أوروبا لأمريكا: لا نريد حرباً باردة جديدة مع الصين

ولفتت المجلة، إلى أن برلين لا تريد الوقوع في صراع جيوسياسي أوسع على النفوذ، بين الولايات المتحدة والصين

أوروبا لأمريكا: لا نريد حرباً باردة جديدة مع الصين
علم جمهورية الصين الشعبية بجانب علم الاتحاد الأوروبي

ترجمات – السياق

وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا، المستمرة منذ 75 عاماً، بـ "الزواج المُدبر -التقليدي- بين عائلتين عريقتين".

وقالت إن هذه العلاقة محفوفة بالتوترات، والتهديدات بالقطع، والمداعبات الخارجية مع (الصين وروسيا)، بينما تشهد من وقت إلى آخر، بعض الإساءات، مثلما حدث في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لكنها في الوقت نفسه تشهد القليل من المفاجآت، وعدم احتمال حدوث طلاق.

إحباط أمريكي

ورأت المجلة، أنه عندما يلتقي اثنان، من أنصار هذا التقارب الجيوسياسي، وهما المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، في البيت الأبيض، سيكون هناك شيء جديد ومقلق في الأجواء، وهو ذلك الإحساس بأن العلاقة بين واشنطن وأوروبا، أصبحت في حالة تغيُّـر، الأمر الذي من المحتمل أن يستمر.

وأشارت المجلة، إلى أن التردُّد الأوروبي، في الانضمام إلى واشنطن، في تحولها الاستراتيجي نحو مواجهة بكين، يجعل الأمريكيين يشعرون بالإحباط بشكل متزايد.

أما الأوروبيون فلا يزالون متشككين، في مدى استمرار الولايات المتحدة كدولة ديمقراطية وشريك لهما، وهو القلق الذي قالت إن بايدن لم يستطع تهدئته، إلا بشكل جزئي فقط، رغم أنه عمل بإخلاص، لمداواة الجروح التي طالت العلاقات، عبر المحيط الأطلسي، خلال رئاسة ترامب، حسب قولها.

ماذا سيحدث بعد بايدن؟

ونقلت المجلة، عن الباحث المتخصِّص في العلاقات عبر المحيط الأطلسي، في جامعة جورج تاون، تشارلز كوبشان، قوله: إن "المشكلة المهيمنة على العلاقة الآن، هي تلك المتعلِّقة بالسؤال: إلى متى تستمر هذه الصداقة الجديدة؟ وماذا سيحدث بعد بايدن؟".

ورأت المجلة، أنه لن يكون من السهل على الأوروبيين، أن يتجاهلوا حقيقة أن عداء بايدن لبكين، استمرار لسياسة ترامب، وليس انفصالاً عنها، وأوضح أنه باستثناء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإنه لم يقم أي زعيم آخر بتجسيد هذه الشكوك الأوروبية أكثر من ميركل، ولم يقتصر الأمر على علاقتها السيئة بترامب، بل عملت بكل قوتها، لتطوير علاقات أفضل مع الصين.

وتابعت: "حتى قبل تولي بايدن منصبه، ظلت ميركل تدفع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى الموافقة على اتفاقية استثمارية كبرى مع الصين، التي أصبحت الشريك التجاري الأول، لبرلين والاتحاد الأوروبي".

رسائل ميركل

نقلت المجلة، عن أولريش شبيك، من صندوق مارشال الألماني، قوله: "من المتوقَّع أن تأتي ميركل إلى واشنطن برسالتين، أولاهما: نحن لا نريد حرباً باردة جديدة، والأخرى: لا نريد قطع العلاقات، فإذا أراد الأمريكيون أن يضعونا في طريق عدائي تجاه الصين، فإننا لن نكون في صفِّها".

ولفتت المجلة، إلى أن برلين لا تريد الوقوع في صراع جيوسياسي أوسع على النفوذ، بين الولايات المتحدة والصين، قائلة: يبدو أن واشنطن تتعامل وفقاً لهذا الواقع، إذ أوضحت إدارة بايدن، أنها لا تطلب من ألمانيا (أو أوروبا) اتخاذ أي جانب منهما.

وأشارت المجلة، إلى أن أحد مسؤولي إدارة بايدن، على دراية بتفاصيل العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنها لم تذكر اسمه، أكد أن هناك "تقارباً متزايداً بين واشنطن وأوروبا بشأن الصين"، لكنه قال إنه "لا يزال هناك المزيد من العمل، الذي يجب القيام به".

وقالت "فورين بوليسي": إن هناك شيئاً واحداً واضحاً الآن، أن بايدن وميركل سيعيدان تأكيد أن هذا "الزواج عبر الأطلسي" لا يزال قائماً، رغم المشكلات التي قد تمر بها، مضيفة أن الأمر الوحيد المشترك، الذي يمكنهم الاتفاق عليه، هو أن العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تظل حصناً للقيم المشتركة للديمقراطية وحقوق الإنسان.