قتل 3 مستوطنات وصواريخ متبادلة مع غزة ولبنان...  إسرائيل نحو التصعيد أم التهدئة؟

تصعيد مفاجئ للعنف، بعد هدوء نسبي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ بداية شهر رمضان، ما يشكل تصعيدًا غير مسبوق منذ 2006 على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية

قتل 3 مستوطنات وصواريخ متبادلة مع غزة ولبنان...  إسرائيل نحو التصعيد أم التهدئة؟

السياق

توترات تنذر بموجة عنف جديدة قد تربك المنطقة، بعد اقتحام المسجد الأقصى على المصلين فيه وتكبيلهم، ليأتي الرد على إسرائيل من جنوبي لبنان، بوابل من الصواريخ، في سابقة هي الأولى منذ 2006.

وقالت إسرائيل إنها شنت ضرباتها على غزة، ردًا على إطلاق عشرات الصواريخ على أراضيها، من القطاع وجنوبي لبنان.

وفي الأثناء قُتلت ثلاث إسرائيليات بالرصاص، في هجوم على سيارتهن بالضفة الغربية "المحتلة"، بعدما شنت إسرائيل غارات -قبيل فجر الجمعة- على جنوبي لبنان وغزة، في تصعيد مفاجئ للعنف في المنطقة.

قتل 3 مستوطنات

وأعلن متحدث باسم نجمة داود الحمراء "الصليب الأحمر الإسرائيلي" قتل شابتين في العشرينيات من العمر وثالثة في الأربعينيات".

وقال بيان إن اثنتين من القتلى شقيقتان والثالثة والدتهما.

وأوضح أنهن "من مستوطنة إفرات" جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي -في بيان- أطلِقت النار على سيارة عند مفرق الحمرا شمال غور الأردن، وهي منطقة فيها تجمع استيطاني وتحتلها إسرائيل منذ 1967.

وأضاف أن الجنود "أغلقوا المنطقة وبدأوا ملاحقة المنفذين".

وفي تعليق على الهجوم، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم، إن "المقاومة تضرب  من جديد في الضفة الغربية، رداً على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى والعدوان على المعتكفين".

تصعيد غير مسبوق

ووقع هذا الهجوم، بعد ضربات إسرائيلية على غزة ولبنان، في تصعيد مفاجئ للعنف، بعد هدوء نسبي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني منذ بداية شهر رمضان، ما يشكل تصعيدًا غير مسبوق منذ 2006 على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.

جاء هذا التصعيد في "عيد الفصح اليهودي" وغداة صدامات عنيفة في المسجد الأقصى بالقدس الشرقيّة المحتلّة بين مصلّين فلسطينيّين وقوّات الأمن الإسرائيليّة، توعّدت في أعقابها "فصائل فلسطينيّة" بشنّ هجمات انتقاميّة.

ثمن باهظ

أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو- في ختام اجتماع للحكومة الأمنيّة المصغّرة- أن "ردنا سيجعل الأعداء يدفعون الثمن باهظًا".

وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن يوآف غالانت سيعقد اجتماعًا لتقييم الوضع مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.

وبدأت الغارات على قطاع غزة قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة واستمرت ساعات.

وأكد الجيش الإسرائيلي -في بيان- أنّه قصف ثلاث منشآت تابعة لحركة حماس في منطقة الرشيدية، حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب صور جنوبي لبنان، وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل استهداف الأراضي اللبنانية منذ أبريل 2022.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن "أضرار جزئية" لحقت بمستشفى الدرة للأطفال شرقي مدينة غزة إثر الغارات الإسرائيلية، منددة بقصف "غير مقبول" ولم يعلق الجيش الإسرائيلي ردًا على أسئلة وكالة فرانس برس بهذا الشأن.

وقال الجيش الاسرائيلي الجمعة: "بعد تقييم الوضع الأخير، لم يعد سكان المنطقة المحيطة بقطاع غزة بحاجة إلى البقاء لقرب الملاجئ المخصصة".

وأكد مصدران في "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لـ "فرانس برس" أن الحركتين "أبلغتا مصر والوسطاء بأن الفصائل الفلسطينية ستواصل رد العدوان بإطلاق الصواريخ، إذا واصل الاحتلال الغارات الجوية أو اعتداءاته على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى".

وتابع المصدران: "اتفقت الغرفة المشتركة للفصائل على أنه إذا توقف "العدوان" سوف توقف "فصائل المقاومة" إطلاق الصواريخ، وأن "المقاومة" ملتزمة بقدر التزام الاحتلال".

