الروس يتعهدون بضرب أوكرانيا بعد وفاة ابنة حليف بوتين في سيارة مفخخة

مسؤولون في كييف ينفون أي صلة بقتل داريا دوغين ويحذرون من زيادة الهجمات الروسية

الروس يتعهدون بضرب أوكرانيا بعد وفاة ابنة حليف بوتين في سيارة مفخخة
داريا دوغين ووالدها

ترجمات - السياق
تعهد مسؤولون مرتبطون بالكرملين بضرب أوكرانيا، حيث ألقت روسيا باللوم على كييف في هجوم بسيارة ملغومة بموسكو أسفر عن قتل ابنة منظّر بارز مؤيد للحرب، في أول هجوم بالعاصمة الروسية منذ بدء الحرب.
 ونفى المسؤولون الأوكرانيون أن تكون لهم أي صلة بقتل داريا دورجين، لكنهم يحذرون من زيادة الهجمات الروسية بالتزامن مع يوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس، الذي يصادف أيضًا مرور ستة أشهر على بدء الحرب، بحسب صحيفة الغارديان.
 وقال فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، في خطابه المنتظم عبر الفيديو: "يجب أن ندرك أن روسيا قد تحاول -هذا الأسبوع- القيام بشيء سيئ بشكل خاص، شيء قاسٍ، هذا هو عدونا".
وقالت القيادة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا إنها شاهدت سفنًا حربية روسية جديدة تحمل صواريخ تصل إلى البحر الأسود الأسبوع الماضي.
 كما أمرت سلطات مدينة خاركيف -شمالي أوكرانيا- بحظر التجول 36 ساعة، كما تم حظر التجمعات الجماهيرية في كييف.
وقُتلت دوجينا أثناء عودتها إلى وسط موسكو في سيارة تويوتا لاند كروزر من مهرجان أدبي وفني في ضواحي المدينة حيث كان والدها، الفيلسوف القومي المتطرف البارز ألكسندر دوغين، يتحدث.
من المحتمل أن يكون دوجين، الذي أطلق عليه "عقل بوتين" وكان قريبًا من الكرملين، الهدف المقصود. وكان من المفترض أن يقود سيارته إلى موسكو مع ابنته، لكنه قرر -في اللحظة الأخيرة- العودة في سيارة أخرى.
وأظهر مقطع فيديو -تم تصويره فور انفجار القنبلة- دوغين وهو يمسك رأسه بيديه في حالة صدمة وهو يحدق في الحطام المحترق، وتناثر الأنقاض عبر الطريق.
وقال المحققون الروس إن دوجين، 29 عامًا، توفيت على الفور "جراء عبوة ناسفة وُضعت تحت الجزء السفلي من السيارة على جانب السائق".
كانت دوجين صحفية برزت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد نقلت الأحداث من ماريوبول جنوبي أوكرانيا، حيث قاوم الجنود الأوكرانيون في مصانع الصلب بالمدينة الهجمات الروسية أسابيع.
وكانت أيضًا منتظمة في الرحلات التي نظمتها الحكومة الروسية إلى دونباس، التي يسيطر عليها المتمردون شرقي أوكرانيا.
الشهر الماضي، عاقبت الحكومة البريطانية دوجين لأنها "تسهم بشكل متكرر وكبير في التضليل في ما يتعلق بأوكرانيا".
كانت دوجين من أشد المؤيدين لوالدها، الذي ربما يكون أبرز مفكر قومي متطرف في روسيا، حيث يؤيد حكم الكرملين على دولة أخرى، ودعا إلى تدمير أوكرانيا.
وفي أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، شجع دوجين الكرملين على "قتل الأوكرانيين"، واحتفل بغزو بوتين الشامل في فبراير.
 وتساءل المحللون عن تأثير دوجين في السياسة الخارجية العدوانية للكرملين، لكنه مع ذلك شخصية مهمة للقومية السلافية المتشددة.
 وكانت ابنته تردد نغمات والدها العدوانية، خلال ظهورها عبر التلفزيون الروسي، كما دعت بانتظام إلى تدمير أوكرانيا حيث قالت:"لقد بدأنا هذه العملية الخاصة بدقة وحذر شديد، لكننا بحاجة إلى أن نكون أكثر صرامة وأقل تسامحًا. نحن بحاجة إلى المزيد من المحاكم التي ستحقق في جرائم هؤلاء الأشخاص".
 ولم تعلق الحكومة الروسية على الحادث، لكن المروِّجين للرواية الروسية للأحداث اتهموا أوكرانيا بالهجوم، حتى قبل أن ينتهي المحققون من انتشال الأنقاض.
وقالت مارجريتا سيمونيان، أحد خبراء التلفزيون المفضلين لدى فلاديمير بوتين، إن الضربات الصاروخية يجب أن تستهدف "مراكز صنع القرار" في أوكرانيا.
 في غضون ذلك، قالت قناة Tsargrad TV، وهي شبكة التلفزيون الروسية الأرثوذكسية والقومية، حيث يعمل دوجين محررًا وكانت ابنته معلقة فيها: "كييف يجب أن تهتز" من ضربات الصواريخ.
 لكن في كييف، نفت الحكومة الأوكرانية أن تكون لها أي علاقة بقتل دوجين.  
وقال ميخايلو بودولياك، أحد كبار مستشاري الرئاسة: "لسنا دولة إجرامية، مثل روسيا الاتحادية، علاوة على ذلك، لسنا دولة إرهابية".
واحتفل الأوكرانيون، في الفترة التي سبقت عيد الاستقلال، بفحص عشرات الدبابات الروسية الصدئة والمكسورة، التي سحبها الجيش الأوكراني إلى وسط كييف، وهو مشهد من المرجح أن يزعج بوتين، الذي كان يتوقع الاستيلاء على المدينة في غضون أيام.
 وضربت صواريخ روسية -الأحد أيضًا- أوديسا، المدينة الساحلية الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، التي تعد حيوية للخطة التي تنظمها الأمم المتحدة لتصدير الحبوب من أوكرانيا.
وقالت القيادة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا إن خمسة صواريخ كروز أطلقت من منطقة البحر الأسود.  
وأضافت أن أنظمة دفاعها الجوي أسقطت صاروخين لكن الثلاثة أصابت بنية تحتية للحبوب، مشيرة إلى أن روسيا قصفت مواقع ذخيرة. 
ولا يزال القلق الدولي يتركز على محطة الطاقة النووية زابوريزهزيا، وهي الأكبر في أوروبا، التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب.
واتهم الجانبان بعضهما بقصف محطة الكهرباء، وحذر المسؤولون الأوكرانيون من أن روسيا قد تخطط لشن هجوم كاذب لتبرير تكثيف هجماتها.
 قال حاكم بلدة نيكوبول الأوكراني –الأحد- إن 25 قذيفة روسية على الأقل أصابت البلدة الواقعة عبر نهر دنيبرو من محطة زابوريزهجيا للطاقة النووية، ما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن ثلاثة آلاف شخص