العالم يحبس أنفاسه في انتظار خطوة بوتين التالية.. هل تغزو روسيا أوكرانيا؟
بوتين صعد بشكل كبير مواجهته مع الولايات المتحدة وحلفائها، بتوقيعه مراسيم تعترف بمنطقتين شرقي أوكرانيا، تحت سيطرة المتمردين المدعومين من روسيا

ترجمات - السياق
قالت شبكة سي إن إن الأمريكية، إن مسار العالم قد يتحدد في الساعات أو الأيام المقبلة، وهو ما يتوقف على ما سيفعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة إلى قرار الغزو المحتمل لأوكرانيا.
وقالت الشبكة، إن كلمة الرئيس الروسي أمس، كانت "ملأى بالمظالم ضد أوكرانيا وتحتوي إهانات للتاريخ"، وفي الوقت ذاته تحمل نهايات مُظلمة.
وأشارت إلى أن بوتين صعَّد بشكل كبير مواجهته مع الولايات المتحدة وحلفائها، بتوقيعه مراسيم تعترف بمنطقتين شرقي أوكرانيا، تحت سيطرة المتمردين المدعومين من روسيا.
كان الرئيس الروسي، وقَّع مساء الاثنين، مرسومين باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.
مسار العالم
وقالت "سي إن إن": "بجرة قلم، قطع بوتين قطعتين أخريين من دولة مستقلة ذات سيادة، ليضافا إلى استيلائه على شبه جزيرة القرم عام 2014"، وأضافت أنها سترسل من سمتها "قوات حفظ السلام" إلى هذه المناطق.
وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أنه رغم التعبير الملطف -قوات حفظ سلام- يخشى المسؤولون الأمريكيون أن هذه القوات يمكن أن تكون طليعة تعبئة للغزو الذي توقعوه منذ أيام.
وبالفعل شوهدت مركبات عسكرية في شوارع دونيتسك، إحدى المنطقتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، بعدما أمر الرئيس الروسي ما وصفها بـ "قوات حفظ السلام" بدخول منطقتين يسيطر عليهما المتمردون.
وقالت الشبكة: "رغم سوء الجولة الأخيرة، فإن ما يحدث سيحدد مسار العالم في السنوات المقبلة".
إلا أنها عادت لتؤكد أنه إذا توقف بوتين عند ذلك الحد، وهو الاعتراف بالمنطقتين، من الممكن احتواء أزمة أوكرانيا، وحتى منح الرئيس الروسي فرصة لتهدئة الموقف، والكف عن غزو أوكرانيا، بعد الاستيلاء على أراضٍ جديدة، في سعيه لمنعها من التحرك نحو الغرب.
أزمة عالمية أوسع
وذكرت "سي إن إن" أن توقف روسيا عند حد ضم المنطقتين "سيجنب حدوث أزمة عالمية أوسع، ويجنب الأمريكيين ارتفاعًا مدمرًا جديدًا في أسعار البنزين والتضخم، ويسمح للرئيس الأمريكي جو بايدن بالهروب من ضربة أخرى لمصداقيته".
لكن الشبكة قالت: "لسوء الحظ، فإن الأدلة على خطاب بوتين الغاضب، ووجود ما يصل إلى 190 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا، إلى جانب معظم تقييمات القادة الأمريكيين ومسؤولي المخابرات، تشير إلى أن الآمال في صراع محدود، مجرد وهم".
وعن الرد الأمريكي، ذكرت "سي إن إن" أنه في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: "تصنيف روسيا للقوات التي كانت ترسلها إلى شرقي أوكرانيا كقوات حفظ سلام هراء"، مشيرة إلى أن القوة كانت "محاولة لاختلاق ذريعة لمزيد من الغزو لأوكرانيا".
وأوضحت الشبكة أن "نظرة بوتين الدعائية للتاريخ لم تكن إعلان غزو ولا محاولة لإعادة توحيد أوكرانيا مع الوطن الأم"، إلا أنه سيكون من السهل قراءتها على أنها محاولة لإعداد الشعب الروسي للحرب، كما أدى بالتأكيد إلى بذل جهد طويل الأمد للهيمنة وزعزعة استقرار الديمقراطية، التي تضم أعدادًا كبيرة من المواطنين، الذين يتوقون للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي".
