متحف المستقبل في دبي.. ماذا نعرف عن أجمل مبنى على وجه الأرض؟
يضع متحف المستقبل، زواره أمام ابتكارات فريدة ويأخذهم في رحلة ملهمة تمكنهم من تصور المستقبل الذي يتطلعون إليه، عبر تجربة تفاعلية غير مسبوقة، تثري الحواس وتدمج بشكل متكامل العلم بالتكنولوجيا، ليكون الزائر جزءاً من استشراف المستقبل وتصوراته المفتوحة على احتمالات لا حدود لها، ستسهم في تشكيل العالم من الآن وصولاً إلى عام 2071.

السياق
أيقونة هندسية عالمية، تتحدث اللغة العربية وتجمع بين الأصالة العربية والطموحات العالمية، قد تبوح بأسرارها خلال ساعات، للعالم الذي حبس أنفاسه منذ ظهور الملامح الأولى لمبناه الأكثر انسيابية.
تلك الأيقونة الهندسية، التي أطلق عليها «متحف المستقبل» في دبي، تعد أعجوبة بصرية ساحرة تخطف أنظار الزوار والمهتمين بالهندسة المعمارية في مختلف أنحاء العالم، لتثبت مجددًا أن دبي وِجهة العرب والعالم الأولى سياحيًا.
فأنظار الكثيرين من عشاق الفن والتراث والهندسة والمعمارية، ترقب المدينة الخليجية، حيث سيفتتح غدًا الثلاثاء 22 فبراير الجاري، متحف المستقبل الذي يتميز بطابعه المعماري الفريد وخصائصه الإنشائية، والتجارب المستقبلية المهمة الموزعة على طوابقه السبعة، على نحو جعله أجمل مبنى على وجه الأرض.
متحف المستقبل
يضع متحف المستقبل، زواره أمام ابتكارات فريدة ويأخذهم في رحلة ملهمة تمكنهم من تصور المستقبل الذي يتطلعون إليه، عبر تجربة تفاعلية غير مسبوقة، تثري الحواس وتدمج بشكل متكامل العلم بالتكنولوجيا، ليكون الزائر جزءاً من استشراف المستقبل وتصوراته المفتوحة على احتمالات لا حدود لها، ستسهم في تشكيل العالم من الآن وصولاً إلى عام 2071، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام».
تصميم المتحف الإبداعي الفريد وهيكله الاستثنائي الملهم، يحفزان الزوار ويثيران شغفهم لبدء رحلة عميقة باتجاه استكشاف عوالم جديدة، بينما يمثّل متحف المستقبل معرضاً دائماً لجوانب مختلفة من مستقبل الإنسانية، وأهم التقنيات التي تنتظر البشر في العقود المقبلة، كما يعد مركزاً فكرياً عالمياً من نوعٍ جديد، ويتضمن خمس تجارب تأخذ الزائر إلى عالم المستقبل.
المحطة الفضائية أمل
المعرض الأول «المحطة الفضائيّة المدارية – أمل» ينقل الزوار في رحلة إلى الفضاء، لاختبار العيش وأداء المهام في محطات الفضاء، قبل عودتهم إلى الأرض، لكن بعد 50 عاماً من اليوم، ليكتشفوا كيف أصبح العالم عام 2071 مع الجهود المبذولة لاستعادة النظام الطبيعي واستدامة الكوكب.
اسم المحطة كان مستلهمًا من مشروع «مسبار الأمل» الذي حقق إنجازًا فريدًا في تاريخ عمليات استكشاف الفضاء العربية والعالمية، بوصوله إلى مدار كوكب المريخ، لتصبح الإمارات الأولى عربياً والخامسة عالمياً، التي تحقق هذا الإنجاز العلمي.
وتؤكد المحطة الفضائيّة المدارية – أمل، التي يحتضنها متحف المستقبل، أن آفاقاً مستقبلية واعدة تنتظر العلماء والباحثين والشغوفين بقطاع علوم الفضاء، بما يحمل المزيد من الأمل في مواصلة البشرية محاولاتها الناجحة لاستكشاف الفضاء، من خلال الأيقونة العلمية والحضارية الإماراتية الأحدث «متحف المستقبل».
إعادة تأهيل الطبيعة
مختبر إعادة تأهيل الطبيعة، يقدم لزوار متحف المستقبل تجربة فريدة؛ فعند عودتهم من الفضاء الواسع، يحط الزوار على سطح الأرض، ليستقبلهم المختبر ببيئته التي توظف تقنيات محاكاة الواقع.
ويسمح المختبر للزوار بإجراء العديد من التجارب التفاعلية، أبرزها التي تتضمن استخدام عينات الحمض النووي لإعادة تأهيل الكائنات الفطرية.
الواحة
بعد مغادرة مختبر إعادة تأهيل الطبيعة، يكون زوار متحف المستقبل على موعد مع تجربة أخرى فريدة، توفرها لهم «الواحة»، يكتشفون فيها عالماً يغمرهم بالشعور بالراحة، عبر تحفيز حواسهم الخمس من خلال التركيز على المستوى الشخصي، فيغوصون في أعماقهم، ويبتعدون عن العوامل الخارجية التي تشغل انتباههم.
أبطال المستقبل
للأطفال نصيب في متحف المستقبل؛ إذ تهدف منصة «أبطال المستقبل»، المصممة لمن دون سن العاشرة، إلى تحفيز عقول الصغار على استكشاف أمور جديدة عن أنفسهم وعن العالم من حولهم.
