بعد ليبيا وكاراباخ... هل تستخدم تركيا مرتزقة سوريين في كابل؟
المونيتور: تركيا لم تتعلَّم من أخطائها في ليبيا وكاراباخ... وتطمح إلى تكرار التجربة في أفغانستان

ترجمات – السياق
يبدو أن الحكومة التركية، لم تتعلَّم سوى القليل من المشكلات، التي واجهتها نتيجة نشر مرتزقة سوريين، في ليبيا وناغورني كاراباخ، إذ تشير تقارير إعلامية، إلى أن أنقرة تخطِّط الآن، لنقل مرتزقة جدد، لتأمين المطار الدولي بالعاصمة الأفغانية كابل، بعد اكتمال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان.
واعتبرت صحيفة المونيتور في تقرير، أن عرض أنقرة لحراسة وإدارة مطار كابل، بعد انسحاب الناتو على نطاق واسع، محاولة لكسب تأييد واشنطن، وإذابة الجليد في علاقاتهما الثنائية.
هجمات مميتة
أشار التقرير، إلى أنه على عكس التدخلات التركية، في سوريا وليبيا وناغورنو كاراباخ، فإن أنقرة كافحت لتبرير مثل هذه المهمة في الداخل، مؤكدة أن الهجمات «المميتة» على القوات التركية في أفغانستان، ستكون لها تكلفة سياسية داخلية، يمكن يتجنَّبها اختيار المرتزقة السوريين.
وكشف التقرير، أن تعبئة تركيا المرتزقة لصالح أفغانستان، جاء في الوقت الذي لم تواجه فيه أنقرة ضغوطًا ولا عقوبات دولية، لاستخدامها مقاتلين أجانب، في صراعات إقليمية أخرى.
حزمة مساعدات
وتسعى أنقرة إلى الحصول على حزمة من المساعدات المالية والعسكرية، من حلفائها الغربيين، لمهمة تأمين مطار كابل، لذلك قد تُظهر نفقات «حراس الأمن الخاصين» كعامل مهم في الحزمة، بحسب "المونيتور".
ووفقاً لمركز الفرات الإعلامي، وهو موقع إخباري كردي سوري، فقد ناقش جهاز الاستخبارات التركية القضية، في 24 يونيو مع قيادات فصائل سورية موالية لتركيا.
وقال المركز السوري، إنه تم إبلاغ الفصائل، ببدء الاستعدادات لنشر ألفي مقاتل في أفغانستان، مضيفًا أن ممثِّـلي الفصائل، طلبوا رواتب شهرية قدرها 3 آلاف دولار للمقاتل الواحد.
وأكدت وسائل إعلام كردية سورية أخرى، أن الاجتماع المشار إليه، جرى في قرية حوار كيلس بالقرب من بلدة أعزيز، على مقربة من الحدود التركية، مشيرة إلى أن ضباط المخابرات الأتراك، طلبوا 2600 مرتزق.
عقود رسمية
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه على عكس نقل المرتزقة إلى ليبيا وناغورنو كاراباخ، فإن تركيا هذه المرة، أكثر إلمامًا بالصورة، وستجنِّدهم من خلال عقود رسمية، مع شركات أمنية تركية خاصة.
وبحسب المرصد، فإن العملية سيشرف عليها ضباط مخابرات أتراك، لأن المرتزقة السوريين لا يثقون بقادتهم، مشيرًا إلى أنه بموجب الخُطة، سيتولى المرتزقة حراسة مطار كابل والمباني الحكومية، من دون أي تدخل في عمليات ضد طالبان، وسيتلقون رواتب شهرية تتراوح بين ألفين و3 آلاف دولار.
جدل كبير
أثار تجنيد تركيا للمرتزقة السوريين، لدعم حلفائها الليبيين والأذربيجانيين جدلًا، بعد مزاعم تفيد بأن بعض المرتزقة لم يحصلوا على المبالغ الموعودة، وأن بعض قادتهم سرقوا أموالًا كانت مخصَّصة لهم.
وقالت تقارير صحفية، إنه رغم تلك المزاعم التي أضيفت إلى عدم السماح للمرتزقة السوريين بالعودة إلى بلادهم، فضلاً عن عدم دفع التعويضات الموعودة للمرتزقة الجرحى أو عائلات القتلى، فإنه لا يبدو أن أيًا من هذه الاعتبارات قد ردع أنقرة.
وبينما نفت أنقرة، نقل مقاتلين إلى ناغورنو كاراباخ، رغم التقارير الكثيرة التي تشير إلى عكس ذلك، إلا أن الوضع في ليبيا كان مغايرًا بعض الشيء، فبعد إنكارها الأولي اعترفت بذلك، وأصبح المرتزقة في النهاية عنصرًا علنيًا في سياستها تجاه ليبيا، بحسب «المونيتور».
التسوية السياسية
وأصبح المرتزقة السوريون الآن، قضية أساسية في عملية التسوية السياسية، التي ترعاها الأمم المتحدة، إذ تسعى أنقرة إلى استخدامهم كورقة مساومة، لتأمين نفوذها في ليبيا بعد الحرب.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن تركيا وروسيا اتفقتا مبدئيًا، على بدء إخراج المقاتلين الأجانب في مؤتمر برلين2، الذي عُقد في 23 يونيو الماضي، في الوقت الذي تؤكد فيه الأطراف الليبية، أن استمرار وجود القوات الأجنبية والمرتزقة، حجر عثرة أمام الانتخابات المقرَّر إجراؤها أواخر العام الجاري.
كيانات خاصة
وقالت «المونيتور»، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أضاف كيانات أمنية تركية خاصة، إلى صندوق أدوات سياسته الخارجية التوسعية، مستوحى من الأمثلة الأجنبية، مثل مجموعة فاغنر الروسية، والمقاول العسكري الأمريكي، المعروف باسم بلاك ووتر.
وأشارت إلى أن «فصائل المعارضة السورية قد توفِّر مجموعة طويلة الأجل، لشركات الأمن الخاصة التركية، في التدخلات الإقليمية المستقبلية، بعد المهمة الأفغانية المخطَّط لها».
موافقة دولية
ورغم أن موافقة حكومتي ليبيا وأذربيجان، كانت كافية للتدخل التركي في البلدين، فإن مهمة أنقرة، التي تعتزم القيام بها في أفغانستان مع ذلك، تتطلَّب موافقة التحالف الدولي، والجهات الفاعِلة المحلية في أفغانستان.
لكن في أفغانستان، كانت قضية الميليشيات، مشكلة أساسية منذ انزلاق البلاد في دوامة الحرب الأهلية والغزو الأجنبي، عام 1979.
كما أن كفاءة المرتزقة الأجانب، موضع تساؤل، في الوقت الذي يقع فيه مطار كابل الدولي -وهو هدف عالي القيمة لطالبان- في قلب كاليفورنيا الأفغانية، بحسب "المونيتور".