ميركل بعد التقاعد... ما الذي تحصل عليه سيدة أوروبا الأولى بعد ترك السلطة؟

حياة ما بعد المستشارية... هذا ما ستفعله ميركل بعد التقاعد وما تجنيه من أموال

ميركل بعد التقاعد... ما الذي تحصل عليه سيدة أوروبا الأولى بعد ترك السلطة؟
أنغيلا ميركل

السياق

أيام قليلة ويعيش العالم، فترة ما بعد المستشارة أنغيلا ميركل، إثر إجراء الانتخابات العامة بألمانيا، المقرَّرة في سبتمبر المقبل، ما أثار الكثير من التساؤلات عن حياة المسؤولة الألمانية، التي دامت 16 عامًا في حُكم ألمانيا، كيف ستقضيها؟ وما الامتيازات التي ستحصل عليها؟

إلا أن تلك التساؤلات عن المرأة الحديدية، التي وجدت طريقها إلى تفكير الكثيرين، كان لها نصيب من الإجابات، في العديد من التقارير الألمانية المحلية والغربية، كاشفة الكثير عن الحياة التي ستقبل عليها سيدة أوروبا الأولى.

فإذاعة صوت ألمانيا أو «دويتشه فيله»، كشفت في تقرير، أن ميركل تحب أن تطهو حساء البطاطا، وتخبز كعكة البرقوق بالستروسل (خليط من الطحين والزبد والسكر)، وهي أطباق خريفية ألمانية تقليدية، سيكون لديها وقت لتحضيرها.

 

قسط من الراحة

وكانت ميركل سُئلت في يوليو الماضي، أثناء زيارتها لواشنطن، عن تصورها لفترة تقاعدها، لتجيب قائلة إنها ستستمتع بأخذ قسط من الراحة، ولن تقبل أي دعوات، مضيفة أنه يجب عليها إدراك أن مهامها السابقة «يقوم بها شخص آخر الآن (...) أعتقد أن هذا سيعجبني كثيرًا».

وأشارت المستشارة الألمانية، إلى أنها تريد التفكير في ما يثير اهتمامها، فقد كان لديها القليل من الوقت للقيام بذلك، خلال الـ16 عامًا الماضية.

وقالت ميركل، التي حصلت على الدكتوراه الفخرية، من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية: «بعد ذلك، قد أحاول قراءة شيء ما، ثم أغلق عيني لأنني متعبة، ثم أنام قليلاً، لنرى بعد ذلك أين سأظهر».

ورغم إجراء الانتخابات العامة في ألمانيا، في السادس والعشرين من سبتمبر، فإن الأمر لن ينتهي بالنسبة للمرأة الحديدية، إذ ستبقى ميركل في السلطة، حتى تشكيل الحكومة الجديدة، محاولة خوض التحديات حتى آخر يوم من ولايتها، بحسب تصريح لها.

وعن المدة التي قد تمكثها المستشارة الألمانية في الحُكم، قالت «دويتشه فيله»: على مدى العقود الماضية، أدى المستشار الاتحادي في ألمانيا ومجلس الوزراء اليمين، في غضون خمسة إلى ستة أسابيع بعد الانتخابات، إلا أن الأمر عام 2017 استغرق خمسة أشهر ونصف الشهر، قبل تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد.

وتوقَّعت الإذاعة الألمانية، أن تحل ميركل محل المستشار الأسبق، هيلموت كول، بشغل منصب المستشارية، لأطول فترة في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية، إلا أنها تحتاج لتحطيم الرقم الذي سجَّله كول في ولايته التي انتهت عام 1998، أن تمكث في الحُكم حتى 17 ديسمبر 2021.

 

معاش ميركل

ميركل التي بلغت 67 عاماً في 17 يوليو الماضي، تكسب حالياً 25000 يورو شهرياً، بصفتها مستشارة لألمانيا، إضافة إلى ما يزيد قليلاً على 10 آلاف يورو عن عضويتها في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، الذي لاتزال تتمتع بعضويته منذ أكثر من 30 عاماً.

وبحسب «دويتشه فيله»، فإنه عندما تترك ميركل وظيفتها، ستستمر في البداية في تلقي راتبها ثلاثة أشهر ثم نصفه لمدة أقصاها 21 شهراً كراتب انتقالي.

