الحوار مع السعودية وتطورات الاتفاق النووي... إيران تكشف موقفها من قضايا مهمة
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن بلاده ستخطو خطوات إيجابية في المستقبل، مشيرًا إلى أن العلاقات بين إيران ودول المنطقة تسير نحو الأفضل

السياق
مغازلة السعودية والعزف على وتر تركيا وتهديد أمريكا، محاور عدة تناولها المؤتمر الصحفي الأسبوعي لوزارة الخارجية الإيرانية، كشفت فيه عن جديد الاتفاق النووي «المتعثر».
فالمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، قال في مؤتمر صحفي –الاثنين- إن الحوار الإيراني السعودي يبحث الملفات الثنائية، مشيرًا إلى أنه لا علاقة له بمحادثات الاتفاق النووي.
تعاون الرياض وطهران
وأوضح كنعاني، أن محادثات بلاده مع الرياض كانت جيدة، «فاتخذنا خطوات مهمة وهناك إرادة سياسية لإعادة العلاقات»، مؤكدًا أن التعاون بين طهران والرياض يصب في صالح تثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط.
وبينما وصف الأجواء في المنطقة بأنها «إيجابية»، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن بلاده ستخطو خطوات إيجابية في المستقبل، مشيرًا إلى أن العلاقات بين إيران ودول المنطقة تسير نحو الأفضل.
وعقدت 5 جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين بالعراق، الذي يشترك في الحدود مع البلدين، في الأشهر الخمسة الأخيرة، قال عنها رئيس حكومة العراق مصطفى الكاظمي، إنه مقتنع بأن «التفاهم بات قريبًا» بين الرياض وطهران.
كان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أبو الفضل عمويي، قال في تصريحات صحفية -قبل يومين- إن الحوار مع السعودية وصل إلى مرحلة إعادة العلاقات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن أن الحوار مع الرياض يشكل أرضية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها.
ومن السعودية إلى تركيا، كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على موعد مع تصريحات وُصفت بـ«الودية» تجاه أنقرة، قائلًا إن تركيا غيرت سياساتها تجاه التطورات السورية، مشيرًا إلى أن تصريحاتها الأخيرة مشجعة ونأمل أن نشهد خطوات عملية في المستقبل وتكون هناك علاقات بناءة بينهما.
ترميم العلاقات
وأضاف الدبلوماسي الإيراني: نأمل أن نشهد إعادة ترميم للعلاقات بين أنقرة ودمشق، بما يخدم مصلحة الشعبين والاستقرار في المنطقة، موضحًا أنه من الأفضل لتركيا تصحيح نظرتها في ما يتعلق بالقضية السورية.
لم تكن التصريحات الإيرانية هادئة، بل إنها نكأت جرح قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، متعهدة بالانتقام من قاتليه، وأن قتله ليس مسألة للتفاوض.
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية، على الشائعات التي تثار بأن الولايات المتحدة اشترطت تخلي إيران عن الثأر لقاسم سليماني، لتنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة، قائلاً: "موقف طهران من اغتيال سليماني واضح، ولن ننساه حكومةً وشعبًا".
وأضاف أن اغتيال سليماني لن يكون قابلًا للمصالحة والتسوية، مشيرًا إلى أن إيران ستستخدم كل إمكاناتها لمحاكمة قتلة سليماني ورفاقه في محكمة العدل الدولية، مؤكدًا أن هذا الأمر لا علاقة له بالمفاوضات النووية.
ورغم ذلك فإن متحدث الخارجية الإيراني عاد إلى اللهجة الدبلوماسية، حينما تطرق إلى أزمة تبادل السجناء مع أمريكا، مجددًا استعداد إيران لإتمام صفقة لتبادل السجناء مع واشنطن خارج إطار المفاوضات النووية، قائلًا:" لن نرهن قضية السجناء ومصيرهم بمفاوضات فيينا".
وأشار إلى أن بلاده ناقشت -بشكل غير مباشر- مع أمريكا تبادل السجناء خارج إطار الاتفاق النووي، وبينما أكد إمكانية تنفيذ التبادل، اتهم واشنطن بالتقاعس.
