صيف ملتهب في العراق... واستهدافات إرهابية متكرِّرة لأبراج الكهرباء

العراق... درجات حرارة ملتهبة فاقمتها الاستهدافات المتكرِّرة لأبراج الكهرباء

صيف ملتهب في العراق... واستهدافات إرهابية متكرِّرة لأبراج الكهرباء

السياق

درجات حرارة ملتهبة، وصلت العظمى فيها إلى 50 درجة مئوية، في بعض المحافظات العراقية، فاقمت معاناتها انقطاعات متكرِّرة للكهرباء، في البلد الغني بالنفط، نتيجة استهدافات أبراج الكهرباء، وإيقاف إيران إمداداتها الحيوية من الطاقة.

فبعد انقطاع الخدمة، عن جميع محافظات العراق، الجمعة الماضية، باستثناء محافظات إقليم كردستان، لأول مرة منذ بداية تسعينات القرن الماضي، شهد البلد الآسيوي محاولات عدة لتفجير أبراج الكهرباء، قوبلت بخُطط أمنية لإحباطها، وندوات للتوعية بأهمية الحفاظ على المنشآت الوطنية والإبلاغ عن المخرِّبين.

 

محاولات تفجير

لم تمض ساعات، على محاولة الحكومة العراقية إعادة الخدمة، التي انقطعت في معظم المحافظات الجمعة الماضية، حتى أعلنت خلية الإعلام الأمني، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إحباط محاولتي تفجير، إحداهما استهدفت خطاً ناقلاً للطاقة في قضاء بيجي، بينما استهدفت الثانية أحد أعمدة الكهرباء، في جزيرة تكريت بمحافظة صلاح الدين، وسط العراق.

بعد ذلك بيوم، أعلنت خلية الإعلام الحكومي العراقية، مقتل وإصابة 18 شخصاً، وتضرُّر 61 خطاً رئيساً، إثر هجمات استهدفت أبراج نقل الطاقة.

عبوات ناسفة

في اليوم نفسه، تعرَّض أحد خطوط الشركة العامة، لنقل الطاقة الكهربائية في المنطقة، إلى تفجير عبوات ناسفة، أدت إلى تضرُّر برجين في منطقة الفحيمي، بقضاء حديثة التابع لمحافظة الأنبار، إلا أن وزارة الكهرباء العراقية تمكنت من إعادة الخدمة، بعد ساعات.

كما أعلنت خلية الإعلام الأمني، إحباط محاولة تفجير لأحد أبراج الطاقة الكهربائية بمنطقة الصفرة، بعبوة ناسفة عبارة عن أصابع TNT كانت على أحد أبراج نقل الطاقة.

لم يقتصر الأمر على أبراج الكهرباء المزوِّدة للخدمة، بل إن الأعمال التخريبية استهدفت الاثنين الماضي، خط الطاقة المغذي لمشروع ماء الكرخ، بهدف قطع مياه الشرب عن المواطنين، بحسب وزارة الكهرباء العراقية.

وبعد ساعات، أعلنت خلية الإعلام الأمني، الثلاثاء، إحباط محاولة عصابات داعش الإرهابية، لتفجير أحد أبراج نقل الطاقة شمالي بغداد، بينما أكدت وزارة الكهرباء أمس الأربعاء، استهداف خطوط نقل الطاقة، في المنطقة الشمالية بأعمال تخريبية، ما أدى إلى توقُّفها عن العمل.

 

تأمين الأبراج

هيئة الحشد الشعبي أعلنت الثلاثاء، تكثيف عمليات تأمين أبراج نقل الطاقة غربي بغداد، مؤكدة تشكيل فرق جوالة ومفارز كشف، على البؤر التي قد تستغلها الجماعات التخريبية أو الإرهابية، في تنفيذ أي استهدافات لإلحاق الضرر بشبكات نقل الكهرباء.

 

عصابات داعش

بدورها، أعلنت قيادة عمليات صلاح الدين، تشكيل غرفة عمليات وخلية أزمة مشتركة، بين قيادات العمليات لمتابعة حماية أبراج الطاقة، وبينما حمَّلت عصابات داعش مسؤولية استهداف الأبراج مؤخراً، أكدت أنها ستكون بالمرصاد لأية محاولة جديدة.

وكشفت قيادة العمليات المشتركة، خُطة لحماية أبراج الطاقة، تتضمَّن إشراك الطيران الجوي فيها، بينما أعلنت رصد مكافآت مجزية لمن يدلي بمعلومات عن الإرهابيين، الذين يحاولون استهداف أبراج الكهرباء.