وأضافت: "جاء خط بوتين الأكثر رعبًا عندما بدا أنه وضع الأساس للتعامل مع أي هجوم على القوات الروسية، التي ستدخل شرق أوكرانيا كذريعة لصراع أوسع، قالت الولايات المتحدة إنه قد يتسبب بمقتل آلاف المدنيين ويؤدي إلى تدفق اللاجئين".
غزو أوسع
وأمام هذه التحديات والتطورات، نقلت "سي إن إن" عن العديد من المسؤولين الأمريكيين قولهم، إنهم فسروا تحرك بوتين في المنطقتين الشرقيتين لأوكرانيا -اللتين يطلقان على نفسيهما جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية- كجزء من مسيرة ثابتة نحو غزو أوسع لأوكرانيا.
وأشارت الشبكة، إلى أنه بمجرد إعلان بوتين ضم المنطقتين، تشاور بايدن مع قادة فرنسا وألمانيا، وأعلن بسرعة حزمة من العقوبات التجارية والمالية، ضد المنطقتين المواليتين لموسكو، إلا أنه لم يطرح الموجة المدمرة من الإجراءات ضد الاقتصاد الروسي التي وعد بها، في حال غزو أوكرانيا.
واعتبرت "سي إن إن" أن الرئيس الأمريكي وقع في بعض المشكلات السياسية الشهر الماضي، عندما اقترح أن "توغلًا بسيطًا" في أوكرانيا لن يؤدي إلى اللجوء للعقوبات الأشد ضد موسكو، مضيفة: "لقد قال الحقيقة عن غير قصد بشأن الانقسامات في ذلك الوقت، بين الحلفاء الأمريكيين والأوروبيين، بشأن اللحظة المحددة التي ستبدأ فيها العقوبات".
وأشارت الشبكة إلى أن بايدن أوضح في وقت لاحق تعليقه، قائلًا: "ستُفعَّل العقوبات إذا مرت أي وحدات روسية مجمعة عبر الحدود الأوكرانية".
لكن مرة أخرى بدا أن مسؤولي الإدارة الأمريكية، يميزون بين شرقي أوكرانيا وبقية البلاد، إذ قال مسؤول كبير للشبكة: "كانت هناك قوات روسية في هذه المناطق منذ 2014"، مضيفًا: "لذلك سنبحث ما يفعلونه خلال الساعات والأيام المقبلة، وقياس ردنا، مرة أخرى ، وفقًا لأفعالهم".
يذكر أن أي عقوبات اقتصادية محتملة على روسيا، تتضمن مجموعة من القيود المالية، في مقدمتها إخراج موسكو من نظام سويفت للتحويلات المالية، المعني بخدمة إرسال الأموال عبر العالم في 200 دولة تقريبًا، فضلًا عن حرمانها من الوصول إلى أسواق الديون العالمية.
ضغوط على بايدن
وذكرت "سي إن إن" أن بايدن يتعرض لضغوط كبيرة من قِبل الكونغرس، بشأن الإسراع في توقيع العقوبات ضد روسيا، خصوصًا بعد قرار بوتين بضم المنطقتين، ونقلت عن النائب الديمقراطي جيري كونولي من ولاية فرجينيا، قوله: إن الولايات المتحدة بحاجة إلى تحديد بشكل واضح ماهية إرسال "قوات حفظ السلام" إلى شرقي أوكرانيا، عادًا الأمر غزوًا حقيقيًا، مضيفًا أنه يجب أن يتبع ذلك على الفور توقيع أكثر العقوبات على الإطلاق ضد موسكو.
وأوضح أن الصراع الجيوسياسي مع روسيا، يجبر صانعي السياسة في الولايات المتحدة وأوروبا، على التفكير في المدى الذي قد يحاول فيه بوتين دفع جهوده لإعادة كتابة حدود أوروبا.
ونقلت الشبكة عن مدير المخابرات الوطنية السابق جيمس كلابر قوله: "ما يقلقني هو ما يحدث بعد أوكرانيا، لدينا أزمة بين أيدينا".
وقالت "سي إن إن" إن حجة بوتين بأن الأوكرانيين كانوا أشقاء دم للروس "مقلقة بشكل خاص لأنه يمكن تطبيقها على دول أخرى تضم أعدادًا كبيرة من الروس، بما في ذلك دول البلطيق ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا، التي كانت تحت الحكم السوفييتي"، وأضافت: "ستظهر الأيام القليلة المقبلة مدى استعداد بوتين للتصرف بناءً على كلماته، لكن البراهين حتى الآن تبدو مشؤومة".