نووي إيران... ماذا تعني زيارة وزير خارجية الاتحاد الأوروبي لطهران؟
قالت وزارة الخارجية الفرنسية : نحن مستعدّون لإبرام هذا الاتفاق ونحث إيران على اغتنام هذه الفرصة الدبلوماسية لإبرامه، طالما لا يزال ذلك ممكنًا

السياق
بدأ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مناقشات حاسمة في طهران، ترمي إلى إحياء محادثات الملف النووي الإيراني، الذي يسبب توتّر العلاقات بين إيران والأسرة الدولية منذ وقت طويل.
وعقد بوريل، الذي وصل فجر السبت إلى طهران، لقاءً مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
كان بوريل كتب على "تويتر" مساء الجمعة: "الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للعودة إلى تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والتغلب على الخلافات الحالية".
ومن المقرر أن يغادر بوريل إيران خلال النهار على أبعد تقدير.
مباحثات فيينا
قبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، مباحثات في فيينا تشارك فيها -بشكل غير مباشر- الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديًا من الاتفاق عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.
وتهدف المفاوضات المعلَّقة، إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل عودة الأخيرة للامتثال لالتزاماتها النووية التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.
وأتاح اتفاق 2015 الذي يسمى "خطة العمل الشاملة المشتركة"، رفع عقوبات كانت مفروضة على إيران، مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن إدارة ترامب أعادت فرض العقوبات الأميركية، إثر انسحابها من الاتفاق، ما أثار غضب إيران.
لا يزال ذلك ممكنًا
قالت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة: "نحن مستعدّون لإبرام هذا الاتفاق ونحث إيران على اغتنام هذه الفرصة الدبلوماسية لإبرامه، طالما لا يزال ذلك ممكنًا" معربةً عن "دعمها" لجهود بوريل، الذي تعود زيارته الأخيرة لإيران إلى فبراير 2020.
وأثنى الموفد الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية روبرت مالي على تغريدة بوريل ومفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف بتنسيق محادثات الملف النووي الإيراني انريكي مورا "لتنسيقهما الوثيق والمتواصل مع الولايات المتحدة".
وكتب: "نبقى متمسّكين بمسار الدبلوماسية المفيدة، بالتنسيق مع شركائنا الأوروبيين". وكان مالي جدد -الخميس- تأكيد "الالتزام الأميركي بالعودة إلى اتفاق 2015".
وأبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رغبتها في العودة الى الاتفاق النووي، شرط امتثال طهران مجددًا لبنوده، لكنّ الأخيرة تطلب رفع العقوبات أولًا.
وأكد حسين أمير عبداللهيان -الخميس- أن بلاده تأمل "جديًّا" التوصل إلى اتفاق مع القوى العظمى، بما في ذلك الولايات المتحدة، بعد لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في طهران، ودعا واشنطن إلى التحلي بـ"الواقعية".
يمكن عكسها
مطلع يونيو، فصلت إيران بعض كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواقعها النووية، بعيد تصويت الولايات المتحدة والأوروبيين على قرار في الوكالة، يدين عدم تعاون طهران.
إلا أنها سرعان ما أعلنت أن هذه الإجراءات "يمكن عكسها" بمجرد التوصل إلى اتفاق في فيينا، مقرّ الوكالة.
وبعدما فصلت طهران كاميرات المراقبة، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، من أنه إذا استمرّت الأمور على هذا النحو، لن تكون الوكالة "في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع" قادرةً على توفير المعلومات اللازمة لمتابعة البرنامج النووي الإيراني.
ورأى أنّ هذا الأمر "سيشكّل ضربة قاضية" لاتفاق 2015.
وبحسب خبراء، فإن محادثات فيينا تتعثّر، خصوصًا بسبب رفض الولايات المتحدة تنفيذ طلب أساسي لإيران، هو شطب الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية" الأجنبية.