هل تصمد الأنظمة الصحية أمام متحور أوميكرون؟
أشارت دراسات عدة إلى أن التطعيم بالجرعتين، إضافة إلى جرعة معززة، يوفر حماية قوية ضد الإصابة بأوميكرون، ومع ذلك، من دون جرعة معززة، فإن جرعتين من لقاح مثل فايزر أو موديرنا توفران حماية أقل بكثير.

ترجمات - السياق
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه تم التعرف إلى متغير أوميكرون لأول مرة، في بتسوانا وجنوب إفريقيا نوفمبر الماضي، لكن سرعان ما انتشر في جميع أنحاء العالم خلال الأسابيع الماضية، بطريقة أسرع من متحورات كورونا الأخرى.
وأضافت في تقرير، أنه في حين أن هناك الكثير الذي لم يفهمه العلماء عن المتغير الجديد، لكن ما يعرفونه يوضح أن المتحور قد يتسبب في المزيد من الإصابات خلال الأسابيع المقبلة، بل من الممكن أن يدفع بعض الأنظمة الصحية إلى الانهيار.
وأشارت إلى أن العلماء تعرفوا لأول مرة إلى أوميكرون بفضل توليفة لأكثر من 50 طفرة، إذ تم تنفيذ بعضها بمتغيرات سابقة مثل Alpha وBeta، وأظهرت هذه التجارب أنها يمكن أن تمكن فيروس كورونا من الانتشار بسرعة، موضحة أن من المعروف أن الطفرات الأخرى تساعد فيروسات كورونا في تجنُّب الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات.
مثير للقلق
بناءً على هذه الطفرات -حسب "نيويورك تايمز"- جنبًا إلى جنب مع الارتفاع المقلق في حالات أوميكرون بجنوب إفريقيا، صنفت منظمة الصحة العالمية في 26 نوفمبر الماضي، الفيروس الجديد بأنه "متغير مثير للقلق"، محذرة من أن المخاطر العالمية التي يشكلها كانت "عالية جدًا".
وأضافت الصحيفة، أنه منذ ذلك الحين، اكتُشف أوميكرون في أكثر من 80 دولة، إذ إنه بداية ديسمبر الجاري، تحدد أول أمريكي مصاب بالفيروس، وهو من سكان ولاية كاليفورنيا، وكان عائدًا من جنوب إفريقيا، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الحين، اكتشف المسؤولون المتغير الجديد في أكثر من ثلاثين ولاية أمريكية.
وحذرت "نيويورك تايمز" من أن أوميكرون يتصاعد بسرعة إلى الهيمنة في أجزاء كثيرة من العالم، حيث يرتقي إلى الإمكانات التي أدركها العلماء عند اكتشافه لأول مرة.
أوميكرون الأمريكي
وحسب الصحيفة الأمريكية، يقدر العلماء أن الحالات في الولايات المتحدة تتضاعف كل يومين إلى أربعة أيام، مشيرة إلى أن هذه الوتيرة تجعلها البديل السائد في البلاد، خلال الأسابيع المقبلة.
ففي 10 ديسمبر، صدرت دراسة عن أول 43 حالة في الولايات المتحدة، وبيّنت أن نحو ثلث المصابين بأوميكرون سافروا دوليًا خلال الأسبوعين الماضيين، قبل اختبار الأعراض الإيجابية أو ظهور الأعراض.
وأوضحت، أن هذه النتيجة أشارت إلى أن أوميكرون كان ينتشر داخل الولايات المتحدة من شخص إلى آخر.
وقدمت الدراسة أيضًا تلميحات مبكرة عن قدرة المتغير في التغلب على التطعيم والمناعة من الإصابات السابقة، إذ احتاج شخص واحد فقط من 43 إلى دخول المستشفى، ولم يمت أحد.
وتوضح الدراسة، أن ذلك لا يعني بالضرورة أن أوميكرون غير مخيف مقارنة بالمتغيرات الأخرى، لسبب واحد، كانت العينة صغيرة جدًا، علاوة على ذلك، فإن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا يمثلون معظم الحالات، في حين أن كبار السن أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا الحاد.
ومن المقرر -حسب الصحيفة- أن يحصل الباحثون على صورة أوضح لتأثير أوميكرون في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة.
هل نقلق؟
وذكرت "نيويورك تايمز" أن اكتشاف أوميكرون أثار ردود فعل سريعة من الحكومات في جميع أنحاء العالم، إذ حظر عدد من الدول الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا، بينما منعت دول أخرى كإسرائيل واليابان والمغرب دخول المسافرين الأجانب.
وفي 9 ديسمبر، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن القيود المفروضة على المسافرين الدوليين القادمين إلى البلاد.
