تفكيك امبراطورية علي بابا... المكاسب والتحديات
ارتفعت أسهم تكتل التجارة الإلكترونية الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، بنحو 9% في التعاملات المبكرة، بعد أن فقدت ما يقرب من 70% من قيمتها، منذ بدء فرض القيود أواخر عام 2020.

ترجمات - السياق
بعد أن تعهدت الصين بتخفيف حملة تنظيمية واسعة النطاق ودعم شركاتها الخاصة، قالت مجموعة علي بابا -الثلاثاء- إنها تخطط للتقسيم إلى ست وحدات، مشيرة إلى أنها تبحث جمع تبرعات أو إدراج معظم أسهمها.
وارتفعت أسهم تكتل التجارة الإلكترونية الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، بنحو 9% في التعاملات المبكرة، بعد أن فقدت ما يقرب من 70% من قيمتها، منذ بدء فرض القيود أواخر عام 2020.
وقالت مجموعة علي بابا، إن أكبر عملية إعادة هيكلة في تاريخها الممتد 24 عامًا، ستشهد تقسيمها إلى ست وحدات، كالتالي:
مجموعة الخدمات السحابية (Cloud Intelligence Group).
مجموعة تاو باو تي مول للتجارة (Taobao Tmall Commerce Group).
مجموعة كاينياو للوجستيات الذكية (Cainiao Smart Logistics Group).
مجموعة الخدمات المحلية (Local Services Group).
مجموعة التجارة الرقمية العالمية (Global Digital Commerce Group).
مجموعة الإعلام الرقمي (Digital Media and Entertainment Group).
تأتي تلك التطورات، بعد يوم من عودة مؤسس مجموعة علي بابا، جاك ما إلى الصين، لينهي إقامة دامت عامًا في الخارج، في خطوة تتماشى مع تطلعات بكين لتحفيز نمو القطاع الخاص، بعد حملة استمرت عامين من إعادة التنظيم والتدقيق.
وقال الرئيس التنفيذي دانييل تشانغ للمجموعة، في رسالة إلى الموظفين اطلعت عليها «رويترز»، إن «هدف هذا الإصلاح هو جعل مؤسستنا أكثر مرونة، وتقصير روابط صُنع القرار والاستجابة بشكل أسرع»، مشيرًا إلى أن على كل مجموعة عمل أن تتعامل مع التغيرات السريعة في السوق، بينما على كل موظف في «علي بابا العودة إلى عقلية رائد الأعمال».
وسيستمر تشانغ في منصب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة علي بابا، التي تتبع نموذج إدارة الشركة القابضة، كما سيعمل -أيضًا- رئيسًا تنفيذيًا لمجموعة الخدمات السحابية (Cloud Intelligence Group).
وقالت الشركة إن كلًا من الشركات الست سيكون لها رئيس تنفيذي، إضافة إلى مجلس إدارة، مشيرة إلى أنها ستحتفظ بالمرونة لزيادة رأس المال الخارجي والسعي لطرح عام أولي.
استثناء وحيد
وستكون «تاوباو تي مول» Taobao Tmall Commerce Group الاستثناء الوحيد، التي تتعامل مع الأعمال التجارية الصينية، وستظل مملوكة لمجموعة علي بابا.
وبينما قال تشانغ إن الشركة ستقلل وظائف المكاتب الوسطى والخلفية، لكنها لم تذكر تفاصيل تخفيضات الوظائف، أكد المستثمرون أن الإعلان يبدد المخاوف من أن "علي بابا" فقدت إمكانات النمو، ويؤكد إزالة المخاوف التنظيمية.
وقال كيني نج، المحلل الاستراتيجي في China Everbright Securities بهونغ كونغ: «إنها تصدر قيمة إضافية (...) مع هذا التوقع، سيكون المستثمرون أكثر إيجابية تجاه "علي بابا". قد يعكس ذلك جولة جديدة من التطور للأعمال، ويقلل المخاوف بشأن القضايا التنظيمية».
عودة القائد
وتعد إعادة الهيكلة من أكبر تحركات الشركات، من قبل شركة تكنولوجيا صينية كبرى في السنوات الأخيرة، حيث انكمشت الصناعة تحت إشراف تنظيمي أكثر صرامة، ما تسبب في تجفيف الصفقات وتقليل الرغبة في المخاطرة بين الشركات.
وفي الآونة الأخيرة، كانت السلطات تخفف نبرتها تجاه القطاع الخاص، حيث يحاول القادة دعم الاقتصاد، الذي ضربته ثلاث سنوات من القيود الصارمة جراء جائحة كورونا، إلا أنه مع ذلك، كانت الشركات مترددة، لعدم وجود سياسات داعمة وإطار تنظيمي جديد.
الوقت المناسب
وتلقت أسهم "علي بابا" دفعة –الاثنين- بعد عودة المؤسس «ما» إلى الصين، مُنهيًا إقامة في الخارج أكثر من عام، بينما عدت الصناعة تلك العودة انعكاسًا للمزاج الرصين لشركاتها الخاصة.
وقالت خمسة مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن رئيس الوزراء الصيني الجديد، لي تشيانغ، أدرك أن عودة ما إلى البر الرئيس، يمكن أن تساعد في تعزيز الثقة بين رواد الأعمال، فطُلبت منه -منذ أواخر العام الماضي- العودة.
من جانبه، قال ستيوارت كول، رئيس شركة ماكرو اقتصادي في الوساطة Equiti Capital، إن إعادة الهيكلة «تضخ المرونة والقدرة على التكيف في الشركة العملاقة».