واشنطن بوست: بوتين يخادع ويسعى إلى إحياء الإمبراطورية الروسية
وضع إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضع خبراته المخابراتية في الخداع والتضليل، وهو يحرك مسارات الأزمة الأوكرانية الحالية.

ترجمات – السياق
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضع خبراته المخابراتية في الخداع والتضليل، وهو يحرك مسارات الأزمة الأوكرانية الحالية.
وأضافت -في افتتاحيتها- أن بوتين يخفي نيته وراء سلسلة لا تنتهي من الدعاية الساخرة، إذ وصف الحصار الجوي والبحري والبري لأوكرانيا، بأنه مجرد تدريبات ومناورات وليس مقدمة واضحة للغزو، كما زعم أن القصف العنيف لتجمعات مدنية في أوكرانيا، من منطقة انفصالية تدعمها روسيا، جاء كرد على "الانتهاكات الأوكرانية" وليس استفزازاً صارخاً للتمهيد للحرب.
ورأت الصحيفة، أن "أكبر كذبة على الإطلاق" أطلقها بوتين، أن روسيا تتعرض لتهديد أمني من الولايات المتحدة وحلفاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مشيرة إلى أن تصريحاته -في الواقع- استجابة لهدف الرئيس الروسي الطويل الأمد، المتمثل في إحياء الامبراطورية الروسية.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال إن روسيا ستحاول مهاجمة أوكرانيا "خلال الأيام القريبة" بقرار من بوتين، متوقعًا أن الهجوم سيمتد للعاصمة الأوكرانية كييف.
في المقابل، أطلقت قوات الردع الاستراتيجي الروسية -بقيادة بوتين- تدريبات تشمل إطلاق صواريخ بالستية ومجنحة، وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف أن بوتين أمر ببدء التدريبات.
وأفادت وسائل إعلام بيلاروسية رسمية، بأن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يشارك مع بوتين في تدريب خاص بقيادة القوات المسلحة الروسية، موضحةً أنهما يتابعان التدريبات من غرفة العمليات الرئاسية في الكرملين.
إعلان حرب
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه مع تواصل مثل هذه التدريبات، تضاءلت الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية في الأيام القليلة الماضية، مشيرة إلى أن روسيا نشرت ردًا رافضًا للعروض الأمريكية بإجراء المزيد من المحادثات الأمنية، كما زعمت موسكو أن رفض واشنطن لمطالب روسيا، باستخدام حق النقض على عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، لم يترك لروسيا أي خيار سوى الرد، بما في ذلك العسكري.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن موسكو ترى أن وقف التصعيد يتطلب إزالة الأسلحة والمستشارين، ليس فقط من أوكرانيا، ولكن من كل دولة أوروبية في الكتلة السوفيتية السابقة، بما في ذلك أعضاء "الناتو" مثل بولندا.
وأمام هذه التطورات، رأت "واشنطن بوست" أن كل ما يحدث ليس سوى "إعلان حرب"، مشيرة إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، لم يتعامل مع الطلب الواضح لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بالتخلي عن غزو أوكرانيا خلال اجتماع دراماتيكي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن "روسيا لا تخشى أحدًا، بما في ذلك الولايات المتحدة".
وقالت الصحيفة: إن بلينكن تطرق إلى الذرائع، التي يمكن أن تختلقها روسيا للغزو، بما في ذلك المزاعم المحتملة باستخدام الأسلحة الكيمائية ضد الانفصاليين الروس شرقي أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن واشنطن تتحقق من معلوماتها بشأن الأزمة الأوكرانية، من خلال "ما يحدث على مرأى من الجميع".
وأضاف بلينكن، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أنه جاء إلى المجلس "لا ليبدأ حربًا ولكن ليمنعها"، مشيرًا إلى أن "روسيا تستعد لشن هجوم على أوكرانيا خلال الأيام المقبلة".
واستطرد: "روسيا تخطط لاختلاق ذريعة لشن هجوم على جارتها، قد يكون وهميًا أو حقيقيًا بمواد كيميائية"، وأردف أنه إذا لم "تغزُ روسيا أوكرانيا"، ستشعر الولايات المتحدة بالهدوء، وستقبل بكل سرور أي انتقادات يوجهها أي شخص إليها.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: "عرض بلينكن على روسيا طريقة للخروج من الحرب: اجتماع رفيع المستوى في أوروبا هذا الأسبوع، يتجاوز ما تعتقد الإدارة بوضوح أنه الإطار الزمني الوشيك للغزو".
وأوضحت "واشنطن بوست" أن روسيا ستتصرف ضد أوكرانيا من دون أي دعم دولي، باستثناء دول قليلة جداً بينها الصين، وستواجه معارضة موحدة، تتبعها عقوبات من أوروبا وأمريكا الشمالية، وقالت إن بوتين يعتقد أن القوة العسكرية تمنحه ميزة، لكن أوكرانيا مسلحة بالحقيقة.
خدعة متعمدة
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين -رفضوا كشف هويتهم- قولهم إن إدارة بايدن حصلت على معلومات استخباراتية تفيد بأن الانسحاب الروسي من حدود أوكرانيا كان "خدعة متعمدة" لتضليل الولايات المتحدة والقوى الغربية، بعد تحذير الرئيس جو بايدن من أن الكرملين سيشن هجومًا "خلال الأيام المقبلة".
وبينّت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنها كانت محاولة لإخفاء نية روسيا، مشيرين إلى أن أعداد القوات الروسية واصلت الزيادة -إذ بلغت نحو 190 ألفًا- وتصاعد القصف شرقي أوكرانيا، كما تواصل موسكو تدريباتها في بيلاروسيا.
ونقلت عن مسؤول أمريكي تأكيده أن واشنطن حصلت على "معلومات موثوقة تفيد بأن مزاعم روسيا ربما تكون جزءًا من حملة تضليل رامية إلى خداع الولايات المتحدة".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه عندما أعلنت روسيا انسحاب جزء من قواتها، الأسبوع المنصرم، كان قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) متشككين، وقال ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف إنه لم ير أي دليل على الانسحاب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن هناك معلومات استخباراتية إضافية، تشير إلى عملية مزيفة لروسيا، تتضمن استخدام مادة كيميائية، من شأنها شل حركة المدنيين، ثم استخدام الجثث لتجعلها تبدو كما لو أن الأوكرانيين أطلقوا الغاز وقتلوا المدنيين.
وأضاف أحد المسؤولين أنه قد يلقى باللوم على الأمريكيين أيضًا، ولا يزال يتعين على المسؤولين الأمريكيين تقديم العديد من الأدلة، التي تستند إليها تأكيداتهم بشأن تحركات القوات أو العمليات المزيفة.
وحسب "واشنطن بوست"، فإن إدارة بايدن كشفت عن صور للأقمار الصناعية تظهر تحركات القوات الروسية، وأكدت شركات الأقمار الصناعية التجارية والمحققون المستقلون هذه المعلومات من مصادرها الخاصة.