لماذا تُسيس المساعدات الإنسانية؟ أبرز محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان
محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان
هل هناك تسييس لمساعدات ضحايا الزلزال؟
شخصيًا لم أعد أتذكر آخر مرة، وقف فيها العالم أمام كارثةٍ ما بإنسانية مجردة، من دون أن يدخل مآسي البشر، في ماكينة الحسابات السياسية والاقتصادية الضيقة.
كارثة الزلزال، الذي ضرب سوريا وتركيا، لم تسلم من التوظيف السياسي... خذ عندك، على الجانب السوري... لم تحظ قوافل الإغاثة وطائراتها، التي لم تتأخر سويعات، بإشادةٍ توازي حجم الدعم والإعانة...
والأكثر من ذلك...
أن المعارضة السورية "لا أدري إن كان يصح وصفها كذلك" أخذت في مرمى نيرانها على مواقعِ التواصل، جميع الدول التي سارعت إلى إرسال المساعدات، إلى الشعبِ السوري، الذي لم يزل بعضه حياً تحت الركام، فسارعت إلى شتم قوافل الإغاثة، القادمة من الجزائر والإمارات ومصر، بل أنكرت وصولها مثلما حدث مع السعودية.
أما على جبهة الغرب، فقد لخص الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الموقف، حين قال إن الزلزال كشف الوجه الحقيقي لأوروبا والغرب، الذين أثبتوا للعالم أنهم مهتمون بالتدمير والحرب، أكثر من اهتمامهم بالبشر، مشيرًا إلى أن الزلزال كان فرصة، لأن يظهر الغرب قدرته على إعادة البناء، مثل قدرته على التدمير...
ومثاله على ذلك.. تقديم بريطانيا 6 ملايين دولار، لإنقاذ 23 مليون شخص ضربهم الزلزال، مقابل مليارين و300 مليون دولار، لأسلحة الحرب الأوكرانية.
2
لِماذا لَمْ تُعانِ روسيا الانهيارَ الاقتِصادي، الذي توقعَهُ خُبراءُ بعدَ العُقوبات؟
على غير ما توقع خبراء غربيون، فإن الركود الاقتصادي في روسيا -العام الماضي- كان محدوداً، حصل ذلك، رغم تسع موجاتٍ من العقوبات، فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي...!
الاقتصاديون الغربيون يبدون مثل الأطباء، الذين يبكون مصابًا بمرض خطير متسائلين: إلى متى يحيي؟!
المريض هو روسيا، التي لم تؤكد لهم، غير أنها لم تعان الانهيار الاقتصادي، الذي توقعه لها وزير الاقتصاد الفرنسي، في الساعات الأولى لغزو أوكرانيا.
صندوق النقد الدولي، أطلق مفاجأة في يناير الماضي، حين أعلن تشخيصًا مخيبًا للغرب، ومشجعًا لبوتين، وذكر أن معدل الركود في روسيا كان 2.2٪ ، وليس 8.5٪ ، التي أملها الغرب.
الصندوق توقع أن ينمو الاقتصاد الروسي، بـ 0.3٪ هذا العام، ليصل إلى 2.1٪، عام 2024، أي أكثر من 1.6٪، المتوقعة في منطقة اليورو...!
جدير بالذكر... أن المرونة الاقتصادية الروسية، لها أسباب، منها نجاح البنك المركزي، في استقرار الروبل، وتجنب تفشي التضخم، وامتلاك روسيا احتياطاً كبيراً من العملات الأجنبية، رغم تجميد 300 مليار دولار، في الخارج.
من العوامل التي أسقطت كثيرًا من توقعات الغرب أيضًا...
بيانات الجمارك، التي أشارت إلى زيادة ملحوظة، في الواردات التي تمر عبر الجمهوريات السوفيتية السابقة، مثل أرمينيا وكازاخستان، لا سيما المنتجات التي تحتوي على معالجات دقيقة...
بينما تظل تركيا بوابة عبر القوقاز، وتقدم الصين قطع غيارٍ مفيدة -في بعض الأحيان- لصناعة الدفاع...
كما كان حصاد القمح استثنائيًا عام 2022.
3
هل مات الاتفاق النووي؟
تمامًا مثل أبطال السينما، الذين يعودون للحياة...
يبدو أن هذا هو الحال مع الاتفاق النووي الإيراني، لعام 2015...
للتذكير... في نوفمبر الماضي، انتشر مقطع فيديو للرئيس بايدن، وهو يخبر شخصًا بأن الاتفاق النووي مات.
موظفو الإدارة الأمريكية، رددوا -لأشهر- العبارة نفسها، بل زادوا عليها ما يعني أنهم مشغولون بمحاسبة طهران، على تزويدها روسيا بطائراتٍ من دون طيار، لإرهاب أوكرانيا، وأيضًا على وحشية قمع الاحتجاجات، المطالبة بالحريات في إيران.
الجمعة، أخطرت الإدارة الأمريكية الكونغرس، بأنها ستجدد تعليق العقوبات الأمريكية، ستة أشهر، وهي عقوبات تستهدف الدعم الروسي والصيني والأجنبي، لبرنامج إيران النووي.
تعليق العقوبات، بند رئيس في خطة العمل المشتركة...
الرسالة التي أرسلها بايدن، تعني أنه مستعد للعودة إلى الاتفاق، ما أن ينبس المرشد خامنئي بنعم، حتى وإن كانت الصفقة في صالح روسيا والصين...!
من الذي مات إذًا؟
ليست مفاوضات بايدن إيران... على كل حال...!