بينما انتقد العديد من خبراء الصحة العامة هذه الخطوة، بحجة أن أوميكرون كان موجودًا منذ أسابيع، ومن المرجح أن ينتشر إلى العديد من البلدان، من دون اكتشافه، وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنه بمجرد أن بدأ الباحثون البحث عن المتغير الجديد، ثبتت صحة ذلك.
وذكرت الصحيفة، أن معدل المضاعفة السريع لأوميكرون، يعني أنه قد يصبح قريبًا البديل السائد في العديد من البلدان، ومن ثم يمكن بعد ذلك الانتقال إلى عدد قياسي من الإصابات، حتى بين المطعمين أو أولئك الذين سبق لهم الإصابة بكورنا، لكن ليس من الواضح حجم الخطر الذي يشكله أوميكرون لأي شخص يصيبه.
هل ينتشر أوميكرون؟
وتوقعت "نيويورك تايمز" أن ينمو أوميكرون بشكل أسرع من المتغيرات الأخرى، مشيرة إلى أنه من المرجح أن ينتشر مرتين إلى ثلاث مرات مثل دلتا.
وأوضحت، أن أقرب دليل على الانتشار السريع لأوميكرون يأتي من جنوب إفريقيا ، حيث نما المتغير الجديد بسرعة إلى أن وصل إلى مرحلة الانتشار، مشيرة إلى أن في بلدان أخرى، تمكن الباحثون من اكتشاف أوميكرون في وقت مبكر، ووجدوا أن الصورة هي نفسها: (تتضاعف حالات أوميكرون كل يومين إلى أربعة أيام، وهو وقت أقصر بكثير مما تحتاجه دلتا لتتضاعف).
ولإلقاء نظرة فاحصة على مدى انتشار أوميكرون، ذكرت "نيويورك تايمز" أن باحثين بريطانيين لاحظوا أيضًا ما حدث لأسر 121 شخصًا أصيبوا بالمتغير، ووجدوا أن أوميكرون كان احتمال تسببه في عدوى منزلية ب، 3.2 مرة مثل دلتا.
وحسب الصحيفة، لا يعرف الباحثون سبب انتشار أوميكرون بسهولة، لكن أحد الاحتمالات أنه يمكن أن يغزو الخلايا بسهولة أكبر، بينما تشمل الاحتمالات الأخرى، القدرة على التكاثر مرة واحدة داخل الخلايا.
اللقاحات وأوميكرون
وعن دور اللقاحات، أشارت دراسات عدة إلى أن التطعيم بالجرعتين، إضافة إلى جرعة معززة، يوفر حماية قوية ضد الإصابة بأوميكرون، ومع ذلك، من دون جرعة معززة، فإن جرعتين من لقاح مثل فايزر أو موديرنا توفران حماية أقل بكثير، لكن عندما اختبر الباحثون الأجسام المضادة من الذين تلقوا معززات، رأوا صورة مختلفة، إذ منعت الأجسام المضادة المعززة أوميكرون من إصابة الخلايا.
وفي بريطانيا، وجد الباحثون أن الذين تلقوا جرعتين من لقاح أسترازينيكا، لا يتمتعون بأي حماية من أوميكرون.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن هذه النتائج أدت إلى تنشيط جهود التطعيم، وحفزت حملات تقوية واسعة النطاق في العديد من البلدان، للتحضير لارتفاع أوميكرون في الأسابيع المقبلة.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فإن الانتشار السريع لمتغير أوميكرون في الولايات المتحدة، قد ينذر بزيادة الإصابات في يناير المقبل بشكل غير معهود، مشيرة إلى أن تزايد الحالات أدى إلى إلغاء حفلات عطلات رأس السنة والكريسماس.
وأشارت إلى أنه الأسبوع الماضي، تجاوز عدد وفيات كورونا في الولايات المتحدة 800 ألف، موضحة أن نحو 75 في المئة من تلك الوفيات شملت أشخاصًا يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر، إذ توفي واحد من كل 100 أمريكي من كبار السن بسبب الفيروس.
هيمنة أوميكرون
وحسب "نيويورك تايمز" يتوقع باحثون أن يصبح أوميكرون مهيمنًا في العديد من البلدان بحلول نهاية الشهر الجاري، إذ أصدر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها دراسة في 15 ديسمبر، توقعت أن يصبح المتغير الجديد مهيمنًا على القارة بحلول يناير المقبل.
وأمام هذه التوقعات، تتخذ بعض الحكومات مزيدًا من الإجراءات لمحاربة أوميكرون، فالدنمارك -على سبيل المثال- منعت حضور الطلاب إلى المدارس منذ 10 ديسمبر، وأغلقت الحانات واتخذت إجراءات أخرى لتقليل الحشود، بينما أعادت بريطانيا فرض العديد من الإجراءات وشجعت المواطنين على العمل من المنزل.