كيف دفع موظفو قطاع التكنولوجيا ضريبة توسع شركاتهم خلال كورونا؟

قالت غوغل إن عمليات التسريح عالمية وتؤثر في الموظفين الأمريكيين بشكل فوري، وإن تخفيضات الوظائف على الفرق في الشركة، بما في ذلك بعض فرق الهندسة والمنتجات

كيف دفع موظفو قطاع التكنولوجيا ضريبة توسع شركاتهم خلال كورونا؟

السياق

ضربات متتالية من شركات التكنولوجيا الكبرى لموظفيها، بعدما قررت "مايكروسفت" و"ألفابت" الشركة الأم لـ "غوغل"، و"ميتا" تسريح آلاف من موظفيهم، في إطار موجة استغناء تجتاح قطاع التكنولوجيا، إثر تباطؤ عالمي في نمو الشركات، لاسيما بعد رفع سقف التوقعات إبان جائحة كورونا، لكنها سرعان ما عادت إلى نصابها.

وأعلنت "ألفابت" الشركة الأم لـ "غوغل"، إلغاء 12 ألف وظيفة، ما يمثل قرابة 6% من القوى العاملة لدى الشركة، حسبما ذكرت وكالة رويترز، لتكون أحدث الشركات المتخذة لقرار التسريح، الذي جاء تأكيدًا لمخاوف موظفيها، التي برزت نتيجة سلسلة من السياسات المستحدثة وبعض الحوادث، التي كشفت محاولة عملاق التكنولوجيا لتقليل تكاليفه.

وقالت "غوغل" إن عمليات التسريح عالمية وتؤثر في الموظفين الأمريكيين بشكل فوري، وإن تخفيضات الوظائف على الفرق في الشركة، بما في ذلك بعض فرق الهندسة والمنتجات.

 

مخاوف متزايدة

كانت "نيويورك تايمز" قد نقلت المخاوف المتزايدة لموظفي "ألفابت"، الذين عدوا قرارات الإدارة، من إغلاق مكاتب صغيرة وإلغاء مشروع الإشراف على المحتوى وتخفيف الميزانيات خلال اجتماعات التخطيط والتحضير لسياسة الشركة عام 2023، أمرًا ينبئ بتسريحهم.

وكانت التشركة أعلنت تأجيل دفع علاوات نهاية العام، لعدد كبيير من موظفيها، وعلق وقتذاك متحدث باسم الشركة لـ "رويترز" بأن الشركة ستدفع مكافأة 80% للموظفين المؤهلين مبدئيًا، والباقي سيؤجل إلى أبريل ومارس 2023، مضيفًا أن هذه الخطوة أبلِغ بها الموظفون، العام الماضي.

 

إعادة تنظيم "مايكروسوفت"

يأتي إعلان "ألفابت" تسريح 12 ألف موظف، في أعقاب إعلان شركة مايكروسوفت عزمها إلغاء 10 آلاف وظيفة، بما يكلف الشركة نحو 1.2 مليار دولار نفقات على فصل الموظفين وإعادة تنظيم المؤسسة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا: رغم ارتفاع إنفاق المستهلك على منتجات الشركة، فإن المستهلك أكثر ميلًا لتوخي الحذر قبل الشراء.

وأضاف -في مذكرة داخلية لموظفي "مايكروسوفت"- أن الركود ضرب معظم الدول، حتى الدول التي لم تدخل مرحلة الركود يتوقع لها ذلك، في الوقت الذي "تولد فيه موجة جديدة من تكنولوجيا الكمبيوتر تزامنًا مع التقدم الهائل في الذكاء الاصطناعي".

وأشار ساتيلا إلى أنه في الوقت نفسه ستثتمر شركته في التوظيف بالقطاعات الرئيسة فيها.

 

توسع ضخم

وتدرس "مايكروسوفت" الدخول في استثمارات عملاقة بمليارات الدولارات، في شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" المطورة لنموذج محاكاة النصوص البشرية، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وخلال الوباء والحجر الصحي، شهدت "مايكروسوفت" نجاحًا كبيرًا لأعمالها، للتحول لسياسة العمل عن بُعد في معظم القطاعات والدول.

وشهدت القوى العاملة لدى الشركة زيادة بنحو 40 ألف موظف من يونيو إلى الشهر نفسه من العام التالي.

وذكرت الشركة أن عدد موظفيها وصل إلى 221 ألفًا بنظام الدوام الكامل، من خارج الولايات المتحدة، لكن تباطؤ نشاط الشركة العام الماضي، دفعها إلى تسريح العمالة، إذ يتوقع أن تنتهي الشركة من فصل أحدث دفعة، أعلنت تسريحها بنهاية الربع الثالث من 2023.

 

مذكرة داخلية

وأشارت المذكرة الداخلية لرئيس "مايكروسوفت" إلى أن الموظفين الذين من المقرر الاستغناء عنهم سوف يبلغون على الفور، وأن الشركة سوف تتعامل معهم بكرامة واحترام، مع الحفاظ على شفافية الإجراءات.

ضربات قطاع التكنولوجيا لمئات الشركات، بينها "أمازون" و"ميتا" مالكة "إنستغرام"، شملت تسريح آلاف الموظفين، في الأسابيع الماضية.

شركة ميتا -على سبيل المثال- أعلنت تسريح 13% من موظفيها، أي أن 11 ألفًا من إجمالي 87 ألف موظف في المجموعة، سيفقدون وظائفهم.

 

أصعب التغييرات

وعلل الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ الخطوة، بأنها ضمن إعادة هيكلة تشهدها عملاقة التقنية، واصفًا إياها بأصعب التغييرات التي اتخذت في تاريخ مجموعة ميتا.

وأرجع زوكربيرغ حركات الاستغناء المستمرة إلى توقعات طويلة الأمد بالنمو مع ارتفاع سجلات العائدات خلال تفشي وباء كورونا واللجوء للعمل من المنزل، مشيرًا إلى أن كثيرين توقعوا استمرار الارتفاع، واتخذوا قرارات بالتوسع الكبير في الاستثمارات، لكن الاقتصاد تراجع.

هذا التراجع أدى إلى تراجع العائدات بشكل فاق توقعات الشركات.

 

تعويضات

وإبان قرار التسريح، قال زوكربيرغ لموظفيه -عبر رسائل داخلية- إن المسئولية تقع عليه، وإنه ارتكب خطأ، مشيرًا إلى تعويض الموظفين المسرّحين بأجور 16 أسبوعًا على أساسي الراتب، إضافة إلى علاوة على أسبوعين إضافيين عن كل سنة من سنوات الخدمة.

وأضاف أن التعويض سيكون "بالمثل" لموظفي المجموعة في العالم، مع مراعاة قوانين العمل المحلية.

وأصبحت أكبر منصتّين تابعتين لمجموعة ميتا -فيسبوك وإنستغرام- تحت ضغط متزايد من منصات منافسة مثل تيك توك.

ورغم إنفاق ميتا مليارات الدولارات على تطوير منصة ميتافيرس، مشروع زوكربيرغ طويل المدى، فإنها لا تزال مجرد فكرة لم تتجسد فعليًا.

 

قلق مستمر

وبشكل عام، يتوقع مراقبون استمرار شركات التكنولوجيا في نهجها بتسريح العاملين، في ظل تباطؤ النمو المتعارض مع التوسعات خلال الفترة الماضية، لاسيما أثناء الوباء والحجر المنزلي.