تطورات خطيرة في نووي إيران... تحذيرات شديدة اللهجة لطهران

بشكل مفاجئ، ذكر التلفزيون الرسمي أن إيران أزالت كاميرتي مراقبة تابعتين للوكالة الدولية للطاقة الذرية من إحدى منشآتها النووية اليوم الأربعاء، في خطوة من المرجح أن تثير التوتر مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

تطورات خطيرة في نووي إيران... تحذيرات شديدة اللهجة لطهران

السياق

«التطورات النووية الإيرانية ليست خطيرة وغير قانونية فحسب، بل إن طهران تخاطر بتفكيك الاتفاق النووي»، جزء من تقرير ثلاثي وجَّه سهام الانتقاد إلى البلد الآسيوي، الذي يضرب بالمخاوف الغربية والأوروبية عرض الحائط، مواصلًا مساعيه لامتلاك قنبلة ذرية.

فبينما اتهمت البعثة الأمريكية لدى المنظمات الدولية في فيينا، إيران بأنها مسؤولة عن عدم توصل الجانبين -حتى الآن- إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، كانت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، على موعد مع بيان مشترك، كالت فيه الاتهمات –كذلك- لإيران بالمخاطرة بتفكيك الاتفاق النووي.

وبين هذا الموقف وذاك، اقترحت مجموعة من الدولة الغربية -الثلاثاء- على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشروع قرار يحث إيران على التعاون مع الوكالة، في قرار يعد الأول من نوعه، من المقرر أن يعرض على التصويت خلال جلسة، ضمن عدد من الاجتماعات لمجلس محافظي المؤسسة الأممية.

بشكل مفاجئ، ذكر التلفزيون الرسمي أن إيران أزالت كاميرتي مراقبة تابعتين للوكالة الدولية للطاقة الذرية من إحدى منشآتها النووية اليوم الأربعاء، في خطوة من المرجح أن تثير التوتر مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وقال التلفزيون الرسمي "حتى الآن، لم تتجاهل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعاون الذي يعود لحسن نية إيران فحسب، بل اعتبرت ذلك واجبا أيضا. اعتبارا من اليوم، أمرت السلطات المعنية بإغلاق كاميرات المراقبة لمقياس التخصيب عبر الإنترنت".

تطورات نووي إيران

بعد جمود كان مسيطرًا على الأوضاع، انطلقت التطورات الأخيرة في الملف الإيراني من تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكدت فيه أن إيران تمتلك 43.1 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.

وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي للصحفيين، في تصريحات صحفية، إن الأمر سيكون مجرد أسابيع قليلة فقط، قبل أن تتمكن إيران من الحصول على المواد الكافية لصنع سلاح نووي، إذا استمرت في تطوير برنامجها.

وما إن انتشرت تصريحات وكالة الطاقة الذرية عن تطورات الملف النووي الإيراني، حتى انطلقت الدول الغربية والأوروبية لإدانتها، مقترحة تقديم مشروع قرار يدين عدم تعاون طهران، من المرجح التصويت عليه -الأربعاء أو الخميس- في اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، الذي يتألف من 35 عضواً.

من جانبها، قالت البعثة الأمريكية لدى المنظمات الدولية في فيينا، في بيان ترجمته «السياق»، إن إيران مسؤولة عن عدم توصل الجانبين -حتى الآن- لاتفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، مشيرة إلى أن طهران تواصل توسيع أنشطتها النووية، بما في ذلك تركيب قدرات تخصيب إضافية، ونشر أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتكديس اليورانيوم المخصب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.

 

واشنطن تفحم إيران

وفندت البعثة الأمريكية مزاعم إيران، قائلة إن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب بنسبة تصل إلى 60% على وجه الخصوص، ليست له أغراض سلمية موثوقة، مشيرة إلى أنه لا دولة أخرى تستخدم اليورانيوم المخصب بهذه النسبة، للغرض الذي تزعمه إيران، فباقي العالم انتقل إلى استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب لإنتاج النظائر على وجه التحديد، لتجنُّب مخاطر الانتشار التي تظهرها إيران الآن.

وأشارت إلى أنه رغم تصعيد إيران، فإن واشنطن ظلت ماضية في جهودها نحو العودة المتبادلة إلى تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، مؤكدة أن خطوة كهذه أداة حيوية في معالجة مخاوف المجتمع الدولي طويلة الأمد، بشأن برنامج إيران النووي.

ورأت البعثة الأمريكية، أن العودة المتبادلة إلى تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة، ستكون إنجازًا مهمًا للدبلوماسية الدولية، وتمثل فرصة جديدة لإنشاء الضمانات اللازمة بشأن المضي قدمًا في برنامج إيران النووي.