مفاوضات فيينا
وردًا على تطورات مفاوضات فيينا، قال كنعاني إن الموضوعات المتبقية في المفاوضات قليلة، لكنها مهمة ويجب الاتفاق عليها، مؤكدًا أن بلاده لن تتراجع عن حقوقها القانونية في ما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن طهران تريد اتفاقًا يرضي الشعب الإيراني ويحفظ مصالحها العليا، قائلًا: إذا كانت طهران تحتاج التوصل لاتفاق فإن الأوروبيين والولايات المتحدة بحاجة إليه أكثر.
متحدث الخارجية أكد أن إيران لم تتلق -حتى الآن- الرد الأمريكي على المقترح الأوروبي الذي ردت عليه طهران، موضحًا أنه يمكن الانتقال للمرحلة المقبلة من المفاوضات، إذا تصرفت واشنطن بمسؤولية واتخذت قرارها.
وبينما قال إن التسويف الأمريكي والصمت الأوروبي وضغوط المتطرفين جعلت المفاوضات استنزافية، شدد على أن بلاده لن تتراجع عن خطوطها الحمراء، ولن ترهن اقتصادها بالمفاوضات النووية والمماطلة الأمريكية، على حد قوله.
متحدث الخارجية الإيرانية اتهم واشنطن بالمماطلة في الرد على مقترحات طهران، مؤكدًا أنها المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات.
وأضاف: لقد كانت لإيران مشاركة جادة وبنّاءة وفاعلة في جولات المفاوضات الماضية والأخيرة، وردت في الوقت المناسب علی مقترح الجانب الأوروبي، الذي يقوم بدور الوسيط في المفاوضات، موضحًا أن هذا الاقتراح كان مبتكراً وأظهر المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق، لكن واشنطن تماطل في الرد على مقترحاتنا وهي المسؤولة عن الوضع الحالي في المفاوضات.
وعن موقف إيران من تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي بشأن انتقاد الاتفاق النووي، قال إن من مصلحة الحكومة الأمريكية دفع عملية المفاوضات إلی الأمام على أساس المصالح الوطنية للولايات المتحدة.
تقدم نسبي
واتهم إسرائيل بأن لها دورًا وصفه بـ«المخرب» في المفاوضات النووية، مشيرًا إلى أن بلاده أحرزت تقدمًا جيدًا نسبيًا حتى اليوم في المفاوضات، لكن يجب الاتفاق على القضايا المتعلقة بالتفاوض، وإلى أن يتم التوصل إلى اتفاق، لا يمكن أن نقول إننا توصلنا إليه ونحكم مسبقًا على المرحلة التالية، أو نرحب بها.
وبعد أيام من بدء مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، وتواتر أنباء عن المقترح الأوروبي الذي أثير بشأنه الجدل، خاصة أنه تضمن تنازلات لطهران لحثها على الموافقة، بدت إسرائيل -التي تعارض استعادة الاتفاق- قلقة.
وقال موقع أكسيوس الأمريكي في تقرير ترجمته «السياق»، إن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أكدوا أن إدارة بايدن سعت -في الأيام الأخيرة- إلى طمأنة إسرائيل بأنها لم توافق على تنازلات جديدة مع إيران، وأن الاتفاق النووي ليس وشيكًا.
وأكد الموقع الأمريكي، أنه رغم أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا عدم تقديمهم تنازلات، فإن نظراءهم الإسرائيليين بدوا غير مطمئنين.
وقدمت إيران ردًا رسميًا -هذا الأسبوع- على اقتراح نهائي من الاتحاد الأوروبي، الذي كان يتوسط بين الولايات المتحدة وإيران، ما زاد من التكهنات التي تشير إلى أن الصفقة قد تكون قريبة، وأدى إلى احتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تعارض استعادة الاتفاق النووي لعام 2015.
مخاوف إسرائيلية
وتفاقمت المخاوف الإسرائيلية، لأن البلاد تخوض حملة انتخابية، فإذا تم الإعلان عن اتفاق نووي قبل انتخابات نوفمبر المقبل، فقد يعطي ذخيرة سياسية لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو لاستخدامها ضد رئيس الوزراء يائير لابيد، بحسب موقع أكسيوس الأمريكي.