هل هناك خلاف سعودي-إماراتي؟

في دقيقتين مع حسينة أوشان

هَلْ هناكَ فعلًا خِلافاتٌ بينَ الدِولِ العربية؟

مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي، طرفًا في صناعة الرأي العام العربي، دخلت الخلافات بين الدول العربية زمنًا جديدًا، تفوح منه رائحة التوابل والزوائد، فصار الخبر لا يتردد على هذه الوسائل، من دون زعانف، تصنعها مرة روح المبالغة العربية، ومرةً أخرى، غرف مختصة، تهش الأخبار إلى حيث يريد أصحاب هذه الغرف.

هذا لا يعني أنه ليست هناك خلافات عربية، بل على العكس، هناك خلافات علنية، مثلما يحدثُ بينَ المغربِ والجزائر، وهناكَ خِلافاتٌ تبقى ضِمنَ قنواتِها الدبلوماسية.

في الفترةِ الأخيرة، تداولتْ حساباتٌ تدعي معرفةَ المُحتجَبِ وغيرِ المُعلَن، أن هناكَ خِلافاً بينَ السعودية والإمارات، وآخرَ بينَ مِصرَ والسعودية، مُستشهِدةً بأحداثٍ تُخرجُها عن سياقِها.

هذه الحسابات تدعي وصل المستور كلِه، لكنَ مثلا اتفاقَ السعودية مع إيران بوساطةٍ صينيةٍ غاب عنها.. لم تسمعْ عنهُ تلكَ الحسابات، حتى إعلانِه... ما يشي صراحةً بحجم نفوذ ُمصادر تلك لحِسابات...!

عُمومًا... دعونا نستذكرُ الخلافاتِ بينَ ألمانيا وفرنسا، أو بينَ بريطانيا وبقيةِ ِدولِ الاتحادِ الأوروبي، خِلافاتٌ لم تُغيرْ مكانةَ هذهِ الدِول، ولا علاقاتِها...!

الخِلافُ العاقِل، أمرٌ صِحي، لأنهُ يطرحُ وِجهةَ نظر مُختلفة، يمكنُ أنْ تفتحَ أفقاً جديداً للحل، ويُمكنُ أنْ تُصفِرَ الخِلافات، ولا تُخفيها تحتَ السجادة.

الأولويةُ في المرحلةِ المُقبلة في المنطقة، للاقتصاد، فكيف لدِولَ اختارتْ أنْ تُطبِعَ مع إيران وإسرائيل، أن تغرقَ في هذا العداءِ لبعضِها؟!

2

هَلْ انتهتِ الأزمةُ في إسرائيل؟

ما حدث في إسرائيل، غير مسبوق، خصوصًا حجم المظاهرات... قوة الشعب خرجت إلى الشارع، تعداد سكان إسرائيل أقل من عشرة ملايين نسمة.

مئات الآلاف أوضحوا أنهم يعارضون بقوة، تعديلات بنيامين نتنياهو وحكومة الائتلاف، على القضاء، ما أجبر رئيس الوزراء على تبريد الرؤوس الحامية، بإعلانه تأجيل قراءة القانون، سبب الأزمة.

الرئيس الإسرائيلي هيرتزوغ، سيرأس من جهته جهداً مدته شهر، للتوصل إلى حل.

هذه الضجة، أزاحت الستار عن سعي الأطراف المختلفة، للسيطرة على المحكمة، كل وأهواؤه:

اليمين... مِن أجل تعزيز النزعة الدينية والمتطرفة...!

المعارضة... لإفشال الحكومة، والحفاظ على مكاسبها التاريخية...!

الأحزاب الدينية الأرثوذوكسية... لمنع المحكمة من إرسال طلاب المدارس الدينية إلى الجيش...!

العلمانيون... من أجل حماية ليبراليِة المجتمع الإسرائيلي، وطريقة حیاته...!

الصهاينة المتدنيون... لمنع المحكمة من حماية حقوق الفلسطينيين، في أرض الضفة الغربية.

الواضح من كل ما حدث، أن الديمقراطية الإسرائيلية، ليست في النزع الأخير... بعدما أظهر شعب إسرائيل وجيشها ذلك، بشكل واضح.

قد يجادلني أحدهم، في كلمة ديمقراطية... بالمقاييس الغربية هي كذلك... أما العالم فليس عادلًا... تقبل ذلك...!

3

في الختام رمضان كريم... رمضان الصيام والقيام، وصلة الرحم والألفة... والمسلسلات

نعم، لقد أصبحت المسلسلات من أساسيات الشهر، وكذلك اللغط الذي يصحبها كل عام، فهي نادرًا ما تمر بسلام.

آخر ما أثار الجدل، هذه السنة، مسلسل رسالة الإمام، الذي يتناول السنوات الأخيرة في حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي، أحد أشهر علماء الفقه والتفسير، التي قضاها في مصر.

هذا المسلسل تعرض لانتقادات حادة، بعد عرض حلقاته الخمس الأولى، لتضمنه معلومات وصفت بأنها خاطئة، على حد قول المنتقدين.

قبل أن أودعكم، أترككم مع هذا الفيديو، للممثل خالد النبوي، الذي يؤدي دور الإمام الشافعي، وهو يتغنى -وبجانبه ممثلة- بأبيات للشاعر السوري حذيفة العربي، على أنها للإمام الشافعي.