أغلق فمك... تراشق لفظي بين الكوريتين بعد خطة جريئة من سول لنزع السلاح النووي
قالت كيم يو جونج شقيقة زعيم كوريا الشمالية، إن على رئيس كوريا الجنوبية أن -يغلق فمه- وإن بلادها لن تتعامل مع اقتراح كوري جنوبي يشمل تعزيز اقتصادها مقابل التخلي عن الأسلحة النووية.

السياق
"على رئيس كوريا الجنوبية أن يغلق فمه" كان ذلك الرد الأول لشقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم يو جونج، على خطة كوريا الجنوبية لمساعدة الدولة الشمالية اقتصاديًا، التي تتضمن مساعدة اقتصادية مقابل تخلي بيونج يانج عن الأسلحة النووية.
خطة سول التي وُصفت بالجريئة، عرضها الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يون سيوك-يول لأول مرة في مايو الماضي، وتجاهلتها بيونج يانج، لكنه عاد قبل أيام، وأكد خلال مؤتمر صحفي بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه، أنه مستعد لتقديم مساعدة اقتصادية على مراحل لبيونج يانج، إذا أوقفت تطوير الأسلحة النووية وبدأت التخلي عن السلاح النووي، ليأتي رد الجارة الشمالية قاسيًا أو وقحًا كما وصفته كوريا الجنوبية.
القديم يعاد
ووفقًا للخبراء فإن الخطة المقدمة من سول لم تقدم جديدًا، إذ تشابهت أغلبية بنودها مع مقترحات قدمها رؤساء سابقون لكوريا الجنوبية، وكذلك قدمها الرئيس الأمريكي السابق ترامب، خلال اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون، لذا فإنها تنضم لقائمة طويلة من العروض الفاشلة، التي تتضمن منافع اقتصادية لكوريا الشمالية، مقابل نزع السلاح النووي عنها، الأمر الذي ترفضه بيونج يانج بشدة.
وأجرت كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخي كروز في البحر –الأربعاء- وهو أول اختبار من نوعه منذ شهرين، وهو يوم إعادة رئيس كوريا الجنوبية لمبادرته الاقتصادية.
وتعد هذه المرة الرابعة من إطلاق الصواريخ لكوريا الشمالية، منذ تولي يون سيوك-يول رئاسة الجارة الجنوبية في مايو، وهي المرة الثانية من إطلاق صواريخ كروز هذا العام بعد إطلاقهما في يناير.
ولا يمثل إطلاق صواريخ كروز، انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تحظر أي إطلاق للصواريخ البالستية، لكن صواريخ كروز التي تكون قادرة على الضربات الدقيقة تشكل تهديدًا كبيرًا، وفقا وكالة الأنباء الكورية الجنوبية الرسمية "يونهاب".
مقايضة على الشرف
وقالت كيم يو جونج شقيقة زعيم كوريا الشمالية -الجمعة- إن على رئيس كوريا الجنوبية أن "يغلق فمه" وإن بلادها لن تتعامل مع اقتراح كوري جنوبي يشمل تعزيز اقتصادها مقابل التخلي عن الأسلحة النووية.
وأوضحت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن كيم وصفت الصفقة بأنها مقايضة للتعاون الاقتصادي مقابل شرفهم، وسلاحهم النووي الذي يمثل الحلم والأمل، وأن خطة الرئيس الكوري يون كشفت أنه لا يزال صبيانيًا، رغم أنه قد يطرق الباب بخطة كبيرة في المستقبل لأن "خطته الجريئة" لا تعمل، وأنه من المستبعد الجلوس معه وجهًا لوجه".
لغة وقحة
تصريحات شقيقة الزعيم الكوري الشمالي القاسية لم تمر مرور الكرام على الجارة الجنوبية، وردت عليها سول بشكل جعل الأمر أشبة بمبارزة كلامية وتراشق لفظي بين دولتين جارتين، إذ وصف المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية التصريحات بالوقحة.
وأكد المكتب –الجمعة- أسفه العميق لتصريحات كيم يو جونج، بشأن مبادرة الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول لتحسين اقتصاد كوريا الشمالية، مقابل خطوات لنزع سلاحها النووي.
وأضاف أن المكتب الرئاسي قال إنه من المؤسف للغاية أن تستمر كوريا الشمالية في استخدام لغة وقحة، مع ذكر اسم الرئيس الكوري الجنوبي، واستمرارها في التعبير عن نيتها في تطوير البرنامج النووي مع تشويه مبادرة سول الجريئة، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.
تأثير في السلام
وأوضح أن موقف كوريا الشمالية يؤثر سلبًا فيها وفي السلام بشبه الجزيرة الكورية، ويؤدي فقط إلى تسريع عزلتها على الساحة الدولية، وأن الأمر لا يقتصر على عدم المساعدة في مستقبلها.
وأكد المكتب الرئاسي مواصلة سعيه لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية وتطوير العلاقات بين الدولتين، داعيًا الجارة الشمالية إلى أن تكون حكيمة وتضع اعتبارات دقيقة لذلك.