 وبحسب اتحاد دافعي الضرائب الألماني، فإن ميركل، ستتلقى مزايا تقاعد شهرية تبلغ نحو 15 ألف يورو بعد تركها منصبها، مشيرًا في بيان إلى أن مستحقات المعاش هذه، ناتجة عن عضويتها الطويلة الأمد في البرلمان الألماني، ووقت عملها كوزيرة ومستشارة اتحادية.

وأكد أن ميركل ستحصل على هذه الاستحقاقات، عن عضويتها في البرلمان الألماني، ولقانون مستحقات نواب البرلمان، إضافة إلى أن مستحقات أعضاء الحكومة الاتحادية، ستحصل عليها –كذلك- وفق قانون الوزراء الاتحادي.

وكانت البوابة الإلكترونية «الرواد» قد أبلغت بهذه الحسابات، بينما ينظم القانون في ألمانيا استحقاقات المعاش، للبالغين سن التقاعد.

 

الحد الأقصى

وبحسب التقرير الألماني، فإن قانون أعضاء البرلمان، يجعل لميركل الحق في الحصول على الحد الأقصى من بدلات الأعضاء 31 عاما تقريبًا، ويصل هذا الحد الأقصى في حالتها إلى 65% من راتبها كعضو في البرلمان.

كما أن لميركل الحق في الحصول على مكتب، لمزاولة نشاطها بعد التقاعد، كجميع مَنْ تولوا منصب المستشار الألماني السابقين، إضافة إلى ذلك ستتمتع ميركل بخدمات مدير أو مديرة لمكتبها، ومساعدين اثنين وطاقم كتابة مراسلات وسائق، وجميعهم مدفوعو الأجر من الدولة.

ويلزم القانون الألماني، الموظفين الحكومين السابقين، بالحفاظ على سِرية المعلومات التي كانوا يستحوذون عليها، خلال فترة توليهم المسؤولية، إلا أن المستشارين الألمانيين السابقين، كانت لهم توجهات اقتصادية، فتولوا مناصب اقتصادية عدة، مثل هيلموت شميدت، الذي أصبح رئيس تحرير صحيفة «دي تسايت»الأسبوعية عام 1982 وكان متحدِّثاً شهيراً.

لكن المستشارين السابقين هيلموت كول وغيرهارد شرودر، كانا أفضل بكثير من شميدت، في كيفية تحويل ماضيهما السياسي وشهرتهما إلى نقود، فقد أسس كول شركة للاستشارات السياسية والاستراتيجية، حصل من خلالها على مكاسب جيدة، كعضو جماعة ضغط ومستشار.

ورغم ذلك فإن القانون الألماني يلزم الأعضاء السابقين في الحكومة، قبل الانتقال إلى الاقتصاد، بالاستفسار من المستشارية عمّا إذا كانت وظيفتهم الجديدة تؤثِّر سلباً في المصلحة العامة، وللجنة أخلاقيات الحكومة بأن تفرض، في حال الشك، فترة انتظار تصل إلى 18 شهراً.

 

حياة ميركل الزوجية

لم تكشف التقارير الألمانية، ما إذا كانت المستشارة الألمانية، ستبحث حالياً عن وظيفة جديدة أو عمل تطوعي، وهو ما لم تفصح عنه ميركل حتى اللحظة.

لكن بحسب «دويتشه فيله»، ستبقى ميركل في برلين، في الوقت الحالي على الأقل، كون زوجها الكيميائي يواخيم زاور (72 عاماً) لا يفكر في ترك برلين، فرغم تقاعده من العمل، كأستاذ بجامعة هومبولت في برلين، فإنه مدَّد عقده كباحث أول حتى عام 2022.

 

حياة ريفية

كان الكاتب في أدب الجريمة ديفيد زافيير، استشرف مستقبل المستشارة ميركل، قائلًا، إنها ستصاب بالملل لدرجة الانفجار بسرعة، من دون جدول أعمالها المزدحم.

وقال زافيير، في روايته المثيرة للضحك «الآنسة ميركل»، إن المستشارة التي ستلقب بالسابقة، ستشكو من الحياة الريفية الهادئة، بعد انتقالها إلى بيتها الحالي المخصَّص للعطل في براندنبورغ.

وعن تلك الحياة، أكد زافيير، أنها لن يكون فيها سوى المشي في الغابات والمرتفعات وتحضير الكعك!!، متسائلًا: هل يمكن لشخص، كان جدوله مخطَّطاً لعقود، من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل، وتحمُّل مثل هذه المسؤولية الكبيرة، أن يغادر بين ليلة وضحاها؟