واشنطن إكزامينر: انضمام السعودية إلى منظمة شنغهاي خطأ فادح لإدارة بايدن

قرار المملكة العربية السعودية الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين، غباء فادح وقصر نظر في ما يتعلق بسياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الرياض.

واشنطن إكزامينر: انضمام السعودية إلى منظمة شنغهاي خطأ فادح لإدارة بايدن

ترجمات - السياق

أثار إعلان انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة شنغهاي للتعاون، التي تقودها الصين بصفة "شريك للحوار"، مخاوف الولايات المتحدة، من أن يكون القرار خطوة أخرى نحو خسارة الرياض لصالح منافستها بكين، وإشارة جديدة إلى تزايد روابط الدولة الخليجية مع البلد الآسيوي العملاق.

كانت الصين توسطت في تقارب وجهات النظر بين السعودية وإيران، بعد سنوات من القطيعة، بسبب الحرب في اليمن، والقصف الصاروخي لعدد من المنشآت البترولية السعودية، التي تردد أن أحد وكلاء طهران بالمنطقة يقف وراءها.

وترى صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية، في تحليل للكاتب توم روغان، المتخصص في شؤون السياسية الخارجية، أن قرار المملكة العربية السعودية الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين، "غباء فادح" وقصر نظر في ما يتعلق بسياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الرياض.

 

سياسة غير منطقية

وقال روغان: على الصعيد العملي لا يعتقد أي من خبراء الشرق الأوسط، في المخابرات الأمريكية أو المجتمع العسكري، أن سياسة بايدن تجاه السعودية كانت منطقية، حيث تجاهلت حليفًا تاريخيًا.

ورأى أن سياسة بايدن تجاه السعودية أضعفت السبل المربحة للتجارة الجديدة والتعاون في مجال الطاقة، وبدلاً من ذلك تركت هذه المصالح الحيوية لتنتقل إلى "نظام بكين الفاسد".

وأشار الكاتب إلى أن سياسية بايدن تجاه المملكة اهتمت بملف حقوق الإنسان، وتناست أهمية السعودية في استقرار العلاقات الشرق أوسطية مع إسرائيل وحلفائها مثل الأردن، كما أن هذه السياسة لا تدعم مخاوف الولايات المتحدة الرئيسة المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

فقد لعبت المخابرات العامة السعودية دورًا فعالًا، على سبيل المثال، في التسلل إلى الجماعات الإرهابية مثل تنظيمي الدولة والقاعدة، كما فقدت تلك المخابرات عديد الضباط والوكلاء في عمليات أمنية.

لكن السعودية، التي تعد أحد أفضل حلفاء الولايات المتحدة، عالقة الآن بين غضب بايدن وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

كان بايدن بدأ ولايته الرئاسية بإعلان أنه سيعامل السعودية كـ "دولة منبوذة"، على خلفية قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي.

ولفت إلي أن إعلان منظمة شنغهاي للتعاون، انضمام السعودية يُسلِّط الضوء على كيفية انتقال الرياض، في غضون عامين فقط، من موقع الحليف الحميم للولايات المتحدة إلى موقع الشريك المعقد بشكل متزايد.

وذكر أنه في حين تشكل منظمة شنغهاي للتعاون تحديًا اقتصاديًا وليس أمنيًا لمصالح الولايات المتحدة، تنظر بكين وموسكو إلى التجمع من منظور واضح لتقويض القوة الأمريكية.

وبذلك -وفق الكاتب- سيكون لدى صانعي السياسة الأمريكيين قلق من أن انضمام السعودية إلى منظمة شنغهاي قد يستلزم تنويعًا تدريجيًا بعيدًا عن دور الدولار، كعملة احتياطية عالمية لا جدال فيها.

 

نفوذ موسكو وبكين

وأشار روغان، إلى أنه بالنظر إلى نفوذ موسكو وبكين على طهران، وهو أهم بكثير بالنسبة للرياض من الانفراج الوهمي في العلاقات مع إيران، من المحتمل أن تبدو منظمة شنغهاي للتعاون مكانًا للاستفادة من النفوذ، مع أولئك المستعدين للرد بالمثل.

ومن ثمّ فقد يظن ولي العهد أن الولايات المتحدة تتحدث فقط بينما بكين تفعل، حسب وصف الكاتب.

وذكر الكاتب أن بايدن حاول إرضاء وسائل الإعلام في ما يتعلق بقضية قتل جمال خاشقجي، بينما كان عليه أن يمنح الأولوية للمصالح الأمريكية.

لكن بدلًا من ذلك، بعد دخول بايدن البيت الأبيض، أوقف على الفور مبيعات الأسلحة التي سبق أن اتخذتها إدارة سلفه دونالد ترامب للسعودية، ثم ألغى تصنيف تشكيلات المتمردين الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية، رغم أنها كانت تقذف الصواريخ البالستية على المدن السعودية.

في الوقت ذاته، كانت السعودية ترى أن بايدن يتوسل باستمرار لإيران للعودة للاتفاق النووي، حتى وهي تحاول اغتيال الأمريكيين على الأراضي الأمريكية.

ويضيف روغان: "صحيح أن هناك بعض المبررات المنطقية كانت تقف وراء إلغاء تصنيف الحوثيين، على سبيل المثال فقد أتاح القرار وصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين الجائعين، ورغم ذلك، بالتزامن مع انتقاداته وانتقادات حزبه الديمقراطي للجهود السعودية في اليمن، فإن تصرفات بايدن كانت تفوح منها رائحة خيانة شخصية للرياض".

وأشار الكاتب إلى أنه عندما حاول بايدن تصحيح المسار مع المملكة وولي عهدها خلال اجتماع في يوليو 2022، اتضح أنه كان اجتماعًا فاترًا ومدبرًا فقط لمحاولة إقناع السعوديين بزيادة إنتاج النفط.

ومن ثمّ -حسب روغان- "ليس من المستغرب أن يبدو أن الاجتماع زاد شعور ولي العهد بالاستياء، ونجم عنه تأثير ضئيل للغاية في لاعب قوي رئيس بسياسات الشرق الأوسط، وأحد أقوى اللاعبين في اقتصادات الطاقة العالمية".

ويعلق الكاتب على ذلك: "لا بد أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يشعر بالسعادة"، في إشارة إلى أن المستفيد الأول من خسارة حليف مهم لواشنطن مثل الرياض هي بكين.