زيارة الوداع.. ميركل في ضيافة بايدن وملفان مهمان على الطاولة

زيارة ميركل لأمريكا... هل تعبِّـد المستشارة الألمانية طريق العلاقات بين البلدين؟

زيارة الوداع.. ميركل في ضيافة بايدن وملفان مهمان على الطاولة

السياق

تحت شعار «عودة أمريكا»، يستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في زيارة قد تكون الأخيرة، لها في منصبها، التي ستغادره في سبتمبر المقبل.

اللقاء الأول بين ميركل وبايدن رئيسًا، الذي سيعقد غدًا الخميس، يعد حفل وداع للمرأة الحديدية، بينما أكد مراقبون، أنه سيحدِّد ملامح العلاقات الأمريكية الألمانية، سواء قبل ميركل أو بعدها.

وقالت وسائل إعلام أمريكية وألمانية: إن الزيارة التي وصفتها بـ«المهمة»، ستعزِّز خلالها برلين وواشنطن، علاقاتهما الاستراتيجية، التي تأثَّرت سلبًا خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

 

أسباب الزيارة

القمة المرتقبة بين ميركل وبايدن، يولي لها البلدان أهمية قصوى، في محاولة العاصمتين الغربيتين، رأب الصدع الذي اعترى العلاقات بينهما، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وسيكون لقاء الرئيسين، بمنزلة وضع نهاية لنهج ترامب، وتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، في ظِل الشعار الذي يرفعه بايدن «عودة أمريكا».

 

ملفات على الطاولة

من المنتظر أن يناقش الرئيسان في القمة المرتقبة، بعض القضايا الخلافية، أبرزها: خط أنابيب الغاز نورد ستريم2 الألماني الروسي، إذ إن المشروع، الذي سينقل الغاز من القطب الشمالي الروسي، تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا، مكتمل بنسبة تزيد على 95%، واجه عقوبات أمريكية، قبل أن يعود بايدن ويرفعها مجددًا في مايو الماضي.

كما أن البلدين سيناقشان السياسة طويلة المدى، التي سينتهجانها مع روسيا والصين، بينما وضع الرئيس جو بايدن هذا الملف، ضمن الأولويات الاستراتيجية الأكبر، قبل بعض الأولويات التكتيكية.

 

مستقبل العلاقات

وفي ما يتعلق بمستقبل العلاقات الألمانية الأمريكية، عقب مغادرة ميركل، فإن خليفتها المحتمل سيكون زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي لألمانيا، أرمين لاشيت، أو زعيمة حزب الخضر أنالينا بربوك، وكلاهما مرحب به من أمريكا.

وبحسب مراقبين، فإن تأثير سياسة ميركل (ستغادر منصبها في سبتمبر المقبل)، سيمتد إلى ما بعد ذلك التاريخ، خصوصًا بعد اتفاق حزب الاتحاد المسيحي الألماني، الذي تنتمي إليه ميركل، على تسمية أرمين لاشيت مرشحاً لمنصب المستشار، ما سيدفع الأخير لمواصلة تطبيق سياساتها، التي أعادت لألمانيا مكانتها في فترة الـ16 عامًا التي تولت فيها المنصب.

ورغم الترحيب الأمريكي، وتسمية مستشار قد يخلف ميركل، فإن التحديات التي تواجه العلاقات بين الجانبيْن، ستظل بحاجة للتعامل معها بفاعلية، وذلك مرتهن بقدرة ألمانيا على النهوض بمسؤولياتها في حماية أوروبا، والتعامل مع القضايا الشائكة، والتحديات التي تواجه القارة الأوروبية، ومنها: التغيُّـر المناخي، واحتواء جائحة كورونا، فضلًا عن التصدي للتهديدات الصينية والروسية.

واستبعد مراقبون، أن تنحرف حكومة ما بعد ميركل، بشكل كبير عن المسار الذي سلكته المستشارة الألمانية، الذي كان متسقًا مع الرأي العام الألماني.

بينما قال آخرون، إن ميركل فقدت أي تأثير لها على السلطة في ألمانيا من الآن، مدللين على قولهم، بفشلها في الحصول على أي اتفاق، خلال قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحصِّن أوروبا ضد (نزواته العدائية).