بسبب رفض الديمقراطيين.. أجندة بايدن المناخية مهددة بالفشل

النكسة التي تعرَّض لها برنامج الطاقة النظيفة، تعني أيضاً أن يد الرئيس بايدن ستكون ضعيفة، عندما يسافر إلى غلاسكو في غضون أسبوعين، لحضور قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ.

بسبب رفض الديمقراطيين.. أجندة بايدن المناخية مهددة بالفشل
بايدن

 ترجمات-السياق

توقعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إسقاط الجزء الأهم من أجندة المناخ، الخاصة بالرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يتمثل في استبدال محطات الطاقة، التي تعمل بالفحم والغاز، باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية بدلاً منها، من مشروع قانون الميزانية الهائلة المعلق حتى الآن،  وفقاً لموظفي الكونجرس، وجماعات الضغط المطلعة على الأمر.

وأضافت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن السيناتور الديمقراطي من ولاية ويست فيرجينيا، جو مانشين، الذي يعد تصويته أمراً حاسماً لتمرير مشروع القانون، أكد للبيت الأبيض، أنه يعارض بشدة برنامج الكهرباء النظيفة، وفقاً لثلاثة من هؤلاء المطلعين، ونتيجة لذلك، فإن موظفي البيت الأبيض، يعملون الآن على كتابة التشريع من دون هذا البند المتعلق بالمناخ، بينما يحاولون وضع مزيج من السياسات الأخرى، التي يمكن أن تؤدي إلى خفض الانبعاثات.

من جانبه، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض، فيدانت باتيل، التعليق على تفاصيل مشروع القانون، قائلاً للصحيفة: "البيت الأبيض يركز جهوده على النهوض بأهداف الرئيس بايدن المتعلقة بالمناخ، فضلاً عن وضع الولايات المتحدة في مكان يسمح لها بتحقيق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات، بطريقة تنمي الصناعات المحلية، والوظائف".

بينما كتب المتحدث باسم مانشين، سام رونيون، في رسالة للصحيفة بالبريد الإلكتروني: "لقد أعرب السيناتور مانشين بوضوح عن مخاوفه من استخدام أموال دافعي الضرائب، لدفع أموال للشركات الخاصة للقيام بأشياء يقومون بها بالفعل، كما أنه يواصل دعم جهود مكافحة تغير المناخ مع حماية استقلالية الطاقة الأمريكية وضمان موثوقيتها".

من جانبها، قالت السيناتور الجمهورية من ولاية ويست فيرجينيا شيلي مور كابيتو إنها "تعارض برنامج الكهرباء النظيفة بشدة لأنه "مُصمَّم للتخلص من استخدام الفحم والغاز الطبيعي في الكهرباء الموجودة لدينا، ولذا فإنه سيكون مدمراً لولايتي".

وأشارت الصحيفة، إلى أن برنامج الكهرباء النظيفة، الذي تبلغ قيمته 150 مليار دولار، كان القوة الدافعة لأجندة بايدن الطموحة للمناخ، إذ إنه كان من المتوقع أن يعمل على مكافأة الشركات، التي تحولت من حرق الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، ومعاقبة أولئك الذين لا يفعلون ذلك.

ووفقاً للصحيفة، فإن الخبراء يقولون إن السياسة التي سيتم تبنيها، من المتوقع أن تعمل خلال العقد المقبل، على التقليل بشكل كبير من غازات الاحتباس الحراري، التي تتسبب في تسخين الكوكب، وهي ما ستكون أقوى سياسة تتبناها الولايات المتحدة لتغير المناخ.

ونقلت الصحيفة، عن الخبيرة في سياسة المناخ، ليا ستوكس، التي كانت تقدِّم المشورة إلى الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، لكيفية صياغة البرنامج، قولها: "هذه بالتأكيد أهم سياسة مناخية في حزمة الإنفاق الجديدة، ونحن نحتاجها لتحقيق أهدافنا المناخية، لكننا الآن لا نستطيع ذلك، وهو ما يعد أمراً محزناً جداً".

