ما حقيقة القناة السرية بين ‫عباس ونتنياهو التي أدت إلى إفشالِ مشروع قرار دولي ضد الاستيطان؟

محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان

ما الذي أخفَتْهُ زيارةُ بايدن لأوكرانيا؟

يقولُ أهلُ الشامِ إنَّ "حِسابَ الحقلِ غيرُ حِسابِ البيدر"..هذا القولُ فُصِلَ تفصيلًا، ليصِفَ الاتجاهَيْنِ المُتعاكسَيْـن، اللذينِ رسمتْهُما زيارةُ الرئيسِ جو بايدن إلى أوكرانيا، وما لمْ يُعلَنْ مِنَ اختِلافات، تبدو جذريةً رغمَ تلاحُمِهِما الظاهِر... تمامًا مِثلَ النارِ والحطَب، يبدوان مُتعانقَيْـن لكنَهُما في عَلاقةٍ مُتضارِبة...!

دعونا نفحصُ ما لمْ تُخبِرْنا بهِ الزيارة...

زيلنسكي يطرحُ تدويلَ الحرب، لينتصرَ على روسيا، بينَما يُرجِّحُ بايدن تسويةً دبلوماسية، حتى لو كانتْ على حِسابِ كييف.

هدفُ زيلنسكي كَسْبُ الحرب، مِنْ دونِ شروط، بينَما لبايدن هدفان: الأولُ مُساعدةُ أوكرانيا في صَدِ الروس، والآخَرُ مَنعُ التصعيدِ الروسي، الذي قَدْ يكونُ السِلاحُ النوويُ مِنْ بينِ أدواتِه.

تعريفُ زيلنسكي للحرب، هوَ تعريفُ بايدن نفسُه، الأولُ يُريدُها لاستعادةِ كلِ الأراضي الأوكرانيةِ المفقودة، أما الآخَرُ (بايدن هنا)، فإنهُ أكثرُ واقِعية، وهوَ دفعُ القواتِ الروسية، إلى حُدودِ ما قبلَ الحربِ الأخيرة، كما كررَ بلينكن أكثرَ مِنْ مرة.

أوكرانيا تُريدُها حربَ وجود، والولاياتُ المُتحدةُ تُريدُها حربًا لا تمسُ قوتَها، بصرفِ النظرِ عنِ الطريقةِ التي تنتهي بها.

جلسةُ تصويرِ بايدن-زيلينسكي في كييف -بعيدًا عنْ عددِ صفاراتِ الإنذار، التي سمِعناها لتعزيزِ السردية- لنْ تُغطي كيفَ أصبحتْ هذهِ الحربُ لا تحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ بينَ الأمريكيين، على بُعدِ خَمسةِ آلافِ مَيلٍ مِنْ شواطئهِم، فما بالُكَ ببقيةِ العالَم، الفقيرُ مِنهُ تحديدًا، الذي عجزَ الغربُ عنْ إقناعهِ في مؤتمرِ ميونخ الأمني، بأنَّ حربَ أوكرانيا أهمُ مِنْ قوتِ الجوعى في بلادِه...!

2

بعدَ رصْدِ يورانيوم مُخصَب بنسبةِ أربعةٍ وثمانينَ في المئة... هلْ إيرانُ على عَتبةِ السلاحِ النَووي؟

أكثرُ مِنْ مَصدرٍ مُهم، ذكرَ أنَّ تخصيبَ إيران لليورانيوم، وصلَ إلى أربعةٍ وثمانينَ في المئة، أي أنَها -باختصارٍ ووضوح- وصلتْ إلى عتبِة السِلاحِ النَووي.

مِنْ هذهِ المصادِر، وكالةُ بلومبرج الشهيرة، ومؤسسةُ الدفاعِ عنِ الديمقراطيات، وهيَ مؤسسةٌ غيرُ رِبحية، مقرُها الولاياتُ المُتحِدة.

الجديرُ بالذكرِ أنَّ معلومةَ "بلومبرج" جاءتْ بناءً على معلوماتِ وكالةِ الطاقةِ الذَرية.

ما أريدُ قولَهُ أنَّ المعلوماتِ ليستْ مِنْ بابِ الحربِ النفسية، ولا التحريض، بل هيَ حقيقةٌ واقِعة، يُغالِبُها الإيرانيونَ بنفيهِم.

معَ تقليصِ إيران لرقابةِ الوكالةِ الدوليةِ للطاقة، مُنذُ عامِ ألفينِ وواحِدٍ وعِشْرين، لمْ تذكرِ الوكالةُ كيفيةَ حُصولِها على المعلومات...

هذهِ الأوضاعُ المِثاليةُ لطهران، ساعدَ فيها أيضًا النَهمُ الدبلوماسيُ الغربي، في ماراثونِ الدبلوماسيةِ معَ طهران.

أندريه ستريكر، الباحِثةُ في الشؤونِ الإيرانية، بمؤسسةِ الدفاعِ عنِ الديمقراطيات، طالبتِ الولاياتِ المُتحدةَ بالتحركِ سريعًا، لإيقافِ وصولِ إيران إلى السِلاحِ النووي، والضغطِ الاقتصاديِ الأقصى عليها.

المعلومةُ الأخطرُ التي وردتْ عنِ المؤسسةِ نفسِها، أنَّ طهران لمْ يَعُدْ بينَها وبينَ صُنْعِ يورانيوم السِلاحِ النووي غيرُ أسابيعَ قليلة.. أسابيع لا أشهرَ ولا سِنين.

