النقّاش الموهوب... مقطع فيديو جعل شابًا حديث مواقع التواصل الاجتماعي في مصر

المقطع المتداول يعود إلى عام ونصف العام، حيث كان يعمل الشاب أحمد سالم في مدينة دبي بالإمارات

النقّاش الموهوب... مقطع فيديو جعل شابًا حديث مواقع التواصل الاجتماعي في مصر
أحمد سالم

السياق

بصوت عذب أسر القلوب، وبمهنة شاقة ترك في النفوس علامة، وبأحرف من ذهب سطر اسمه في سجلات بلد الفنون، ليكون المصريون على موعد مع بزوغ فجر فنان جديد، تفجرت موهبته من ينابيع النيل.

فشدوه «بكرة يا حبيبي» للفنانة الجزائرية وردة، جعله حديث الساعة في مصر، طوال اليومين الماضيين، ليكون الشاب أحمد سالم (32 عامًا) على موعد مع تغيير جذري في حياته، بعد أن نال إشادات واسعة من مغرِّدي مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفنانين والسياسيين.

قصة فيديو

رواد مواقع التواصل الاجتماعى تداولوا مقطع فيديو لشاب يعمل في مهنة النقاشة، يغرِّد بصوته العذب أغنية «بكرة يا حبيبى» للفنانة وردة، وفور انتشار المقطع نال إشادات واسعة، ومطالبات بضرورة تبني هذه الموهبة، التي وصفوها بأنها «نادرة».

ورغم أن المقطع المتداول يعود إلى عام ونصف العام، حيث كان يعمل الشاب أحمد سالم في مدينة دبي بالإمارات، فإنه انتشر كالنار في الهشيم، ونال استحسان الكثيرين.

وعن ذلك المقطع، يقول الشاب أحمد سالم، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إنه ظل سنوات يشدو أثناء عمله، ويصوِّر بعض المقاطع وينشرها على «يوتيوب» و«فيسبوك» من دون جدوى، إلا أن الصدفة البحتة كانت سبيله إلى الشهرة.

وأشار الشاب المصري، إلى أن شاعرًا محليًا يدعى عمر حسن أبدى أعجابه بصوته، حين شاهد مقطع الفيديو، فقرر نشره على صفحته في «فيسبوك»، ليكون نقطة التحول في حياته، من نقّاش إلى مشروع فنان.

وما إن انتشر المقطع، حتى أبدى الملحن والفنان المصري رامي جمال إعجابه به، قائلًا: «أنا عاوز حد يوصلني بالراجل الجميل الجدع ده أبو صوت مسمعتوش من زمان ضروري ضروري».

وعن تلك التدوينة، قال الشاب أحمد سالم، إن الفنان رامي جمال تواصل معه عبر «واتساب»، إلا أنه ظنها في البداية مزحة، فطالبه بإرسال مقطع بصوته للتأكد، وهو ما استجاب له الأخير ووعده بمد يد المساعدة، واتفقا على اللقاء للاتفاق على عمل فني.

بدايات الغناء

وعن بداياته في الغناء، قال أحمد سالم، إنه بدأ منذ قرابة 20 عامًا، مشيرًا إلى أن أول ظهور له أمام عدد كبير من الناس، كان في حفل زفاف أحد أصدقائه بمحافظة كفر الشيخ شمالي القاهرة، إلا أن والده رفض تكرار التجربة، أو أن يمتهن نجله الغناء.

وأشار إلى أنه كان يعمل منذ الصغر مع والده في مهنة النقاشة، إلا أنه كان يهوي الغناء لفناني الزمن الجميل -كما يطلق عليهم في مصر- بينهم عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ووردة.

وبينما قال إنه نال دعمًا كبيرًا من أصدقائه وإخوته، نصحه شقيقه الأصغر بعمل مقاطع فيديو وبثها على «يوتيوب» و«تيك توك» اللذين يجدان رواجًا بين المصريين، في محاولة لإيصال صوته للجميع.

ورغم عمله ومحبته للغناء، فإنه لم يهمل تعليمه، فواصل الدراسة حتى حصل على «دبلوم زراعة» (شهادة متوسطة)، مشيرًا إلى أنه يقيم حاليًا بمدينة زفتى بمحافظة الغربية شمالي القاهرة، ومتزوج ولديه طفلان.

وبينما عبَّـر عن أمنياته في احتراف الغناء، تساءل: «هل تتحول حياتي من نقاش إلى مطرب أم أبقى كما أنا في عملي الذي ورثته عن الآباء والأجداد؟».

إشادات عارمة

مقطع الفيديو الذي تداوله مغرِّدو مواقع التواصل الاجتماعي نال إشادات كبيرة، من فنانين وسياسيين، وسط مطالبات بضرورة تبني سياسة لاكتشاف المواهب في بلد الفنون.

وأشادت الفنانة المصرية نجلاء بدر بمقطع الفيديو الذي أعادت نشره، معلقة عليه، بقولها: «رهييييب»، بينما نشر السيناريست تامر حبيب المقطع أيضا معلقًا عليه بقوله: «الراجل ده عظيييم».

ولم يكن الوسط الفني وحده من أشاد بأداء الشاب، بل إن عدوى الإعجاب بالمقطع وصلت إلى الوسط السياسي، خاصة بعد أن تفاعل علاء مبارك نجل الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، معه.

ونشر نجل مبارك، عبر «تويتر» مقطع الفيديو، قائلًا: «ما شاء الله صوت من أجمل الأصوات، مالوش حل».

وتابع علاء مبارك: «أجمل من أصوات كثيرة موجودة الآن على الساحة... بصراحة مايتسابش، أتمنى لك كل التوفيق».