الحرب تشتعل بين إيلون ماسك وتويتر.. من يكسب المعركة القضائية؟ 

من المقرر إجراء محاكمة في هذه المسألة، في أكتوبر المقبل، ولمدة خمسة أيام.

الحرب تشتعل بين إيلون ماسك وتويتر.. من يكسب المعركة القضائية؟ 
إيلون ماسك

ترجمات - السياق

رغم مرور أشهر على شراء الملياردير الأمريكي إيلون ماسك شركة تويتر، في صفقة قدرت قيمتها بـ44 مليار دولار، وتراجعه عنها قبل شهر، فإن الصفقة المتعثرة أخذت بُعدًا قانونيًا، بعد أن تبادل طرفاها الدعاوى القضائية.

فبينما تسعى شركة تويتر إلى الحصول على سجلات العديد من الدائرة المقربة من المستثمرين والأصدقاء والداعمين الماليين للملياردير إيلون ماسك، لبناء قضيتها ضد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، تحوي الدعوى المضادة التي رفعها إيلون ماسك على «تويتر» ادعاءات قوية بأساليب مواقع التواصل الاجتماعي لفرز حسابات الروبوت والبريد العشوائي، إضافة إلى الحسابات التي تحقق أرباحًا من الإعلانات، ما يعزز الاستراتيجية التي يستخدمها الملياردير لمحاولة التراجع عن الصفقة.

وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن ماسك يتهم في دعواه ضد موقع التواصل الاجتماعي، التي حصلت على نسخة منها، شركة تويتر بتضليل فريقه، بشأن قاعدتها الإعلانية الحقيقية، ما يشكل سببًا له للتراجع عن موافقته على شراء عملاق التواصل الاجتماعي.

ويجادل ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا للسيارات الكهربائية، بأنه عندما تعلم المزيد عن العملية التي يستخدمها «تويتر» لتحديد مصداقية الحسابات، أصبح قلقًا بشكل متزايد، لدرجة أنه لم يعد قادرًا على تنفيذ الصفقة.

وفي حديثه بالاجتماع السنوي للمساهمين في «تسلا» الخميس، امتنع ماسك عن التعليق على الدعوى القضائية على وجه التحديد، لكنه كرر اهتمامه بإدارة «تويتر» أو شركة مثلها.

وقال أغنى رجل في العالم، الذي كثيرًا ما ينشر أفكاره عبر «تويتر»: «أفهم المنتج جيدًا، لذا أعتقد أن لديّ فكرة جيدة عن المكان الذي يجب توجيه الفريق الهندسي إليه باستخدام تويتر، لجعله أفضل بشكل جذري»، مشيرًا إلى أن ذلك الأمر سيكون مفيدًا جدًا للعالم.

دعاوى مضادة

ورغم ذلك، فإن «واشنطن بوست»، قالت إن ماسك يريد الخروج من الصفقة التي أبرمها لشراء الموقع في أبريل الماضي، مشيرة إلى أن قطب التكنولوجيا يدعي -في الدعوى المضادة- الاحتيال وخرق العقد وانتهاك قانون تكساس للأوراق المالية.

ويجادل محامو ماسك بأنه بينما يروِّج «تويتر» لوجود 238 مليون مستخدم نشط يوميًا، فإن الذين يشاهدون الإعلانات بالفعل أقل بـ 65 مليونًا، علاوة على ذلك، يجادلون بأن أغلبية الإعلانات تظهر فقط لأقل من 16 مليون مستخدم، وهو ما يمثل أقل من 7% من عدد المستخدمين الذين يزعم «تويتر» أنهم يمكن أن يكون سبب أرباح الشركة من خلال مشاهدة الإعلانات.

ويسعى ماسك إلى الحصول على تصريح بأن ما كشفه عن مدى انتشار البريد العشوائي والروبوتات في الخدمة، يشكل تأثيرًا سلبيًا جوهريًا، وتغييرًا كبيرًا يؤثر في القيمة الأساسية للشركة، ما يجعله أقل قيمة بكثير ويسمح له بالتراجع عن الصفقة، وفقًا للوثيقة.

وزعمت الدعوى المضادة، أن «تويتر» لعب لعبة الغميضة التي استمرت أشهرًا لمحاولة نفاد الوقت»، مطالبًا بتعويضات غير محددة.

وقدَّمت شركة تويتر –الخميس- سلسلة من الطعون في الدعوى المضادة -وهي الأحدث في أسابيع من الجدل القانوني المرير- التي أعاقت تقديم ماسك، بينما جادلت الشركة بأن ماسك كان ينتقي الأرقام ويصف كيفية عمل نظام الإعلانات عبر الإنترنت.