فاوِضوهُم يا جماعَة، حتى يضعوا السِلاحَ النَوويَ على طاولةِ الاتفاق...!

3

ما حقيقةُ القناةِ السِرية، بينَ ‫عباس ونتنياهو، التي أدتْ إلى إفشالِ مَشروعِ قرارٍ دَولي ضِدَ الاستيطان؟

موقِعُ آكسيوس الأمريكي، فاجأ المُتابعينَ بمعلوماتٍ عنِ اتصالات، بينَ كِبارِ مُساعِدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيسِ الفلسطيني محمود عباس، مُنذُ نحوِ شَهريْن، بلْ أجروا مُحادثاتٍ سِريةً لاحتِواءِ التوترِ في الضفةِ الغربية.

أسابيعُ المُحادثاتِ السرية، اتضحَ بعدَ خُروجِ دُخانِها الأبيض، أنَّ الفلسطينيينَ هُمُ الطرفُ الذي طلبَها مِنْ مكتبِ نتنياهو، وعبَّـروا عن استعدادِ السلطةِ الفلسطينية، للعملِ معَ رئيسِ الوزراءِ الجديد.

المُحادثاتُ وُصِفَتْ بأنَها رفيعةُ المُستوى، وهيَ الأكثرُ صراحةً باتجاهِ تعاونٍ غَيرِ مشروط، بينَ السلطةِ الفلسطينيةِ وحُكومةِ اليمينِ الإسرائيلي.

هذهِ الدورةُ السريالية، في المُناهَضةِ الفلسطينية، تحلُ ألغازَها بنفسِها حينَ نسمعُ تطوراتِها...

نتنياهو يستجيبُ للرغبةِ الفلسطينيةِ السِرية، ويُعينُ تساحي هنغبي، مستشارُ الأمن القومي، لقيادةِ المُحادثاتِ السِرية.

هنغي تحدثَ مع حسين الشيخ، الأمين العام للجنةِ التنفيذيةِ لمنظمةِ التحرير الفلسطينيةِ عبرَ الهاتِف، وربُما التقاهُ شخصيًا.

التفاهُماتُ هذه، أدتْ إلى تعليقِ التصويتِ في مجلسِ الأمن، ضِدَ المُستوطناتِ الإسرائيليةِ في الضفة.

الجانِبُ الإسرائيليُ قطفَ الثمرةَ السِريةَ سريعًا... بقيَ أنْ ننتظِرَ الثمرةَ الفلسطينية.

4

هَلْ يَقِفُ خِلافٌ إسرائيليٌ أمريكي... وراءَ طردِ إسرائيل مِنَ القِمةِ الإفريقية؟

طَرْدُ أفرادِ الأمنِ الوفدَ الإسرائيلي، في قِمةِ الاتحادِ الإفريقي بإثيوبيا، خبرٌ سياسيٌ شُغِلنا بقراءتهِ مِنْ زواياه غَيرِ المُعلَنة.

المُعلنُ في الخبر، أنَّ قرارَ الطردِ اتُخِذَ بِناءً على طلبٍ مِنْ جنوبِ إفريقيا والجزائر.

ما الذي حصَل؟ أو بالدارج (شو عدا ما بدا) فإسرائيلُ دخلت الاتحادَ بصفةِ مُراقِب، منذُ عامِ ألفينِ وواحِدٍ وعِشِرين، وكانتْ قبلَ ذلك، دولةً مُراقِبةً في مُنظمةِ الوحدةِ الإفريقية، التي تحولتْ إلى الاتحادِ الإفريقي.

ما يلي مِنْ معلومات، يُثبٍتُ أنَّ وراءَ الأكمةِ ما وراءها، وأقصِدُ هُنا ما حصلَ أمريكيًا في هذا الأمرِ تحديدًا...

أرسلَ الرئيسُ بايدن ووزيرُ خارجيتهِ بلينكن، فريقًا للمُشاركةِ في الاجتِماعات، يرأسُهُ جوني كارسن، مساعد وزيرِ الخارجيةِ السابق، الذي يُسافِرُ كممثلٍ رئاسيٍ خاصٍ لبايدن.

أثناءَ حادثةِ الطرد، التزمَ الفريقُ الأمريكيُ الصمت...!

مُراقِبونَ تساءلوا، عما إذا كانَ موقفُ بايدن وبلينكن -حقًا- إلى جانبِ حُلفائهم، وضِدَ الطرد؟

التساؤلُ الأهم: لماذا لمْ ينسحبِ الأمريكيون، تضامُنًا معَ أهمِ حُلفائهم... أقصِدُ إسرائيل؟

هل يوحي كلُ ما حدَث، بأنَّ هُناكَ ضوءًا أخضرَ أمريكيًا، شجعَ على قرارِ الطرد؟

سؤالٌ مُهم... أليس كذلك؟!

قبلَ أنْ أودِعَكم، هُناكَ خَبرٌ مُحيِـر، يصعبُ وصفُه...

المُهِم...كافأ نِظامُ خامنئي، الأمريكي هادي مطر، الذي طعنَ الكاتبَ البريطانيَ سَلمان رشدي، وأفقدَهُ إحدى عينيه، بألفِ مِترٍ مُربَع، مِنَ أرضٍ وصفَها الإيرانيونَ بالقيِّمة، في إيران.

هذا ما يُسمى الالتِفافَ على الفتوى، أقصِدُ فتوى القتل، التي أصدرَها الخميني، ورصَدَ فيها ثلاثةَ ملايينِ دولار، لمَنْ يُنفِّذها...

فقط استُبدِلتِ الأرضُ بالنُقود، وعينُ الضحية بالقتل...!