من جهة أخرى، بدأ القصف على جنوبي لبنان الساعة 01.00  بتوقيت غرينتش، وسمع دوي ثلاثة انفجارات على الأقلّ فجر الجمعة في منطقة صور بالتزامن مع إعلان إسرائيل قصف لبنان ردّاً على إطلاق وابل من الصواريخ الخميس باتّجاه أراضيها أوقعت جريحاً واحدًا وتسببت بأضرار مادّية.

استبعاد حزب الله

وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ التي أطلقت من جنوبي لبنان ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها "نيران فلسطينية وقد يكون من أطلَقَها حماس، وقد يكون الجهاد الإسلامي"، مستبعدًا حزب الله. وقد اتهمت فصائل فلسطينية، وليس حزب الله أكبر قوة سياسية وعسكرية في لبنان، بالوقوف وراءها.

وذكر مصور من وكالة فرانس برس، أن صاروخًا سقط على سطح منزل يعود لمزارعين قرب مخيم الرشيدية، القريب من المنطقة التي أطلقت الصواريخ منها نحو إسرائيل.

وأعلن الجيش اللبناني -صباح الجمعة في بيان- أنه عثر "في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ داخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، ويجرى تفكيكها".

تصعيد العنف

إلى ذلك أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الجمعة، قرارًا باستدعاء عدد غير محدد من قوات الاحتياط، وفق ما أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وقال هاليفي في بيان، عقب اجتماع التقييم الأمني: "الاستدعاء سيركز على وحدات الدفاع الجوي، ونطاق الهجمات الجوية، ما يشمل طياري المقاتلات ومشغلي المسيرات، والفرق الجوية الأخرى".

وبحسب الصحيفة، وجه هاليفي، قوات الجيش الإسرائيلي لتعزيز الدفاعات في المنطقة المركزية، عقب حادثة إطلاق النار بغور الأردن في الضفة الغربية، التي أودت بحياة 3 إسرائيليات.

جاء قرار رئيس الأركان الإسرائيلي، بعد دعوة مفوض الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، المدنيين الإسرائيليين لحمل السلاح، على خلفية العمليات التي نفذها الفلسطينيون مؤخراً.

لا يريدان الحرب

وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة جنوبي لبنان "يونيفيل" في بيان فجر الجمعة، أن الطرفين "لا يريدان الحرب"، داعية إلى التهدئة.

ودعت القوة الدولية التي تنتشر جنوبي البلاد للفصل بين إسرائيل ولبنان إثر نزاعات عدة "كل الأطراف إلى وقف أعمالها"، موضحة في بيان أن "الطرفين قالا إنهما لا يريدان الحرب".

الخارجية اللبنانية

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، إن لبنان يريد الحفاظ على "الهدوء والاستقرار" في الجنوب، داعية الأسرة الدولية إلى "الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد".

وأكد حزب الله -الخميس- دعمه "كلّ الخطوات" التي ستتّخذها الفصائل الفلسطينية ضدّ إسرائيل، ردًّا على أعمال العنف في الأقصى.

وحذر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين في تصريحات وزعها الحزب: "إذا كان الصهاينة يعتقدون أن بإمكانهم أن يدنسوا المسجد الأقصى عليهم أن يعرفوا أن السعي لتحقيق أهدافهم باستهداف المقدسات (...) سوف يلهب المنطقة".

العدوان الإسرائيلي

تزامن القصف من الجنوب اللبناني على شمال إسرائيل، مع زيارة إلى لبنان لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، الذي أكد أن الفصائل الفلسطينية لن تقف "مكتوفة" إزاء "العدوان" الإسرائيلي على الأقصى.

وقد دانت حماس في بيان "بأشد العبارات العدوان الصهيوني السافر على لبنان"، محملة "الكيان الصهيوني وقيادته الفاشية المسؤولية عن تداعيات هذا التصعيد الخطير".

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه "لن يسمح لمنظمة حماس الإرهابية بتنفيذ عمليات انطلاقًا من لبنان" وأنه "يحمل الدولة اللبنانية مسؤولية كل عملية إطلاق نار (على إسرائيل) انطلاقًا من أراضيها".

وتعد بيروت وتل أبيب في حالة حرب رسميًا، فقد شهد لبنان صيف 2006 حرباً دامية بدأت بإقدام حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين. وقُتل خلال الحرب 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.