مصر وإسرائيل... هل تمر العلاقات بأزمة؟

تصريحات غانتس تأتي بعد يوم من زيارة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك رونين بار إلى القاهرة، ولقائه رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل.

مصر وإسرائيل... هل تمر العلاقات بأزمة؟
وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس

السياق
أيام مرت على التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة، واستهدافها بالقصف الجوي والمدفعية الثقيلة، مواقع لحركة الجهاد الإسلامي، ما أسفر عن قتل 44 فلسطينيًا بينهم 15 طفلًا، كذلك اغتيال إبراهيم النابلسي، قائد كتائب "شهداء الأقصى" في نابلس شمالي الضفة الغربية.
من جانبها ردت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق مئات الصواريخ، قبل أن يتوصلوا لهدنة بوساطة مصرية.
الوساطة المصرية بين تل أبيب وحركة الجهاد، التي أشادت بها واشنطن، وأثنت على دور القاهرة فيها، تزامنت معها تقارير صحفية أشارت إلى توترات بين مصر وإسرائيل.
وأكدت تلك التقارير أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد خفض التوترات في الضفة الغربية، إلا أن قتلها النابلسي بالضفة الغربية بعد ذلك أثار غضب القاهرة.
ما نُشر -قبل أيام- في التقارير الصحفية، أكده اليوم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عما سماها "أزمة في العلاقات" بين القاهرة وتل أبيب.
وصرح غانتس بأن العلاقات المصرية الإسرائيلية تمر بأزمة على خلفية "التوتر" الأخير مع قطاع غزة، حسبما نقلت هيئة البث الإسرائيلي. 
وأكد غانتس أن "مصر تعد أكبر الأصدقاء لإسرائيل، وتلعب دورًا محوريًا في المنطقة"، مضيفًا أن "الطرفين سيجدان طريقة لإعادة الاستقرار".
تصريحات غانتس تأتي بعد يوم من زيارة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار إلى القاهرة، ولقائه رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، حسبما ذكر موقع "واي نت" الإسرائيلي 
وذلك -وفق الموقع- في محاولة لتهدئة التوترات بين البلدين، بعدما اتهمت القاهرة تل أبيب بعدم الالتزام بشروط الهدنة.
وقالت صحيفة هارتس العبرية: "في الوقت الذي تحدث فيه السيسي مع لابيد، كانت هناك عملية أخرى في الطريق للتنفيذ، تستهدف المطارد إبراهيم النابلسي"، إذ تم اغتياله، بعد حصاره في أحد المنازل بنابلس والاشتباك معه.
التصعيد الأخير في غزة وما صحبه من توترات، يعد الاختبار الأول بين القادة المصرية ونظيرتها الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء الجديد يائير لابيد، الذي خلف نفتالي بينيت، إثر فشل حكومة الأخير في الصمود، بعدما صوَّت الكنيست الإسرائيلي على حل البرلمان والتوجه لانتخابات مبكرة.
لابيد كان وزيرًا للخارجية في حكومة بينيت، التي ازدهرت -في فترة رئاسته القصيرة- علاقة بلاده بمصر ووصلت إلى مراحل متقدمة غير مسبوقة، إذ تم فيها إعلان اتفاق على تسيير خط طيران مباشر بين تل أبيب وشرم الشيخ.
كان بينيت أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور مصر رسمياً، منذ إطاحة الرئيس السابق حسني مبارك، قبل نحو عقد من الزمان
وعقد لقاء قمة مع نظيره المصري في مدينة شرم الشيخ الحدودية وقال -وقتها- المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن المحادثات تناولت "تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات" مؤكدًا دعم السيسي لجهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استناداً إلى حل الدولتين". 
وقال وقتها بينيت، إن الاجتماع ناقش "القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية وسبل تعميق العلاقات وتعزيز مصالح بلدينا".
كما وصف محادثاته مع الرئيس المصري بأنها جيدة ومهمة للغاية، مضيفًا: "لقد أنشأنا أساساً لعلاقة عميقة في المستقبل".
وبعد 6 أشهر من هذه الزيارة، عقد لقاء ثاني في مصر بين بينيت والسيسي، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الطرفين وقتها بحثا البرنامج النووي الإيراني و"عدوان إيران الإقليمي وتهدئة الأوضاع في غزة".
في هذا الصدد قال بينيت –وقتها- إن هذه خطوة أخرى في إحياء اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، والتعاون بين البلدين آخذ بالتوسع في العديد من المجالات، وذلك يسهم في استقرار الشعبين واستقرار المنطقة.