أزمة أوكرانيا... خلاف نادر بين زعماء كييف ومخاوف روسية من التنويم المغناطيسي

أبدت المخابرات الروسية تخوفات من إمكانية سيطرة من وصفتهم بالأعداء الذين يتمتعون بقدرات منومة مغناطيسية على حراس الكرملين، وفقًا لمذكرة سرية.

أزمة أوكرانيا... خلاف نادر بين زعماء كييف ومخاوف روسية من التنويم المغناطيسي

السياق 

بينما دخلت الأزمة الأوكرانية شهرها العاشر من دون أن تضع أوزارها، باتت التطورات الميدانية المتلاحقة عنوان المرحلة الحالية، التي رفعت شعار «لا للتفاوض».

وتحاول كييف «إنهاك» موسكو ميدانيًا، تشن الأخيرة ضربات صاروخية متلاحقة على الأراضي الأوكرانية، تسببت في خسائر بشرية ومادية، وأودت بالبلد الأوراسي إلى عصور ما قبل اختراع الكهرباء، حيث ضوء الشموع.

تلك التطورات تتزامن مع تعهدات ألمانية وفرنسية وبريطانية بمواصلة الوقوف إلى جانب أوكرانيا، بينما تحاول روسيا تضميد جراحها التي لحقت بآلاف الأمهات، اللائي فقدن أبناءهن في صفوف الحرب التي تعثرت -حتى اللحظة- آفاق التوصل لنهاية سلام لها.

خلاف نادر

وبينما تتسارع التطورات الميدانية، كانت أوكرانيا على موعد مع خلاف علني نادر بين زعمائها، فالرئيس فولوديمير زيلينسكي انتقد –الجمعة- رئيس بلدية كييف، بسبب ما وصفه بسوء أدائه في إنشاء ملاجئ طارئة لمساعدة من يفتقرون للكهرباء والتدفئة بعد الهجمات الروسية.

وبينما أنشأت أوكرانيا آلاف المراكز التي يمكن للناس الحصول فيها على تدفئة ومياه ووصلات الإنترنت والهواتف المحمولة، في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية ضد شبكة الكهرباء، فإن زيلينسكي قال إن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو ومسؤوليه لم يفعلوا ما يكفي للمساعدة.

وأوضح الرئيس الأوكراني: «للأسف، لم يكن أداء السلطات المحلية جيدًا في جميع المدن. وهناك الكثير من الشكاوى في كييف بشكل خاص... وبعبارة ألطف، هناك حاجة إلى مزيد من العمل».

وفي تصريحات غير معتادة، نظرًا لسعي زيلينسكي إلى ترسيخ صورة الوحدة الوطنية خلال الحرب، قال الرئيس الأوكراني: «برجاء الاهتمام فالناس في كييف يحتاجون لمزيد من الدعم(...) الكثيرون منهم بلا كهرباء لعشرين بل لثلاثين ساعة. نتوقع قيام مكتب رئيس البلدية بعمل متقن».

يأتي ذلك، بينما قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن مخزون روسيا من الصواريخ بعيدة المدى مستنفد للغاية، مشيرة إلى أن موسكو تزيل الرؤوس الحربية النووية من صواريخ كروز النووية القديمة، وتطلق الصواريخ غير المسلحة على أوكرانيا.

ويقول آخر تحديث استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، إن الصور أظهرت حطام صاروخ كروز AS-15 Kent - الذي أسقِط على ما يبدو - والذي تم تصميمه في الثمانينيات «حصريًا كنظام توصيل نووي».

وأضافت: ربما تم استبدال الثقل بالرأس الحربي، رغم أن هذا النظام الخامل سيستمر في إحداث بعض الضرر من خلال الطاقة الحركية للصاروخ وأي وقود لم يستهلك، فمن غير المرجح أن يحقق تأثيرات موثوقة ضد الأهداف المقصودة.

ومن شبه المؤكد أن روسيا تأمل أن تعمل هذه الصواريخ كشراك خداعية، وتحويل الدفاعات الجوية الأوكرانية، إلا أنه مهما كانت نية روسيا، فإن هذا الارتجال يسلط الضوء على مستوى نضوب مخزونها من الصواريخ بعيدة المدى، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.

التنويم المغناطيسي

ومن بريطانيا إلى روسيا، التي أبدت مخابراتها تخوفات من إمكانية سيطرة من وصفتهم بـ«الأعداء» الذين يتمتعون بقدرات منومة مغناطيسية على حراس الكرملين، وفقًا لمذكرة سرية.

وبحسب المذكرة الصادرة عن وكالة المخابرات الروسية، فإن هناك تحذيرات من قائمة غريبة بأساليب الحرب النفسية مثل «الفيروسات النفسية الحاسوبية»، مقترحة خطة يشرف عليها مسؤول أمني كبير للتحضير لهذه الهجمات.

ووفقًا للمذكرة التي نشرتها صحيفة ذا إنسايدر، فإن جهاز الأمن في الكرملين يشعر بالقلق من أنه حال حدوث انقلاب أو صراع عسكري متصاعد، يمكن أن يتعرض عملاؤه للخطر من خلال التنويم المغناطيسي وقائمة بأساليب «العدوى النفسية» الأخرى.

وتغطي المذكرة السرية مجموعة من الإجراءات الخاصة لخدمة الحماية الفيدرالية، وهي الوكالة التي تدير الأمن لكبار مسؤولي الكرملين، بمن في ذلك الرئيس فلاديمير بوتين.

وبحسب «إنسايدر»، تم وضع هذه الإجراءات في أربعة أجزاء، بما في ذلك حالة الحاجة إلى تطبيق الأحكام العرفية، وتشمل جلسات تدريب سياسي أسبوعية، وحضورًا جماعيًا للكنيسة، وتحديد الضباط الذين يعانون «نفسية غير مستقرة».

وتحتوي المذكرة المسربة على تفاصيل النظريات التي يمكن تنويم الجنود بها، إلى الجهود المبذولة لمنع العدوى عن طريق «المولدات النفسية»، إضافة إلى خطة لتعزيز المرونة العقلية للضباط، وكيف يمكن للأعداء غير المحددين استخدام وابل من الأساليب السرية «لتقليل الاستقرار النفسي للأفراد وجعلهم غير مستعدين للمقاومة».

وتُناقش المذكرة بعض التهديدات بشكل شائع في جميع أنحاء العالم، مثل تأثير وسائل الإعلام والحركات الاجتماعية والمنظمات الدينية والوكلاء المتضمنين في المنظمات غير الحكومية، وتحذر من «فيروسات الكمبيوتر» التي يمكن أن تصيب المستخدم، وتناقش «المولدات النفسية» - وهي أسطورة حضرية من الحقبة السوفيتية تصف الأجهزة التي يمكنها قراءة العقول من بعيد.

وذكرت المذكرة أن «الأعداء قادرون على إصابة الأفراد نفسياً بالعدوى وامتلاك قدرات التنويم المغناطيسي»، من دون تحديد هوية هؤلاء الأفراد، بحسب «ذي إنسايدر»، التي قالت إن المذكرة تحدد المواد الكيميائية ذات التأثير النفساني والمنتجات الإعلانية كتهديدات، من دون تفاصيل.

واقترح مسؤولو الكرملين استخدام «الاقتناع المضاد واعتراض المبادرة واستبدال الاعتراض» لمعالجة نفوذ القوى الخارجية، إضافة إلى إجراء مقابلات مع حراس الكرملين لبناء ثقتهم، وإقران ضباط أكثر مرونة مع أولئك الذين يعانون الضعف النفسي، وفقًا لـ«ذي إنسايدر».