البريد العشوائي

على سبيل المثال، قالت الشركة إن الخبير الأولي لماسك يقدر أن أرقام البريد العشوائي على «تويتر» هي على الأقل ضعف ما ادعت الشبكة الاجتماعية أنه مشتق من البيانات الخاطئة، مشيرة إلى أن فريق ماسك اعتمد على تطبيق إنترنت عام يسمى «بوتو ميتر» يطبق معايير مختلفة لحساب الروبوتات مقارنةً بتطبيق «تويتر» «الذي حدد في وقت سابق من هذا العام ماسك نفسه على أنه من المحتمل جدًا أن يكون روبوتًا» وفقًا للوثيقة القانونية.

وقالت شركة تويتر: «المزاعم... محاولة من ماسك لتشويه البيانات الواردة منها لرعاية استنتاجات جامحة عن mDAU على تويتر، ما يعكس جهوده الواضحة وغير الملائمة لاستخدام هذا التقاضي لتقويض أعمال تويتر». كما انتقد رئيس مجلس إدارة تويتر بريت تايلور –الخميس- مزاعم ماسك.

ادعاءات غير دقيقة

وقال تايلور في تغريدة: «ادعاءاته غير دقيقة من الناحية الواقعية، وغير كافية من الناحية القانونية، وغير ذات صلة من الناحية التجارية (...) نتطلع إلى المحاكمة في ديلاوير».

وتذهب ادعاءات ماسك في الدعوى المضادة -ودحض "تويتر"- إلى أبعد من ذي قبل في النزاع القانوني المتصاعد، لكنهم أيضًا يكررون إلى حد كبير مخاوف ماسك مما يزعم أنها تحريفات للدرجة التي تنتشر بها الرسائل غير المرغوب فيها "والبوتات" على منصة تويتر، وتؤثر سلبًا في استخدام الأشخاص للخدمة.

وفي 8 أبريل الماضي، وفقًا للدعوى المضادة، أرسل ماسك رسالة نصية إلى الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، عن انتشار التغريدات الاحتيالية على الموقع، وأرسل لقطة شاشة من الرسائل العشوائية الظاهرة، قائلًا، وفقًا لنسخة من تبادل النص في الدعوى: «لقد سئمت أشياء مثل هذه».

ويخوض ماسك و"تويتر" معركة قضائية بشأن محاولته شراء الموقع بـ 44 مليار دولار، وهو السعر الذي وافق عليه قطب التكنولوجيا في 25 أبريل الماضي قبل إعلان إنهاء الصفقة في 8 يوليو المنصرم.

ورفعت شركة تويتر دعوى قضائية ضد ماسك في 12 يوليو الماضي، في محاولة لإجبار عملية الاندماج على المضي قدمًا، بحجة أن ماسك انتهك التزامه بشراء الشركة.

موعد المحاكمة

من المقرر إجراء محاكمة في هذه المسألة، في أكتوبر المقبل، ولمدة خمسة أيام.

بينما أصدرت شركة تويتر سلسلة من مذكرات الاستدعاء للبنوك وشركاء إيلون ماسك، في محاولة لكشف المعلومات المتعلقة بالصفقة.

وأمضى ماسك أسابيع في التعبير عن قلقه من نسبة الرسائل غير المرغوب فيها أو الحسابات المزيفة على الموقع الإلكتروني. وتزامنت مخاوفه مع الضغوط الاقتصادية عبر صناعة التكنولوجيا، وانخفاض قيمة سهم تسلا، الذي قلل بشكل كبير من صافي ثروته.

وقال "تويتر" -على مدى سنوات- إن حسابات البريد العشوائي والبوت تشكل أقل من 5 بالمئة من عدد المستخدمين النشطين يوميًا في الشركة المؤهلين لمشاهدة الإعلانات، مشيرًا إلى أن عدد المستخدمين النشطين يوميًا بلغ  238 مليونًا، وفقًا للوثائق المنشورة الخميس.

وأصدر كلا الجانبين أيضًا سلسلة من مذكرات الاستدعاء واسعة النطاق للأطراف المالية المشاركة في الصفقة، وكذلك لأعضاء الدائرة الاجتماعية لماسك، بما في ذلك مستثمر تحدث في ميامي حيث ناقش ماسك قضية الروبوتات.

وصدرت مذكرات الاستدعاء من جانب "تويتر" إلى بنكي Credit Suisse و Morgan Stanley، وكذلك إلى شركاء ماسك، بمن في ذلك المستثمران Joe Lonsdale و David Sacks . كما استدعى "تويتر" فريق ماسك القانوني.