مظاهرات إيران: حظر vpn ومقتل العشرات بينهم أطفال

لجأ النظام إلى أساليب القمع والتنكيل واستخدمت الرصاص الحيَّ ضد المحتجين ومعظمهم من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات كما قطعت خدمات الإنترنت

مظاهرات إيران: حظر vpn ومقتل العشرات بينهم أطفال

السياق

منذ منتصف الشهر الماضي وإيران على صفيح ساخن، والنظام الطاعن في السنِّ يواجه تحديات داخلية غير مسبوقة؛ فالمظاهرات تشتعل ليلًا والمسؤولون الأمنيون يتوعدون المحتجين صباحًا، وعيد أزهق أرواح العشرات بينهم 23 طفلًا وأصيب المئات جراء التعذيب.

نائب قائد قوى الأمن الداخلي قاسم رضائي، قال في تصريحات إنَّه لا مكان للاحتجاج الذي يؤدّي إلى "الفوضى والاضطراب وانعدام الأمن". مشددًا على أنَّ القوى الأمنية "لن تتسامح أبدًا مع المتظاهرين الذين يسعون وراء مثل هذه الأهداف." وفق قوله.

مشيرًا إلى أن أفعال مثيري الشغب- ويقصد المتظاهرين السلميين- لن تمرَّ دون رد.

المظاهرات التي خلَّفها مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على يد ما تسمى شرطة الأخلاق لم تفتح جروحًا متعلقة بعنصرية النظام ضد الأقليات غير الفارسية ولا العنفَ الممنهج ضد المرأة فقط، بل جَرَّت وراءها الحانقين على النظام السياسي للبلاد ككل، لما أحدَثَه من تدهور اقتصادي وعزلة دولية وإقليمية جراء تدخل طهران في شؤون الدول الأخرى. 

في حين لجأ النظام إلى أساليب القمع والتنكيل واستخدمت الرصاص الحيَّ ضد المحتجين ومعظمهم من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات كما قطعت خدمات الإنترنت.

 

مقتل 23 طفلًا

وفي سياق العنف الممنهج الذي يستخدمه الأمن الإيراني ضد المحتجين أكَّدت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، على أنَّ السلطات الإيرانية تستخدم العنف ضد المحتجين، كما دعت إلى إفراجٍ فوريٍّ عن المعتقلين تعسفيًا.

ودخل على خط الأزمة لجنة حقوق الطفل الأممية إذ أدانت ما وصفتها بالانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها الأطفال الإيرانيون ومنهم 23 طفلًا على الأقل قتلوا على يد قوات الأمن الإيرانية جراء التظاهرات الأخيرة. حسب بيان اللجنة الأممية والتي دعت -بدورها- إلى إجراء تحقيق معمق من قبل "سلطات مختصة مستقلة ومحايدة".

 

لا إنترنت

تقيد النظام الإيراني إمكانية الوصول إلى الإنترنت وحظر بعض التطبيقات مثل إنستجرام وواتس أب، دفع الكثير للجوء إلى شبكات الاتصال الآمنة "VPN" وهو ما حذَّر منه وزير الاتصالات الإيراني عيسى زارع قائلًا في محاولة لثني الجمهور عن استخدام الإنترنت "هذه الشبكات الافتراضية الخاصة ضارة بأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة". مؤكدًا على أن "بيع تطبيقات"VPN" بأنه غير قانوني، حتى لو لم يتم تجريمه في الوقت الحالي. الوزير نفسه قد فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب دوره في تقييد الإنترنت.

 

الأكراد

فيما تعتبر المنطقة الكردية الغربية الإيرانية مركزًا للمظاهرات المستمرة منذ أسابيع في حين تكثّف السلطات حملتها القمعية في تلك المحافظات مثل كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية كما وقعت أقسى حملات القمع الحكومية في مدينة ساغز مسقط رأس أميني وفي سنندج، عاصمة إقليم كردستان.

ولا توجد إحصائية موحدة يمكن اعتمادها لقتلى النظام لكن إحصائيات دولية قدرتهم بما لا يقل عن 108 أشخاص.

 

طائرات دون طيار

وفي تلك المناطق الكردية أظهرت مقاطع فيديو قوات الأمن وهي تطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المنازل

كما أكدت تقارير صحفية على أن السلطات الأمنية تستخدم الطائرات بدون طيار في استهداف المتظاهرين الذين تمكنوا من مواجهة الغاز والرصاص الحي.

وفي مدينة زاهدان التي توجد بها أقلية سنية أطلق النار على المصلين في المسجد وهو ما قوبل برصاص أحد السكان أسفر عن قتل عديد من المهاجمين.

 

البطلة ركابي

ومن الاحتجاجات المندلعة في الشوارع إلى مطار طهران حيث استقبل حشد كبير من الجمهور المتسلقة الإيرانية إلناز ركابي والتي انتشر اسمها في الصحافة المحلية الإيرانية والدولية بعد أنباء عن اختفائها بعد مشاركتها في بطولة رياضية في كوريا الجنوبية دون غطاء رأس مخالفة بذلك قواعد اللباس الصارمة في إيران وهو الفعل ذاته الذي كلف مهسا أميني حياتها، رغم أن كثيرين فسروا فعلتها بأنَّها موقف تضامني مع المظاهرات في بلادها إلا أنها نفت ذلك قائلة إن حجابها سقط عنها من غير قصد، وهي الرواية التي ساورها شكوك كثيرة، معتبرين أنها أدلت بها تحت إكراه وضغط.

إذ قالت إنه تم استدعائي فجأة ودون توقع للتناقش بينما كنت في غرفة تغيير الملابس الخاصة بالنساء"، مضيفة "كنت مشغولة بارتداء حذائي وتجهيز عدة التسلق ونسيت ارتداء حجابي، الذي كان يتوجَّب عليّ ارتداؤه". وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وجود مئات من الداعمين لها واصفين إياها بالبطلة.