وقال المتحدِّث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن قيادة العمليات المشتركة، فتحت غرفة عمليات مع وزارة الكهرباء أشركت فيها الجيش والشرطة والحشد الشعبي، فضلاً عن الأجهزة الأمنية الأخرى، لحماية أبراج الكهرباء، تضمَّنت إدخال الطائرات المسيَّـرة وطائرات الجيش.

 

أسباب الاستهداف

بيان رسمي لوزارة الكهرباء، كشفت فيه أن مسلسل تفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائية، لم يقتصر على المناطق الشمالية، بل اتسع ليشمل المحافظات الغربية من العراق، بهدف «تعطيل عجلة مشاريع وزارة الكهرباء وفصل محافظات العراق عن بعضها، وحرمان المواطنين من التيار الكهربائي، رغم ارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت».

 

إجراءات حكومية

وفي محاولة من الحكومة العراقية، لتخفيف حدة الأزمة على المواطنين في ذلك التوقيت شديد الحرارة، قرَّرت وزارة النفط، زيادة حصة وقود المولدات السكنية في المحافظات، إلى 40 لتراً بدلاً من 25 لترًا.

وقرَّرت وزارة التربية العراقية، تأجيل الامتحانات النهائية للصف الثالث المتوسط أسبوعين، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

بينما وجَّه أمين بغداد المعمار علاء معن، باستنفار جميع الدوائر والأقسام البلدية، لمواجهة النقص في الطاقة الكهربائية لمشاريع الماء والصرف الصحي.

 

إلغاء الاستثناءات

وجَّهت وزارة الكهرباء العراقية، بإلغاء استثناءات تجهيز الطاقة، الممنوحة لبعض الجهات، مبقية عليها فقط لمحطات الماء والمجاري والمستشفيات والأماكن الدينية والسجون.

كما وجَّهت بتوزيع الطاقة الكهربائية، بصورة عادلة ومتساوية لجميع المناطق، لكون الخدمة حقًا لجميع المواطنين، ومن الواجب أن يتم توزيعها بالتساوي بين شرائح المجتمع، بينما لوَّحت بمعاقبة المخالفين لتعليماتها.

 

كاميرات حرارية

وشرعت حكومة نينوى المحليَّة، بنصب كاميرات عالية الدقة، في محاور المحافظة ومركزها، على خلفية الاستهدافات المتكرِّرة لأبراج نقل الطاقة.

وللكاميرات عالية الدقة، القدرة على الرؤية بمختلف الظروف الجوية، كالضباب وحرارة تصل إلى 75 درجة مئوية، والدوران بزاوية 360 درجة، بمدى رؤية يصل إلى 2000 متر وسعة خزن لها تبلغ أربعة أشهر.

 

اعترافات حكومية

ورغم أن رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، اتخذ خطوات عدة وُصفت بـ"العاجلة"، لضمان معالجة سريعة لأزمة الكهرباء، فإنه أشار إلى أن كل خطوة لحل مشكلة الكهرباء تتطلب سنوات، لأن العراق لم يبدأ فِعليا أي خطوة طوال السنوات السابقة، قائلاً: لو استثمرنا في الطاقة الشمسية، لأصبحت قضية الكهرباء اليوم خلفنا، ولو استثمرنا في المحطات غير الغازية، لأصبح العراق اليوم قادراً على توفير الكهرباء، ولو استثمرنا في إصلاح شبكات نقل الكهرباء، لما حدثت أي ازمة، ولو استثمرنا بالربط الكهربائي مع كل جيراننا، لتمكنا من معالجة الأزمات الطارئة وسد النقص، خصوصاً في فصل الصيف.

 

حملات توعية

أطلقت كهرباء ميسان حملة توعوية، بأهمية الحفاظ على محطات الطاقة الكهربائية، وعدم الاعتداء على العاملين بهذا القطاع.

وقال مدير إعلام كهرباء ميسان، حيدر  السعد، لوكالة الأنباء العراقية: إن الحملة جاءت بعد كثرة التجاوزات والاعتداءات على العاملين في مراكز الصيانات، من المحتجين على انقطاع التيار الكهربائي أو قلة التجهيز، خصوصاً بعد الانقطاع الأخير، الذي شهدته المحافظات العراقية ومنها ميسان.

 

إيران

أعلنت وزارة الكهرباء، اتفاقات لرفع إطلاقات الغاز وإعادة الخطوط الإيرانية، مؤكدة أن طهران أبدت استعدادها لرفع معدلات ضخ الغاز وإعادة عمل الخطوط الإيرانية، وإمكانية تشغيل خطوط (عمارة - كرخة) ليسهم في استقرار الڤولتيات في المحافظات الجنوبية.