اختراق بوجوه مدنية.. ما مشروع الإخوان الجديد في مصر؟
نظيم الإخوان يعمل على وضع استراتيجية لدعم أحد المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة 2024 في مصر، ضمن مخططهم لإعادة اختراق المجتمع السياسي المصري، عبر قياس حدود قدرتهم على التأثير شعبيًا، أو إدارة الملفات السياسية بواجهات مدنية

السياق
رغم حالة الصراع التي باتت العنوان الرئيس لـ«الإخوان» وجبهاته المتعددة وما تخللها من حرب تسريبات، فإن هناك محاولات جارية لإعادة توحيد التنظيم الإرهابي وقياداته حول مشروع لاختراق المجتمع المصري.
ذلك المشروع، الذي وصفته مصادر «السياق» بـ«الاستراتيجي»، يأتي كمحاولة من تنظيم الإخوان للقفز على صراعاته، والتحلق حول مرحلة جديدة.
إلى ذلك، قال المحلل السياسي المصري المقيم في الولايات المتحدة مصطفى النجار، في تصريحات لـ«السياق»، إن تنظيم الإخوان يعمل على وضع استراتيجية لدعم أحد المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة 2024 في مصر، ضمن مخططهم لإعادة اختراق المجتمع السياسي المصري، عبر قياس حدود قدرتهم على التأثير شعبيًا، أو إدارة الملفات السياسية بواجهات مدنية.
وأوضح المحلل السياسي المصري، أن جبهة لندن، التي تعد «الممثل الواقعي» لتنظيم الإخوان، لم تحسم موقفها من دعم أحد مرشحي الانتخابات المقبلة لأسباب عدة، أهمها عدم وضوح الرؤية الداخلية، واستمرار الصراع بين الجبهتين، إضافة إلى رفض شباب الجماعة للقيادات التاريخية، لأنهم تسببوا في تهديد حاضر التنظيم ومستقبله.
وأشار إلى أن الجماعة وقياداتها، ترى أن انتخابات الرئاسة في مصر، فرصة لإعادة إحياء الجماعة ودمجها في الحياة السياسية.
ورغم ذلك، فإنه قال إن اختيار جبهة لندن عبدالحق قائمًا بأعمال المرشد العام، يؤكد أن جماعة الإخوان لا ترغب في إعادة بناء نفسها بشكل جيد، مشيرًا إلى أنها «تدفن» مستقبلها السياسي بالاعتماد على أحد رموز «المدرسة القديمة» التي تسببت في انهيار جماعة الإخوان.
ورغم أنه من القيادات التي لديها خبرة تنظيمية، فإنه ليس مؤهلًا لإدارة شؤون الجماعة في هذا التوقيت، بحسب مصطفى النجار، الذي قال إن اختيار عبدالحق لهذا المنصب قد يكون مدمرًا للجماعة، التي تحتاج إلى شباب.
وأشار إلى أنه رغم إلمام صلاح عبدالحق بأمور تمويل الجماعة وإدارة أموالها، كملف حاسم لبقاء الإخوان في مشروعها السياسي، فإن الخلفية التاريخية والتنظيمية للقائم بأعمال المرشد في جبهة لندن، تجعله ضعيفًا في نظر شباب الإخوان.
جماعة الظل
على صعيد متصل، كشفت مصادر على صلة بقواعد التنظيم من الشباب في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، في تصريحات لـ«السياق»، أن هناك اتفاقًا بين شباب الجماعة، على رفض القيادات التاريخية للإخوان، سواء في لندن أم اسطنبول.
وأشارت إلى تنسيق بين شباب داخل الجبهتين، وخارجهما، يهدف إلى إسقاط القيادات التاريخية، عبر إدارة حملة من الشائعات داخل كل جبهة، لتفكيكها، لإفساح المجال لـ«الكماليين» أو تيار الشباب لقيادة الجماعة.
وأكدت أن هؤلاء يرون أن «جبهة لندن»، استعادت قوتها التنظيمية بعد التوافق على صلاح عبدالحق، على غير ما كانت تعتقده، ما يعيق رؤيتهم لإعادة تأسيس الجماعة عبر قيادات شبابية.
الصراع التقليدي
في المقابل، قال الباحث المتخصص في شؤون حركات الإسلام السياسي محمود علي، في تصريحات لـ«السياق»، إن حالة الانقسام داخل تنظيم الإخوان لا تزال كما هي.
وأوضح علي أن طرفي الصراع (جبهة اسطنبول أو لندن) لن يعترفا بقيادة صلاح عبدالحق القائم بأعمال مرشد الإخوان، مشيرًا إلى أن الأزمة تتمثل في غياب البوصلة السياسية عن التنظيم.
وأكد محمود علي، أن الحديث عن مشروع واضح سيكون غائبًا عن الساحة، في ظل مسارات معقدة لا تستطيع القيادات الراهنة معها تحديد رأي واضح للتنظيم، خلال الفترة المقبلة بقيادة صلاح عبدالحق.
في المقابل ستظل جبهة محمود حسين تحاول استقطاب أطراف جديدة، وتثبيت أوضاعها وفتح مسارات مع إفريقيا لتقوية صراعها مع عبد الحق، بحسب الباحث المتخصص في شؤون حركات الإسلام السياسي.