تعليق الإمارات شراء الأسلحة الأمريكية يبعث برسالة إلى واشنطن 

ذكرت ماري وإميلي: مع إعطاء الإدارة الأمريكية الحالية الأولوية للصين، وعدم اهتمامها بالمنطقة، باستثناء سعيها للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فإن القادة الجادين في دول الخليج، يرغبون في التحوط، ويسعون وراء مصالحهم الوطنية، من خلال ضمان إبقاء كل الخيارات مفتوحة.

تعليق الإمارات شراء الأسلحة الأمريكية يبعث برسالة إلى واشنطن 
دول الخليج لا تريد الوقوع بين الولايات المتحدة الضعيفة وإيران الجريئة

ترجمات – السياق 

رأت مساعدة وزير الدفاع الأمريكي السابقة لشؤون الأمن الدولي ماري بيث لونج، ونائبة رئيس مؤسسة "Askari Associates" إميلي ميليكين، أن إعلان الإمارات العربية المتحدة، تجميد المناقشات مع الولايات المتحدة بشأن شرائها، الذي طال انتظاره لطائرات "إف-35" وطائرات "ريبر" المسيرة، وغيرها من الأسلحة المتقدمة، التي طالما سعت إلى شرائها، باعتبارها أولوية عسكرية قصوى، يبعث برسالة إلى واشنطن.

وأضافت الكاتبتان، في مقال مشترك بمجلة "ذا هيل" الأمريكية، أنه وفقاً لبعض المحللين، فإن التعليق الإماراتي لعملية الشراء هذه، لا علاقة له بإعلان أن أبوظبي ستشتري أيضاً 80 طائرة "رافال" فرنسية بأكثر من 19 مليار دولار، كما أنه لا علاقة له بتزايد الشكاوى الأمريكية بشأن العلاقات التجارية المتنامية للإمارات مع الصين، لكن الأمر يرجع إلى أن أبوظبي ترغب في إيصال رسالة للولايات المتحدة، مفادها أنه لديها خيارات عدة، وأكدتا أن "أبوظبي ليست وحدها في ذلك".

السعي وراء المصالح

وذكرت ماري وإميلي: "مع إعطاء الإدارة الأمريكية الحالية الأولوية للصين، وعدم اهتمامها بالمنطقة، باستثناء سعيها للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، فإن القادة الجادين في دول الخليج، يرغبون في التحوط، ويسعون وراء مصالحهم الوطنية، من خلال ضمان إبقاء كل الخيارات مفتوحة".

ورأت الكاتبتان أنه لا أحد من حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، لا سيما الإمارات، يشير إلى أنه يرى تحالفه الأمني ​​مع الولايات المتحدة، على أنه أقل قيمة مما تراه واشنطن، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خفضت التزاماتها العسكرية الإقليمية، من خلال سحب مئات القوات والطائرات والبطاريات المضادة للصواريخ، التي تشتد الحاجة إليها من الحلفاء الرئيسيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والعراق والأردن والكويت، في إشارة لا لَبس فيها، إلى أن على هذه الدول أن تتحمل مسؤولية أمنها الخاص بشكل أكبر.

وأضافت الكاتبتان "رغم أن تمكين المنطقة، من تحمُّل المزيد من مسؤولياتها بنفسها، من أهدافنا الأمنية، فإنه عندما يقترن ذلك بالخروج غير المنظم والخطير للإدارة الحالية من أفغانستان، وسحبها للقوات المقاتلة من العراق، فضلاً عن هوس البيت الأبيض بالتفاوض مع إيران واستبعاد اللاعبين الإقليميين، وتناقض البلاد في كل شيء آخر تقريبًا، فإنه يمكن للمرء بسهولة أن يستنتج أن الولايات المتحدة تعد شركاءها الخليجيين مضمونين".