 

رفع العقوبات

وعبَّـرت واشنطن عن استعدادها لرفع العقوبات اللازمة للعودة إلى تنفيذ التزامات خطة العمل المشتركة الشاملة لضمان هذا الإنجاز، مشيرة إلى أن تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبتها، الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه العودة إلى تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة.

وأكدت أن العودة المتبادلة إلى تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة ستؤدي إلى توسيع نطاق عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في استئناف عمليات التحقق والمراقبة اللازمة لالتزامات إيران المتعلقة بالمجال النووي بموجب الاتفاق.

البيان الأمريكي، جاء بعد آخر أصدرته فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، أكدت فيه أن تجاوزات إيران تهدد الأمن القومي العالمي، وتتجاهل اتفاق الحد من انتشار الأسلحة النووية.

 

بيان ثلاثي

وقال البيان الثلاثي، إن امتلاك طهران 60% من اليورانيوم عالي التخصيب، إلى جانب 20% من اليوارنيوم الطبيعي المخصب، يؤدي إلى تقليص المدة التي تستطيع فيها إيران تصنيع أول قنبلة نووية، مؤكدين أن طهران تخترق بنود الاتفاق النووي خلال السنوات الثلاث الماضية.

واتهم البيان طهران بالمخاطرة بتفكيك الاتفاق النووي، قائلًا: طهران تقوم الآن بتخصيب أكثر من ألفي جهاز طرد مركزي متطور، وهو رقم يؤهلها لتخصيب اليورانيوم أسرع مرات عدة من النموذج المسموح به بموجب الاتفاق النووي.

بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المنظمات الدولية في فيينا، كانت حاضرة هي الأخرى على طاولة التطورات الإيرانية، ببيان أكدت فيه أن بعض إجراءات إيران المخالفة للاتفاق النووي ليس لها أي مبرر في سياق برنامجها النووي المعلن.

وقالت البعثة، إن إيران قيدت -بشكل خطير- قدرة الوكالة على التحقق من أن المواد والأنشطة النووية في إيران لا تزال للأغراض السلمية، داعية طهران إلى تنفيذ تدابير الشفافية، حتى تكون الوكالة في وضع يمكنها من استئناف أنشطة التحقق والرصد اللازمة في ما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة.

 

خطوات تصعيدية

وحذرت البعثة الأوروبية إيران من عدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية، قائلة إن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يزال أمراً بالغ الأهمية.

وبينما أعربت عن دعمها للجهود الدبلوماسية المكثفة داخل اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، لتحقيق عودة الولايات المتحدة إليه واستئناف تنفيذ الالتزامات الواردة فيه من واشنطن وطهران، اعترفت بالإشكاليات المرتبطة بالانسحاب أحادي الجانب للولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات من قبلها.

البيان الأوروبي تزامن مع مشروع قرار تقدمت به أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا -الثلاثاء- إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ينتقد عدم تعاون طهران مع الهيئة الأممية، ويطالب بتسوية المسائل المتعلقة باتفاق الضمانات بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وبينما يدعم القرار الجهود المتواصلة التي تبذلها الوكالة لتوفير تأكيدات بشأن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، أعرب عن قلقه من أن الضمانات المتعلقة بالمواقع الثلاثة غير المعلنة لا تزال عالقة، بسبب عدم إبداء إيران قدراً كافياً من التعاون.

تلك البيانات الغربية التي شجبت السلوك الإيراني، قوبلت بتصريحات في الاتجاه المعاكس، من المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، الذي قال إن نية المشاركين الغربيين في محادثات فيينا، لاعتماد قرار بشأن إيران في الدورة الحالية لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تأتي بنتائج عكسية للغاية لخطة العمل الشاملة المشتركة.

لكن ماذا قالت إيران عن تلك التطورات؟

المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، زعم أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير يستند إلى معلومات غير موثوقة ومزيفة قدمتها إسرائيل، مؤكدًا أن اعتماد الوكالة على وثائق غير واقعية سيؤدّي إلى تقييمات غير عادلة.

وادعى المسؤول الإيراني -في تصريحات صحفية- أن مستوى تعاون إيران مع الوكالة الدولية يدل على حسن نيتها وشفافيتها، مشيرًا إلى أنه لو لم ترغب طهران في التعاون مع الوكالة الدولية، لكان بمقدورها عدم تقديم المعلومات والتسهيلات للمفتشين الدوليين.

ورغم تلك الادعاءات فإن كمالوندي قال إن بلاده غير ملزمة بتقديم أجوبة عن مزاعم قال إنها غير موثوقة، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات غير الصحيحة لا يمكن أن تكون برهاناً ووثيقة قانونية للضغط على الدول واتهامها.