ما أسباب قرار أوبك بلس بخفض إنتاج النفط؟

محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان

ما أسبابُ قرارِ "أوبك بلس" بخفضِ إنتاجِ النفط؟

اتفقتْ مجموعةُ أوبك بلس، التي تضمُ مُنظمةَ أوبك وحُلفاءَ مِنهم روسيا، على زيادةِ تخفيضاتِ إنتاجِ النفطِ الخام، إلى ثلاثةِ مَلايين وسِتةٍ وسِتينَ ألفَ برميلٍ يوميًا، أو بثلاثةٍ وسبعةِ أعشارٍ في المئةِ مِن الطلبِ العالَمي، وساهمَ الإعلانُ المفاجئ، في رفعِ الأسعارِ بسبعةِ دولاراتٍ للبرميل.

وسائلُ الإعلامِ العربية، قالتْ إنَ أسبابَ التخفيض، المخاوفُ المتعلقةُ بضعفِ الطلبِ العالَمي، ومُعاقبةُ المُضاربين (هناك تصريح لوزير الطاقة السعودي بهذا الشأن)، والسعيُ لأسعار أعلى (محللونَ يقولونَ إن "أوبك بلس" حريصةٌ على وضعِ حدٍ أدنى لأسعارِ النفط، عندَ ثمانينَ دولارًا)، وآخِرُ الأسبابِ التوترُ مع واشنطن، مِن دونِ الخوضِ في التفاصيل…!

لكنَّ وسائلَ الإعلامِ الغربية، تعمقتْ في التفاصيل، حيثُ وصفَ أحدُهم ما حدثَ بالصفعةِ لبايدن...!

كيف ذلك؟!

يتعلقُ الأمرُ -في ما يبدو- بوعدٍ للسعودية، نكثهُ البيتُ الأبيض، يتعلقُ بإعادةِ مَلء الاحتياطي (المخزونِ الاستراتيجي) مع انخفاضِ الأسعار.

يعني شراءَ مزيدٍ مِن النفط، إلا أنَ إدارةَ بايدن استبعدتْ علناً مُشترياتٍ جديدةً مِن النفطِ الخام، لتجديدِ المخزون، تعرفونَ أنهُ استُنزفَ العامَ الماضي، بينما كانَ البيتُ الأبيضُ يكافحُ لترويضِ التضخم، وتحقيقِ نتائج في انتخاباتِ التجديدِ النِصفي، فجاءهم الرد، ليسَ مِن السعودية فقط، بلْ مِن جميعِ دِولِ "أوبك بلس".

ديفيد إيغناسيوس كتبَ مُعلقًا في "واشنطن بوست": لقد بعثَ القرارُ البراجماتيُ البارد، الذي اتخذتهُ المملكةُ العربيةُ السعودية، بخفضِ إنتاجِ النفطِ ورفعِ الأسعار، برسالةٍ بسيطة، مفادُها أنَ الولاياتِ المتحدةَ لم تعُدْ تتخذُ القرارَ في الخليج، ولا في سوقِ النفطِ بعدَ الآن... انتهى عصرُ الهيمنةِ الأمريكية، في الشرقِ الأوسط.

2

هل يُدانُ ترامب؟

لقدْ كانَ مشهدًا غيرَ عادي، مُربك ربما...

ترامب، الرئيسُ الأمريكيُ السابق، مُتهمٌ ومُتجهمُ الوجه، بينَ مُحامينَ باهِظي الثمَن، في قاعةِ محكمةٍ بمانهاتن، بعدَ أنْ وجهتْ إليهِ لائحةَ اتهام، مُتعلقةً باستخدامِ الأموال، للتستُرِ على علاقةٍ مزعومةٍ له، بالنجمةِ الإباحيةِ ستورمي دانيلز.

استطلاعٌ للرأي أجرتهُ YouGov أظهرَ زيادةَ نِسبةِ الأمريكيين، الذينَ يرونَ أنَ ترامب سيُدان.

سِتةٌ وسِتونَ في المئة، مِنَ الأمريكيين، يعتقدونَ أن ترامب ارتكبَ جُرمًا.

واحِدٌ وأربعونَ في المئة، يرونَ أن إدانتهُ مُحتمَلة.

ثلاثةٌ وعِشرونَ في المئة، قالوا إن إدانتهُ محتملة، وأنهُ سيُسجَن.

مزيدٌ مِنَ الجمهوريين، يعتقدونَ أنهُ تورطَ في سلوكٍ إجرامي.