ويتضمن المستوى الأول منه، مجموعة من الأنشطة التي تركز على ست مهارات يحتاجونها لاكتشاف المستقبل: الفضول، والإبداع، والثقة، والتواصل، والتعاون، والتفكير النقدي، مقدّمةً مزيجاً من الألعاب اللامحدودة والتحديات التي تتطلب مهارات حل المشكلات والتعاون.
وتعد منصة أبطال المستقبل، أكثر من مجرد مكان للتعلم واللعب؛ فهي مساحة يضع فيها جيل المستقبل حجر الأساس لمستقبله، ويطلق من خلالها العنان لقدراته.
المستقبل اليوم
معرض «المستقبل اليوم» في المتحف، يضم أكثر من 50 عارضًا من الشركات الرائدة والجامعات والمصممين، الذين يرسمون ملامح المستقبل، ويقدمون نظرة عامة لما يمكن أن تحمله السنوات العشر المقبلة.
ويشكل المعرض مناسبة لاستكشاف الطرق المتباينة، التي يمكن للتكنولوجيا أن ترسم من خلالها المستقبل والحلول الكثيرة والمتنوعة، التي قد توفرها لمواجهة التحديات المفروضة في الوقت الراهن والمستقبل، كما يدعو الزوار إلى استكشاف التغييرات التي تفرضها التكنولوجيا على المستقبل.
صناعة الغد
تجربة فريدة أخرى داخل متحف المستقبل، تتمثل في هذه المعروضات والتجارب المبتكرة، التي يحفل بها والتي تهدف إلى فتح آفاق تصور الجمهور للحاضر والمستقبل، وإشراكه في تجربة ملهمة مفعمة بالإيجابية في بناء غد أكثر إشراقًا.
وتمثل الحلقة الداخلية -التي تتوسط تصميم مبنى متحف المستقبل- ذلك الفراغ الذي يرمز إلى بوابة ممتدة نحو مستقبل واعد، واحتمالاته اللانهائية، تمثل في مجملها جزءاً من رؤية مؤسسة دبي للمستقبل، التي تأسست لتخيّل مستقبل دبي وتصميمه وتنفيذه، لتحويل مدينة دبي إلى مركز عالمي لاختبار وتطوير الحلول المبتكرة التي تخدم الإنسانية وتسهم في بناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم.
مكان ملهم
متحف المستقبل، يجد المصورون المحترفون فيه ضالتهم، حيث يعد بالنسبة لهم ميداناً رائعاً للإبداع، تجول فيه عدساتهم بحريّة، لتلتقط صوراً استثنائية تفتح -بزواياها المبتكرة ومحتواها غير التقليدي- نافذة متميزة على المستقبل، تلامس الوجدان وتخاطب الذائقة الجمالية.
فعدد كبير من المصورين المحترفين قصدوا محيط المتحف الذي يعد تجسيدًا واقعيًا لأحدث ما توصل إليه الإبداع الهندسي البشري، واختير بين أجمل مباني العالم حتى قبل افتتاحه الرسمي، حيث توجهت عدساتهم إلى واجهة المتحف، الذي يعد نموذجًا مثاليًا لما يطمح المصورون إليه في حكاية الضوء والظلال والإخراج الفني الإبداعي للصور، بحسب «وام».
واجهة عربية
ينفرد المتحف باعتماد واجهته على فن الخط، تحديدًا الخط العربي، الذي يمتاز بجماليات حروفه الاستثنائية، التي تجعله الأكثر انسيابية وثراءً وتطويعاً بين لغات العالم أجمع، في تصميم لوحات فنية مبتكرة.
رحلة العدسات المحترفة، لا تكتمل من دون إبراز الانسجام والاتساق بين التصميم الخارجي والخط العربي، وبين العمق المستخدم في وعي العلاقة البصرية بين الكتلة والفراغ، وخامات البناء من معدن وزجاج، ما يوفر فرصاً استثنائية نادرة للمصورين لإبراز مواهبهم في التقاط زوايا فريدة.
تصاميم هندسية
متحف المستقبل، يعد معجزة هندسية على مساحة 30 ألف متر مربع، بارتفاع 77 متراً، ويتألف من 7 طوابق من دون أعمدة داخلية، ويرتبط بجسرين، الأول يمتد إلى جميرا أبراج الإمارات بطول 69 متراً، والثاني يربطه بمحطة مترو أبراج الإمارات بطول 212 متراً.
تتم تغذية المتحف بالكهرباء، التي تنتجها الطاقة الشمسية، ما يجعله أول متحف في الشرق الأوسط، يحصل على الاعتماد البلاتيني للريادة في تصميم أنظمة الطاقة وحماية البيئة لييد.
اقتباسات ملهمة
الحديقة المحيطة بمتحف المستقبل، كانت هي الأخرى على موعد مع شيء فريد؛ إذ تحتضن 80 نوعًا وفصيلة من النباتات، مزودة بنظام ري ذكي وآلي على أحدث مستوى.
وتبلغ مساحة واجهة المتحف 17600 متر مربع، وتتزين باقتباسات ملهمة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالخط العربي، بتصميم الفنان الإماراتي مطر بن لاحج.
وتتكون واجهة المتحف من 1024 قطعة فنية مصنعة عن طريق الروبوتات، ومنفذة بشكل فريد من نوعه، بحسب «وام» التي قالت إنه يتم إنتاج ألواح الواجهة بأذرع آلية مؤتمتة، في سابقة هي الأولى في المنطقة.