وزيرة فرنسية على غلاف مجلة إباحية: المرأة حرة

السياق

جدل كبير أثارته الوزيرة الفرنسبة مارلين شيبا، بظورها على غلاف مجلة بلاي بوي الإباحية، مع مقابلة لها من 12 صفحة، عن حقوق المثليين والمرأة ومزدوجي ومغايري الجنس، وحق المرأة في الإجهاض.

الوزيرة التي تتولى حقيبة الاقتصاد الاجتماعي والجمعيات الفرنسية منذ عام 2017، صُوِّرت على غلاف المجلة بملابسها وهي ترتدي فستانًا أبيض، لكن هذه الخطوة لقيت انتقادات لاذعة، سواء من وزراء في الحكومة، أم من المعارضة وخصومها السياسيين.

 

غضب وزاري

بدورها، قالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، إن قرار شيبا الظهور على غلاف المجلة، لم يكن مناسبًا على الإطلاق، تحديدًا في الوقت الراهن.

يأتي ذلك وسط أزمة كبيرة تعيشها فرنسا، أفضت إلى إضرابات عمالية ومظاهرات حاشدة وأعمال عنف بين الشرطة ومحتجين، اعتراضًا على محاولات ماكرون تغيير سن التقاعد ورفعه من 62 إلى 64 عامًا.

كما انتقدت الناشطة النسوية والنائبة من حزب الخضر ساندرين روسو الوزيرة شيبا، مستنكرة ظهورها في هذا التوقيت الحرج، على الأصعدة السياسية والاجتماعية.

وقالت روسو في تصريح لوسائل إعلام: "للنساء الحق في كشف أجسادهن في أي مكان، ليس عندي مشكلة في ذلك، لكنْ هناك سياق اجتماعي".

ونقلت شبكة سي إن إن، عن مصدر مقرب من رئاسة الوزراء، إن المجلة سحبت صورة شيبا من غلاف المجلة، الذي سيصدر خلال أيام، بعد الجدل الذي أثير بشأنه قائلة: "لم يكن ذلك مناسبًا، خاصة خلال هذه الفترة".

المرشح السابق جان لوك ميلينشون، الذي جاء بالمركز الثالث في الانتخابات الرئاسية لعام 2022، انتقد ظهور شيبا مع بلاي بوي، وكذلك تطرق لانتقاد قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإجراء مقابلة مع مجلة الأطفال، بيف غادجيت.

 

دعم حكومي

لكن الدعم من الحكومة الفرنسية لشيبا جاء على لسان وزير الداخلية جيرالد دارمانين، الذي وصفها -في مقابلة تلفزيونية- بأنها "امرأة ذات شخصية". قائلًا: "أردت أن أقول إن مارلين شيبا سياسية شجاعة لها شخصيتها، وأسلوبها لا يناسبني، لكنني أحترمه".

الوزيرة الفرنسية لم تتجاهل سهام الانتقادات الموجهة إليها، بل دافعت عن نفسها وقرار ظهورها في مجلة بلاي بوي، وكتبت على "تويتر": "أدافع عن حق النساء في أن يفعلن بأجسادهن ما يرغبن به في أي مكان وزمان، في فرنسا، النساء أحرار، سواء أغضب ذلك الرجعيين والمنافقين أم لا".

ودائمًا ما تحل شيبا "40 عامًا" ضيفة على البرامج الحوارية للتلفزيون الفرنسي.

كانت شيبا من المدافعات عن حقوق المرأة منذ فترة طويلة، وكاتبة نسوية، وكذلك تطرقت للكتابة عن قضايا الأمومة وصحة المرأة والحمل والقضايا الجنسية وغيرها، قبل أن تتجه إلى السياسة.

 

التحرش

جاءت شيبا كأول وزيرة للمساواة بين الجنسين في البلاد عام 2017 لتشرع قانونًا جديدًا للتحرش الجنسي، يحظر المطاردة اللفظية ويجرم التحرش في الشوارع، ويسمح بفرض غرامات فورية على الرجال الذين يلمسون النساء أو يضايقوهن ويتابعوهن.

وللوزيرة الفرنسية سابقة في إثارة الجدل، إذ طبعت كتابًا عام 2010 عن النصائح الجنسية "للبدناء"، وهو ما رآه كثيرون من النقاد والقراء كلامًا عاديًا مبتذلًا غير ذات أهمية.

 

"بلاي بوي"

من ناحبته دافع محرر الطبعة الفرنسية من مجلة بلاي بوي، جان كريستوف فلورنتن، عن المجلة وظهور شيبا فيها.

وقال فلورنتن إن شيبا أكثر الوزراء في حكومة ماكرون تماشيًا مع روح العصر، مشيدًا بـ"مواقفها القوية والصريحة الداعمة لحقوق المرأة".

وردًا على الاتهامات التي تتعرض لها المجلة من نشطاء ونسويين، بأنها تسلع جسد المرأة، نفى فلورنتن أن تكون "بلاي بوي" مجلة إباحية، قائلًا: هي كُتيّب قوامه 300 صفحة، يتناول قضايا الفكر وشؤون الموضة".

وأضاف: "رغم أن المجلة تحتوي على قليل من صور نساء عاريات، فإن ذلك لا يمثل أغلبية الصفحات".