آراءُ الديمقراطيينَ لم تتغير، فهوَ مُرتكبٌ للجريمةِ كما يرون.

سِتةٌ وثلاثونَ في المئة، مِنَ الديمقراطيين وتِسعةَ عشرَ في المئة، مِن الجمهوريين، يرونَ أنهُ سيُسجَن.

وبعيدًا عنْ تكهناتِ الأرقام، استوقفني تصريحُ رئيسِ السلفادور نجيب بقيلة، عن لائحةِ اتهامِ ترامب، حيثُ قال: فكِرْ في ما تريدُه، بشأنِ الرئيسِ السابقِ ترامب، والأسبابِ التي دفعتْ إلى توجيهِ اتهاماتٍ له، لكنْ تخيل لوَ حدثَ ذلكَ في أيِ بلدٍ آخَر، حيثُ اعتقلتِ الحكومةُ مُرشحَ المُعارضةِ الرئيس... لقدْ ولتْ قُدرةُ الولاياتِ المُتحدة، على استخدامِ الديمقراطيةِ كسياسةٍ خارجية".

3

هل بريطانيا عُنصرية؟

دعونا نتوقفُ عِندَ رأسِ هرمِ السُلطة، في بريطانيا، حيثُ أصبحَ ثلاثة، أو ربما خمسة، مِمنْ ترجعُ أصولُهم إلى شِبهِ القارةِ الهندية، مِن أهمِ السياسيينَ في البلاد.

لدينا رئيسُ الوزراء، ريشي سوناك، وعمدةُ لندن، صديق خان، والوزيرُ الأولُ في اسكتلندا، حمزة يوسف.

ويمكنُ إضافةُ زعيمِ حزبِ العمالِ في اسكتلندا، ووزيرةِ الداخلية، إلى هذهِ القائمة.

صحيفةُ التايمز، أشارتْ إلى أنهُ مِن النادرِ في أوروبا، رؤيةُ سياسيينَ مِن الأقلياتِ العِرقية، في مناصِبَ رفيعة.

وتقولُ إنهُ في الولاياتِ المُتحدة، تمثلُ قضيةُ العِرقِ شأنًا سياسيًا، وبينما حصلَ ريشي سوناك على وظيفتهِ بالكفاءة، فإنَ كامالا هاريس، نائبةَ الرئيس الأمريكي، حصلتْ على منصبِها، لضمانِ دعمِ تصويتِ الأقليات العِرقية، للحزبِ الديمقراطي.

وعن صُعودِ أبناءِ المُستعمراتِ السابقة؟

تتساءلُ الكاتبة، في الصحيفةِ البريطانية، عن احتمالِ حصولِ اسكتلندا على الاستقلال، في المستقبلِ القريب، وإمكانيةِ تقسيمِ المملكةِ المُتحدة، مِن قِبل زعيمٍ مِن أصلٍ باكستانيٍ في هوليرود، وزعيمٍ مِن أصلٍ هندي، في "داونينغ ستريت"؟

وتقولُ الكاتبة، إنَ هذهِ التطوراتِ حدثتْ جزئيًا، لأنَ بريطانيا -رغمَ تاريخِها في الاستعمارِ والعُبودية- غيرُ عُنصرية.

4

ماذا في جَعبتِنا عنْ مُسلسلاتِ رمضان هذا الاسبوع؟

مُسلسلات رمضان مُستمرة، وجدلُها مُستمرٌ معَها...

الداعيةُ الأزهري عبدالله رشدي، اعترضَ على مشهدٍ في مسلسلِ "سِره الباتع".

رشدي قال: نحنُ لا نعتبرُ الخلافةَ العثمانيةَ احتلالًا، بل خلافة، أو أشبه بالنظامِ الفيدرالي، الذي يجمعُ المُسلمينَ تحتَ رايةٍ واحِدة.

اعتراضُ الداعيةِ المُتفرغِ لمتابعةِ المسلسلات، أو خلينا نقول "وصله المقطع على وسائل التواصل"، إذا كانَ أيضًا مُتفرغًا لها في رمضان...

اعتراضُ رشدي، أثارَ جدلًا كبيرًا، لأنهُ لم يعتمدْ -في رأيهِ- على أدلة، عِلمية ولا أكاديمية.

لا غرابةَ في أنْ نسمعَ رأيًا كهذا، فكتُـبُنا المدرسيةُ لم تتعاملْ معَ العصرِ العُثماني، على أنهُ عصرُ إخضاعٍ واحتلال، كما فعلتْ معَ عُصورِ الاستعمارِ الغربي... مِنْ هنا يبدأُ الخَلل.