ماذا يعني اعتراف بوتين باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك؟

تحرك الرئيس الروسي بالاعتراف بالمنطقتين الشرقيتين يضعف آمال التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع

ماذا يعني اعتراف بوتين باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك؟
فلاديمير بوتين

ترجمات - السياق

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستقلال منطقتين انفصاليتين، تدعمهما موسكو شرقي أوكرانيا، وهي خطوة يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر اندلاع حرب شاملة مع كييف.

وفي كلمة للشعب الروسي، أكد بوتين أن أوكرانيا "جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا"، وأعلن قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، مؤكدًا أن القرارات المتخذة لحفظ الأمن الروسي.

جاء القرار، الذي أُعلِن بعد اجتماع متلفز لمجلس الأمن الروسي، ردًا على مناشدات زعماء المقاطعتين دونيتسك ولوهانسك -المعلنتين من طرف واحد- لبوتين للاعتراف بهما كدولتين مستقلتين وحمايتهما مما وصفوه بأنه مخطط لهجوم من قِبل أوكرانيا لاستعادة السيطرة عليهم.

لكن أوكرانيا نفت ذلك، وقالت إن روسيا كانت تحاول استخدام الادعاء، وتجدد الأعمال العدائية من قبل وكلائها، كذريعة لتجديد الغزو، بحسب تقرير لـ "فايننشال تايمز".

وقُتل أكثر من 14 ألف شخص في الصراع شرقي أوكرانيا منذ أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014. وقالت أوكرانيا ودول غربية، إن هناك أدلة على أن روسيا كانت تقدِّم أسلحة ومقاتلين لتأجيج الحرب الانفصالية، وهو ما تنفيه موسكو.

 

ما قصة دونيتسك ولوغانسك؟

في 12 مايو 2014، أعلنت دونيتسك ولوغانسك استقلالهما، بعدما صوَّت معظم سكان المقاطعتين، اللتين تقعان في حوض دونباس الشرقية في استفتاء عام، لصالح الانفصال عن أوكرانيا.

على الحدود مع روسيا على الجانب الشرقي لأوكرانيا، تضم المناطق الناطقة بالروسية أكثر من 3 ملايين شخص، وقد تلقت كميات كبيرة من المساعدات المالية والإنسانية والعسكرية من الكرملين. 

جاء دعم موسكو لهذه المناطق، بعد أن أطاحت حركة الميدان الموالية للغرب الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا في فبراير 2014.

بموجب اتفاقيات مينسك -محادثات السلام التي توسطت فيها فرنسا وألمانيا- ترك وقف إطلاق النار الانفصاليين مسيطرين على ما يقرب من ثلث المناطق الإدارية الأوكرانية، في دونيتسك ولوغانسك، مع خط سيطرة شديد التحصين يفصلهم عن القوات الأوكرانية.

 تصف أوكرانيا المناطق بأنها "محتلة مؤقتًا" وتنص اتفاقيات مينسك على إعادتها -نهاية المطاف- إلى كييف، لكن كلًا من كييف وموسكو فشلت في تنفيذ بنود الاتفاقات، وظل وضع المناطق طي النسيان.

 في الوقت نفسه، أمضت روسيا السنوات الثماني الماضية في زيادة نفوذها على هذه المناطق. وقال مسؤولون روس إن الحكومة منحت جوازات السفر والمواطنة لنحو 800 ألف من مواطنيها، بينما شددوا على حاجة الكرملين لحمايتهم.

 

ما أهمية اعتراف موسكو  بـ"دونيتسك ولوغانسك"؟

 تراجعت موسكو عن الاعتراف بها، مفضلة -بدلاً من ذلك- ممارسة سيطرة غير مباشرة واستخدام الأراضي كوسيلة ضغط، في نزاعاتها الأوسع مع أوكرانيا والغرب.

 من المحتمل أن يؤدي الاعتراف إلى نتيجتين، أولاً: انهيار اتفاقيات مينسك والآمال في حل دبلوماسي للصراع شرقي أوكرانيا.

 وثانيًا: سيعطي الكرملين مبررًا لإرسال قوات ومعدات عسكرية روسية إلى هذه المناطق. ومن المرجح أن يزيد ذلك خطر نشوب صراع بين موسكو وكييف، على طول خط المواجهة النشط بالفعل.

 وهنا تظهر مشكلة أكبر على المدى المتوسط، فالدولتان الصغيرتان تطالب كل منهما بجميع المقاطعات الأوكرانية في لوغانسك ودونيتسك، لكن روسيا لم توضح ما إذا كانت تعترف بمطالبها بالأراضي الواقعة تحت سيطرة كييف.

ماذا يعني ذلك بالنسبة للجهود الدبلوماسية لتجنُّب الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

تشير هذه الخطوة، إلى أن بوتين فقد الثقة بالجهود الدبلوماسية لتجنُّب المزيد من الصراع في أوكرانيا، بقيادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأيام الأخيرة. 

وينظر إلى مستقبل الدولتين، على أنه مجال حاسم للتوصل إلى حل وسط في أي تفاوض، ويبدو أن الاعتراف ينهي هذا الاحتمال.