في أوروبا الغربية.

 

هل جدري القرود يتعلق بمثلي الجنس؟

بالتأكيد لا، رغم أن الدكتورة سوزان هوبكنز من وكالة الأمن الصحي البريطانية، قالت إن عدداً كبيراً من الحالات الأخيرة في المملكة المتحدة وأوروبا، كانت من الرجال المثليين وثنائيي الجنس، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

 

هل ينتشر المرض بشكل مختلف؟

تقول إحدى النظريات إن جدري القرود ربما أصبح عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي لأنه ينتقل بين الأزواج، ولذا فإنه من الممكن أن يكون الاتصال الجنسي وسيلة لنقل المرض، إلا أن هذا كله غير مؤكد، ويعد سبب انتشاره الآن موضوع نقاش الباحثين.

 

هل جدري القرود مميت؟

يمكن أن يكون الفيروس مميتاً، لكنه عادةً ما يؤدي للإصابة بأعراض خفيفة، فرغم ارتباطه بالجدري، فإنه يميل إلى الظهور كنسخة أكثر اعتدالاً.

فكما هو الحال مع الجدري، فإنه ينتج عن جدري القرود طفح جلدي مماثل وبثور، كما يعاني المصاب أيضاً أعراضًا تشبه أعراض الإنفلونزا، التي عادة ما تظهر أولاً، حيث يشعر المريض بالإرهاق وبآلام في الظهر والعضلات والحمى والصداع الشديد وتورم الغدد الليمفاوية، وهو أمر ترى منظمة الصحة العالمية أنه يميز جدري القرود.

تستمر هذه الفترة الأولية، ثم يظهر بعدها الطفح الجلدي، في غضون 1-3 أيام بعد ظهور الحمى، وعادةً ما تتركز هذه البثور على الوجه أكثر من أي مكان آخر، لكنها يمكن أن تظهر أيضاً على راحة اليدين وباطن القدمين والعينين والأعضاء التناسلية.

 

ما معدل وفيات جدرى القرود؟

في أسوأ الحالات، إذا لم يتم العلاج بسرعة، يمكن أن يكون لجدري القرود معدل وفيات بنسبة 10%، ومع ذلك، فإن نوع جدري القرود المنتشر في الوقت الحالي، فصيلة غرب إفريقيا، وهي أكثر اعتدالاً بكثير، ولذا فإنه من المحتمل أن يكون معدل الوفيات أقل من 1%، لكن أولئك الذين يعانون أمراضًا، والذين يعانون نقص المناعة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة، كما يعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة مع معدل وفيات أعلى.

 

هل يوجد علاج لجدري القرود؟

لا توجد أدوية لعلاجه، لكن الأمر يعتمد على علاج الأعراض.

كم من الوقت يستمر جدرى القرود؟

عادةً ما تستمر الأعراض من أسبوعين إلى 4 أسابيع.