المسيرات الإيرانية... كيف تهدد طهران الأمن العالمي؟

حذر رئيس الموساد ديفيد بارنيا، من أن طهران تعمل على تعميق علاقتها الدفاعية مع روسيا، وتواصل تزويدها بأسلحة متطورة.

المسيرات الإيرانية... كيف تهدد طهران الأمن العالمي؟

السياق

"المسيرات الإيرانية، الخطر الأكبر والتهديد الذي يحدق بالمنطقة، وتقوِّض الأمن وتهدد الممرات المائية، وتستخدمها الميلشيات التابعة لها أو المدعومة منها".

تصريحات لقائد القيادة المركزية الأمريكية مايكل كوريلا، أطلق من خلاله تحذيرات من أن طهران تواصل نشر الأسلحة لوكلائها في المنطقة.

 وأضاف، في مؤتمر صحفي، أن إيران تواصل الاستيلاء على شحنات السفن في المياه الدولية، وتهاجم القوات الأمريكية في سوريا والعراق، وكشف أن بلاده تعمل على تقنيات جديدة لمواجهة خطر مسيرات إيران.

 

دعم الإرهاب

المسؤول الأمريكي الكبير أكد أن النظام الإيراني يمول ويدعم الإرهاب ويتحدى القانون الدولي، مشددًا على أن أنشطة طهران المزعزعة تهدد السلم والأمن العالمي.

 ليس بعيداً، عن تصريحات قائد القيادة المركزية الأمريكية، إذ حذر رئيس الموساد ديفيد بارنيا، من أن طهران تعمل على تعميق علاقتها الدفاعية مع روسيا، وتواصل تزويدها بأسلحة متطورة.

وقال بارنيا إن مخابرات بلاده رصدت -في الأشهر الأخيرة- محاولات إيرانية خطيرة لتنفيذ هجمات إرهابية، ضد إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.

وأضاف بارنيا أن الموساد حذر -منذ أشهر- من أن إيران كانت تخطط لمساعدة روسيا، وأن الأسلحة شقت طريقها إلى الجيش الروسي.

وأشار إلى أن تل أبيب سلَّطت الضوء على إمداد روسيا بالأسلحة رغم أكاذيب طهران، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

 

بقاء النظام

المسؤول الإسرائيلي، أشار الى أن الإيرانيين سيستمرون في التظاهر بأنهم دولة طبيعية، وفي الوقت نفسه يطبقون سياسة التدمير والإرهاب والضرر الوحشي والمتطرف ضد مواطنيهم، فقط من أجل بقاء النظام".

وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن "الأكاذيب الإيرانية ليست جديدة على بلاده" وأكد أن في الغرب من يطالبون بتوقيع اتفاقية مع إيران، ويتجاهلون -بشكل صارخ- الأكاذيب الإيرانية الواردة في الاتفاقية نفسها".

بينما لفت إلى أن جهاز المخابرات الوحيد، الذي لم يفاجأ بما فعلته إيران هو "الموساد".

 

الاتفاق النووي

وعن الاتفاق النووي مع إيران الذي تعارضه إسرائيل بشدة، فإنه على ما يبدو سيذهب طي النسيان.

وهو ما أكدته المستجدات الأخيرة، التي أبرزها ما قاله المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لموقع أكسيوس، بأن خطة العمل الشاملة المشتركة "ليست محور تركيزنا"، كما أنها ليست على جدول الأعمال، مضيفًا: لا نتوقع التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب، مشيرًا إلى قمع إيران للمتظاهرين ودعمها لروسيا في الحرب بأوكرانيا، مؤكدًا أن تركيز الإدارة الأمريكية ينصب على الطرق العملية "لمواجهتهم" في هذه المجالات.

 

قمة الأردن
يأتي ذلك بعدما التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على هامش القمة الإقليمية التي استضافتها الأردن، بحضور منسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا وعلي باقري كبير المفاوضين الإيرانيين.

وكتب بوريل عبر "تويتر": "لقاء ضروري مع الوزير الإيراني في وقت تتدهور فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران" وأضاف: "شددت على ضرورة الإنهاء الفوري للدعم العسكري لروسيا والقمع الداخلي في إيران".

وظهر مقطع مصور مؤخرًا، اعترف فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش تجمع انتخابي في 4 نوفمبر الماضي، بأن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 "قد مات"، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن بلاده "لن تعلن رسميًا وفاة الصفقة".

يعد هذا التصريح تأكيدًا قويًا بأن إدارة بايدن -التي سعت للعودة إلى الاتفاق بعدما ألغته- تعتقد أنه لا يوجد طريق للمضي قدمًا في الصفقة الإيرانية، وبحسب موقع أكسيوس، فإن ذلك يثير أسئلة عن مستقبل برنامج طهران النووي.

تحقيق أممي

يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، دعت في أكتوبر الماضي، إلى إجراء تحقيق أممي في الهجمات بالأسلحة الإيرانية في أوكرانيا.

وتتهم الدول الغربية إيران، بتزويد القوات الروسية بطائرات مسيرة تستخدم في الحرب داخل أوكرانيا، الأمر الذي يخالف قرار مجلس الأمن، الذي جرى تمريره بعد الاتفاق النووي عام 2015 مع إيران، ويحظر على طهران مثل هذه الصفقات الخاصة بالأسلحة.

 

زيلنسكي

تمثل المسيرات الإيرانية -كما في منطقة الشرق الأوسط- مخاوف شديدة لأوكرانيا، فروسيا تستخدمها لقصف الأعيان المدنية هناك، وهو ما تطرق له الرئيس زيلنسكي، في حديثه أمام الكونغرس الأمريكي، في زيارته لواشنطن، إذ شدد على أن الطائرات المسيرة الإيرانية أصبحت تهديدًا للبنية التحتية لبلاده.
 كما أشار إلى أن الجيش الروسي استعان بطائرات إيرانية لقصف أهداف حيوية في أوكرانيا.

ورغم ذلك، أكد الرئيس الأوكراني، في خطاب ألقاه أمام الكونغرس الأمريكي بواشنطن، أن أوكرانيا لن تستسلم للقوات الروسية، وأن قواته ستبقى صامدة في مواقعها.