إن تعرفوا إليها سيقتلوها... تفاصيل هروب المغنية الأفغانية أريانا سعيد من كابل

تحكي أريانا أنها تلقَّت مكالمة هاتفية، تخبرها بأن طالبان سيطرت على العاصمة الأفغانية، فسارعت إلى الهروب مع خطيبها، حسيب سعيد، مرتدية غطاء جسد كاملًا لا يظهر أيًا من ملامحها، سوى عينيها حتى لا يتم التعرف إليها.

إن تعرفوا إليها سيقتلوها... تفاصيل هروب المغنية الأفغانية أريانا سعيد من كابل
أريانا سعيد

السياق

حكايات قد نراها يومًا تحولت لأفلام سينمائية، من فرط هولها وقسوتها، أنتجتها سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل، وما تلاها من فوضى عارمة، صاحبت محاولات عشرات الآلاف من الرعايا الأجانب، والرافضين والمتخوفين من حُكم الحركة المتطرفة، منها حكاية المطربة الأفغانية الأشهر إريانا سعيد، التي كشفت تفاصيل نجاتها من الموت، وهربها خارج البلاد، عبر مطار حامد كرازي.


تحكي إريانا لوكالة رويترز، أنها تلقَّت مكالمة هاتفية، تخبرها بأن طالبان سيطرت على العاصمة الأفغانية، فسارعت ذلك اليوم "15 أغسطس الماضي" إلى الهروب مع خطيبها، حسيب سعيد، مرتدية غطاء جسد كاملًا لا يظهر أيًا من ملامحها، سوى عينيها حتى لا يتم التعرف إليها.

ويقول حسيب سعيد لـ "رويترز": إن قدرهما أجَّل رحلتهما التي كانت مقرَّرة قبل ذلك التاريخ بأسبوع، إلى اليوم ذاته الذي سيطرت فيه طالبان على أجزاء من محيط المطار، واصفًا ذلك اليوم بالمرعب، فأثناء وجودهما هناك، بدأ القصف وإطلاق الأعيرة النارية في كل مكان.

وتلتقط الفنانة الأفغانية طرف الحديث من خطيبها، لتوضح كيفية هروبهما في ذلك التوقيت، مشيرة إلى أنهما مرا بـ 5 نقاط تفتيش لطالبان، أثناء طريقهما إلى المطار، وبفضل النقاب لم تقع في أسرهم.

وتضيف لـ "رويترز" أنهما اصطحبا معهما ابن عم خطيبها الأصغر، حتى يبدو لمقاتلي طالبان أنهم أسرة واحدة، كانت تتجول في الشارع آنذك، ومنعًا لأي شكوك فيهم.

ويؤكد ذلك خطيبها، إذ بينما كانوا في طريقهم إلى المطار، أوقف أحد المقاتلين السيارة، لكن حينما رأى الصبي الصغير، خالت عليه أنه طفل وهم والداه، فأمرهم بالذهاب بسرعة قبل أن يقبض عليهم.
ويكمل حسيب سعيد، أنهم دخلوا المطار في جزء كانت القوات الأميركية لا تزال تسيطر عليه، وهناك تعرف إليهم كندي، طلب من الجنود الأميركيين السماح لهم بالدخول، قائلًا: دعوهم يمروا إذا تعرفت إليهم طالبان سيقتلونهم فورًا".

واستطاعوا بعد يومين متواصلين من القلق والخوف، مغادرة كابل في طائرة عسكرية أميركية، ذهبت بهم إلى الولايات المتحدة، وحسب "رويترز" فإنهما يخطِّطان لمغادرتها إلى تركيا في المستقبل القريب.