ورأت الصحيفة، أن هذه النكسة التي تعرَّض لها برنامج الطاقة النظيفة، تعني أيضاً أن يد الرئيس بايدن ستكون ضعيفة، عندما يسافر إلى غلاسكو في غضون أسبوعين، لحضور قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، إذ كان يأمل الإشارة إلى برنامج الكهرباء النظيفة، كدليل على أن الولايات المتحدة، التي تعد تاريخياً أكبر باعث للتلوث الناتج عن الاحتباس الحراري، كانت جادة بشأن تغيير المسار وقيادة جهد عالمي لمكافحة تغير المناخ، إذ كان الرئيس قد تعهد بأن تخفِّض بلاده انبعاثاتها 50% عن مستويات عام 2005 بحلول عام 2030.

وتابعت: "لا يزال باقي العالم قلقاً للغاية من مدى التزام الولايات المتحدة، بمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، بعد أربع سنوات سخر خلالها الرئيس السابق دونالد ترامب بشكل علني، من عِلم تغير المناخ، فضلاً عن اعتماده سياسات شجعت على المزيد من التنقيب عن الوقود الأحفوري وحرقه".

ولفتت الصحيفة، إلى أن الديمقراطيين كانوا يأملون تضمين برنامج الكهرباء النظيفة، في مشروع قانون الميزانية الشامل، الذي سيؤدي أيضاً إلى توسيع شبكة الأمان الاجتماعي".

وأضافت: "لا يزال الحزب الديمقراطي يحاول معرفة كيفية تمرير مشروع قانون الميزانية، إلى جانب حزمة البنية التحتية البالغة قيمتها تريليون دولار، فعلى مدى أسابيع، ظل القادة الديمقراطيون يتعهدون بأن برنامج الكهرباء النظيفة، جزء غير قابل للتفاوض من التشريع، كما نظَّم الديمقراطيون التقدميون مسيرات هتفوا فيها (لا مناخ، لا صفقة)"، بينما كان بايدن يأمل أن يؤدي سن التشريع إلى تنظيف قطاع الكهرباء، الذي ينتج نحو ربع الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إذ إنه أراد أن يستمر تأثير البرنامج فترة طويلة بعد أن يترك منصبه، بصرف النظر عمَّن يتولى مسؤولية البيت الأبيض".

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن السيناتور مانشين، الذي لديه علاقات مالية شخصية مع صناعة الفحم، كان ينوي في البداية كتابة تفاصيل البرنامج، بصفته رئيس لجنة مجلس الشيوخ للطاقة والموارد الطبيعية، لكنه كان يفكر في وجود برنامج للكهرباء النظيفة، يعمل على مكافأة الشركات للتحول من الفحم إلى الغاز الطبيعي، الذي يعد أقل تلويثاً، لكنه لا يزال ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون، ويمكن أن يؤدي إلى تسريب غاز الميثان، وهو من الغازات الدفيئة، إذ إن ولاية ويست فرجينيا مسقط رأسه التي يمثلها في الكونجرس، من أكبر منتجي الفحم والغاز.

في الأيام الأخيرة، أشار مانشين إلى أنه يعارض برنامج الطاقة النظيفة، وفقاً لبعض المطلعين على المناقشات، ونتيجة لذلك، فإن موظفي البيت الأبيض يسارعون للتوصل لكيفية التأثير في الانبعاثات، من خلال التدابير المناخية الأخرى في مشروع القانون، بما في ذلك وضع حوافز ضريبية لمنتجي الطاقة المتجددة وائتمانات ضريبية للمستهلكين، الذين يشترون السيارات الكهربائية، كما أنه من الممكن أيضاً أن يحاول الديمقراطيون دفع برنامج الكهرباء النظيفة كقانون مستقل، لكن الجدول الزمني لذلك يتقلص، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وفقاً للصحيفة.