الإمارات تهدد بالانسحاب من صفقة طائرات إف-35.. وواشنطن مازالت مستعدة للبيع

أمريكا الضعيفة... و إيران الجريئة

وترى ماري وإميلي، أن دول الخليج لا تريد الوقوع بين الولايات المتحدة الضعيفة وإيران الجريئة، أو أن تقف في دور المتفرج اليائس، بينما تتنافس الولايات المتحدة وروسيا والصين داخل المنطقة، كجزء من التحولات العالمية المستمرة، في القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وذكرت كاتبتا المقال أن الإمارات وقطر، وإلى حد ما السعودية، اتخذوت قراراً سياسياً مهماً يتمثل في أنه من الأفضل تقليل عدد خصومهم، المستعدين لمهاجمة الأراضي أو الأصول أو طرق الملاحة، من خلال تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية الثنائية، مع الحفاظ على الخيارات الدفاعية مفتوحة، من دون التضحية بالقدرات ولا التحالفات الرئيسة، بدلاً من الوقوف في دور المتفرج، من دون الحصول على الدعم المطلوب.

ووفقاً للمقال، فإن التقاربات الإقليمية الناشئة، جاءت في أعقاب مصالحة مجلس التعاون الخليجي في يناير الماضي، إذ إنه بعد يوم واحد فقط من توقيع دول المجلس اتفاقية "التضامن والاستقرار" التي رفعت مقاطعة قطر، بدأ المسؤولون القطريون الضغط لحدوث انفراجة بين دول الخليج وإيران.

فقد حث وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ​​دول الخليج على الدخول في حوار مع إيران، وعرض التوسط في المفاوضات، وفي مايو الماضي، دفع مرة أخرى دول الخليج وطهران إلى الاتفاق على صيغة لمعالجة المخاوف وتخفيف حدة التوترات الإقليمية، ورغم أن الدور الذي لعبته الدوحة، إن وجد، في الإصلاح الناشئ للعلاقات ليس واضحًا، فإنه من المؤكد أنه لم يضر.

السعودية وإيران

بالنسبة للسعودية، فقد التقى ممثلون من طهران والرياض ببغداد في سبتمبر الماضي، وهو أول اجتماع من نوعه، منذ أن أدى الرئيس الإيراني الجديد المتشدد إيراهيم رئيسي اليمين الدستورية، وفي الشهر نفسه، ورد أن وزير الخارجية الإيراني ومسؤولين سعوديين، لم تُكشف هويتهم، التقوا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبعد تلك الاجتماعات، عرض الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود دعمه، لإجراء مناقشات مباشرة بين طهران والرياض، بحسب المقال.

وبينما يبدو أنه لم يكن هناك تقدم كبير في المحادثات السعودية الإيرانية، تشير التقارير إلى أن موسكو عرضت التوسط في اتفاق بين البلدين، بموجب مفهوم الأمن الجماعي لمنطقة الخليج، الذي كانت تحاول الترويج له منذ التسعينيات.

وقالت الكاتبتان: رغم أن المحادثات بين السعودية وإيران، قد تؤدي إلى تقدم ضئيل فقط، أو لعدم تحقيق أي تقدم، فإن الجهود بين طهران وأبوظبي تبدو أكثر تشجيعًا، ولفتتا إلى أنه في 6 ديسمبر الجاري، التقى مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران، وبعد الاجتماع، ورد أن الأخير قال إنه يرحب بـ "تحسن العلاقات مع الإمارات"، كما أعلن أن الشيخ طحنون دعاه إلى زيارة الإمارات.

خيارات أخرى

وقالت ماري وإميلي إن قيادة الشيخ طحنون للوفد كانت متوقعة، لأنه كان على رأس المبادرات الإماراتية، لإصلاح العلاقات مع الدول الأخرى، بما في ذلك تركيا، كما أنه طالما قاد العروض الإماراتية الخاصة بالاستثمارات التجارية والعلاقات الاقتصادية، باعتبارها أدوات لدعم دبلوماسيتها.

ولفت المقال، إلى أن اجتماع طحنون هذا، جاء بعد فترة وجيزة من إعلان المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش في 30 نوفمبر أن أبوظبي سترسل وفداً إلى إيران قريباً لتحسين العلاقات، بعد اجتماعات تضمنت مناقشات مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كاني.

وقال الكاتبتان إنه مع دراسة العديد من اللاعبين الإقليميين، بما في ذلك الإمارات، لخطواتهم التالية في سوريا بجانب انخراط فرنسا والصين وروسيا وتركيا والمملكة المتحدة وإسرائيل وغيرهم بشكل فعال، في شراء التكنولوجيا المتقدمة والاستثمارات المشتركة، والجهود التنموية في إفريقيا وخارجها، على الولايات المتحدة إدراك أن حلفاءها لديهم خيارات أخرى.