الاتفاق النووي الإيراني... هل قدَّمت أمريكا تنازلات لإحيائه؟

الرسالة التي أُعطيت للإسرائيليين، أكدت أن الاتفاق لا يبدو وشيكا

الاتفاق النووي الإيراني... هل قدَّمت أمريكا تنازلات لإحيائه؟

ترجمات - السياق

بعد أيام من بدء مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وتواتر أنباء عن المقترح الأوروبي الذي أثير بشأنه الجدل، خاصة أنه تضمن تنازلات لطهران لحثها على الموافقة، بدت إسرائيل -التي تعارض استعادة الاتفاق- قلقة.

وقال موقع أكسيوس الأمريكي، إن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أكدوا أن إدارة بايدن تسعى -في الأيام الأخيرة- إلى طمأنة إسرائيل بأنها لم توافق على تنازلات جديدة مع إيران، وأن الاتفاق النووي ليس وشيكًا.

وأكد الموقع الأمريكي، أنه رغم أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا عدم تقديمهم تنازلات، فإن نظراءهم الإسرائيليين بدوا غير مطمئنين.

وقدمت إيران ردًا رسميًا -هذا الأسبوع- على اقتراح نهائي من الاتحاد الأوروبي، الذي كان يتوسط بين الولايات المتحدة وإيران، ما زاد من التكهنات التي تشير إلى أن الصفقة قد تكون قريبة، وأدى إلى احتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تعارض استعادة الاتفاق النووي لعام 2015.

مخاوف إسرائيلية

وتفاقمت المخاوف الإسرائيلية، لأن البلاد تخوض حملة انتخابية، فإذا تم إعلان اتفاق نووي قبل انتخابات نوفمبر المقبل، فقد يعطي ذخيرة سياسية لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو لاستخدامها ضد رئيس الوزراء يائير لابيد، بحسب موقع أكسيوس الأمريكي.

الأسبوع الماضي، أكد مسؤولو البيت الأبيض لنظرائهم الإسرائيليين أنه رغم المزاعم المتداولة، فإنه لم تكن هناك تنازلات جديدة لإيران، على حد قول المسؤولين الأمريكيين.

لكن -الخميس الماضي- أطلع مسؤولون إسرائيليون كبار المراسلين على أن لابيد أبلغ البيت الأبيض بأن مسودة الاتحاد الأوروبي تتجاوز اتفاق 2015 والخطوط الحمراء لإدارة بايدن.

ويقول «أكسيوس»، إن التقارير الصحفية المتداولة في هذا الشأن فاجأت البيت الأبيض، الذي سعى -الخميس والجمعة- إلى طمأنة الإسرائيليين مرة أخرى بأن إدارة بايدن لم تقدم تنازلات، بل إن إيران أسقطت مطالبتها بإخراج الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية.

إيران تتنازل

تقرير الموقع الأمريكي، أكده مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، في تصريحات لشبكة سي إن إن، مشيرًا إلى أن إيران لم تطالب في ردها الذي أرسلته –الاثنين- على اقترح الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية.

وأضاف المسؤول الأمريكي، أن الإيرانيين أسقطوا أيضًا مطالب تتعلق بشطب العديد من الشركات المرتبطة بالحرس الثوري، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان حازمًا وثابتًا على أنه لن يزيل التصنيف الإرهابي عن الحرس الثوري الإيراني.

تقديم التنازلات لم يكن أوروبيًا وأمريكيًا فحسب، بل كانت طهران على الجهة المقابلة، بعد أن تخلت رسميًا عن «خط أحمر» رئيس كان نقطة شائكة أساسية في الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، بحسب شبكة سي إن إن.

اتفاق غير وشيك

يأتي ذلك بينما قال مسؤول أمريكي ثان لموقع «أكسيوس»، إن الاتفاق قد يكون أقرب مما كان عليه قبل أسبوعين، لكن النتيجة لا تزال غير مؤكدة مع استمرار بعض الفجوات، مشيرًا إلى أن الرسالة التي أُعطيت للإسرائيليين، أكدت أن الاتفاق لا يبدو وشيكا.

وأكد المسؤولون الإسرائيليون أنه كان هناك حوار مكثف مع الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، وأنه في حين ظلت معظم المناقشات خلف الأبواب المغلقة وأصبحت أكثر صعوبة، كان الهدف من المؤتمر الصحفي التأكد من أن البيت الأبيض يفهم جدية مخاوف إسرائيل.

مباحثات ثنائية

سيلتقي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا، نظيره في البيت الأبيض جيك سوليفان في واشنطن -الثلاثاء- بينما يتوقع المسؤولون الإسرائيليون المزيد من المناقشات الصعبة، بحسب أحد المسؤولين الإسرائيليين الذي أضاف: «لسنا مطمئنين. نحن قلقون للغاية».

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنه رغم أن المناقشات مع الولايات المتحدة بشأن إيران أصبحت أكثر صرامة، فإن لابيد لا ينوي شن حملة عامة ضد بايدن بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير: «سياستنا عدم التوصل إلى مواجهة علنية مع الولايات المتحدة، مثل تلك التي حدثت عام 2015. لن ندمر العلاقة مع إدارة بايدن مثلما فعل نتنياهو مع أوباما».

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون: «نجري محادثات مكثفة ومتواصلة مع إسرائيل بشأن إيران. وسيأتي مستشار الأمن القومي هولاتا الأسبوع المقبل إلى واشنطن. لا يوجد داعم لأمن إسرائيل أكبر من الرئيس بايدن ».

ويقول «أكسيوس»: رغم أن الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية معارضة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، فإن العديد من كبار مسؤولي الدفاع والاستخبارات الحاليين والسابقين يفكرون بشكل مختلف.

خيار عسكري

وقال الرئيس الحالي للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال أهارون حليفا، لمجلس الوزراء الأمني ​​ مرات عدة في الأشهر الأخيرة، إن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 سيخدم مصالح إسرائيل، بينما قال وزير الدفاع بيني غانتس -في جلسات خاصة- إن المأزق الحالي مع إيران أسوأ من العودة إلى الصفقة.

وكتب رئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال المتقاعد تامير هايمان، على «تويتر»: الصفقة التي تجرى مناقشتها سيئة، لكنها لا تزال ضرورية لدحر برنامج إيران النووي وإتاحة الوقت لإعداد خيار عسكري.

ويقول «أكسيوس»: لا يزال البيت الأبيض ووزارة الخارجية يراجعان ويدرسان الرد الإيراني على مسودة اتفاقية الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أنه ليس من الواضح متى ستقدم الولايات المتحدة ردها سرًا وعلانية.