لنزع فتيل الأزمة.. قمة مرتقبة بين بايدن وبوتين بشأن أوكرانيا

قالت بيلاروسيا إن 30 ألف جندي روسي -يشاركون في تدريبات مشتركة- سيبقون في البلاد إلى أجل غير مسمى، رغم تعهدات موسكو بالعودة إلى مراكزهم.

لنزع فتيل الأزمة.. قمة مرتقبة بين بايدن وبوتين بشأن أوكرانيا

السياق

وافق الرئيس الأميركي جو بايدن، على لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بناءً على مقترح نظيريهما الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشرط ألا تُقدِم روسيا على غزو أوكرانيا، وهو موقف مفاجئ يأتي في وقت يتحدث الغربيون عن تدخل روسي عسكري وشيك.

وأعلن الإليزيه ليل الأحد الاثنين، أن بوتين وبايدن "وافقا على مبدأ" أن يلتقيا في قمة اقترحها ماكرون ولكن "لن يكون ممكنًا عقدها إلا في حال عدم إقدام روسيا على غزو أوكرانيا".

وأضافت الرئاسة الفرنسية أن هذه القمة ستتوسع لتشمل "جميع الأطراف المعنية، وستبحث الأمن والاستقرار الاستراتيجي في أوروبا".

من جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي -في بيان- إن الولايات المتحدة "ملتزمة بمتابعة الدبلوماسية حتى اللحظة التي يبدأ فيها أي غزو"، مضيفة: "الرئيس بايدن وافق من حيث المبدأ على لقاء الرئيس بوتين... إنْ لم يحدث غزو".

وتابعت: "نحن مستعدون أيضًا لفرض عواقب سريعة وشديدة، إذا اختارت روسيا الحرب بدلًا من ذلك. وفي الوقت الحالي، يبدو أن روسيا تواصل الاستعدادات لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا قريبًا جدًا".

وسيُعدّ مضمون القمة بين بوتين وبايدن، وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف، خلال لقائهما المرتقب الخميس، حسب ما أعلن الإليزيه.

يأتي هذا الإعلان من جانب فرنسا، في وقت واصلت روسيا وأوكرانيا تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن المعارك شرقي أوكرانيا الانفصالي.

وبعد زيارته موسكو أوائل فبراير، حقق ماكرون هذا النصر الدبلوماسي، إثر إجرائه محادثتين مع بوتين، كانت الثانية بين بوتين وماكرون مساء الأحد، بعد أن تحادث الرئيس الفرنسي مع نظيره الأميركي، مؤكدًا بذلك دوره كوسيط بين القوتين، لكنّ هذا الإعلان المفاجئ، يتناقض مع تحذيرات الغربيين من تدخل وشيك لموسكو في أوكرانيا.

وكرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، أن روسيا "توشك على" غزو أوكرانيا.

أمل دبلومسي

بدوره، قال سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون الاثنين إن فرنسا ترى "أملا دبلوماسيا" بحل أزمة اوكرانيا بعد موافقة الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين على مبدأ عقد قمة بينهما.

وأوضح بون في تصريح لمحطة "ال سي اي"، أن "ثمة توتر على الأرض مع انتشار عسكري روسي يبقى واسعا (..) وفي الوقت نفسه لدينا أمل دبلوماسي".

في الأثناء، رحب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بتنظيم قمة بين الرئيسين الأميركي والروسي في بروكسل، معرباً عن أمله بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب القوات الروسية المحتشدة عند حدود بلاده.

وقال لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي "نعتقد أن أي جهد يهدف إلى حل دبلوماسي يستحق المحاولة، ونأمل أن يخرج الرئيسان من القاعة باتفاق حول انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا".

من السابق لأوانه

اعتبر الكرملين أن "من السابق لأوانه" الحديث عن قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن التي أعلنت عنها فرنسا لنزع فتيل الأزمة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا وخطر الغزو الروسي.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "ثمة توافق على ضرورة مواصلة الحوار على مستوى وزراء الخارجية. من السابق لأوانه الحديث عن خطط ملموسة لتنظيم قم".

صور بالأقمار الصناعية

أظهرت صور بالأقمار الصناعية، عمليات انتشار جديدة لقوات روسية، ومعدات عسكرية على الحدود الأوكرانية، حسبما أكدت شركة ماكسار الأميركية للصور.

وتبيّن هذه الصور الجديدة -التي التُقطت الأحد- مسار مركبات تعبر حقولًا مغطاة بالثلوج وتحيطها غابات وطرق.

ويخشى الغربيون أن تصاعد حدة المعارك، منذ أيام عدة على خط الجبهة، يشكل ذريعة لروسيا لغزو جارتها الموالية للغرب، بعد أن حشدت 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية.

ويعزو بوتين اندلاع أعمال العنف هذه إلى "الاستفزازات" الأوكرانية، بينما أمر الانفصاليون بإجلاء المدنيين وتعبئة القادرين على القتال.

ودفع أمر الإجلاء 53 ألف مدني، من أصل ثلاثة ملايين شخص يعيشون في المنطقة الانفصالية، إلى المغادرة نحو روسيا بحسب موسكو.

وقد أعلِنت حال الطوارئ في منطقة كورسك الروسية.

وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهته بـ"نيران استفزازية" أطلقها المتمردون المدعومون من روسيا، داعيًا إلى استئناف المفاوضات مع موسكو، برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وإلى إعلان "وقف فوري لإطلاق النار".

وأفاد مسؤولون في منطقة لوغانسك الانفصالية، بمقتل مدنيين اثنين في قصف للجيش الأوكراني، وهي اتهامات لا يمكن التحقق منها من مصادر مستقلة.

 

وقف إطلاق نار

وخلال الاتصال بين بوتين وماكرون، جرى تأكيد أهمية وقف إطلاق النار وفقًا للإليزيه.

ومن المقرر أن يجتمع الاثنين وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي جان إيف لودريان، بحسب موسكو، وكذلك عقد اجتماع استثنائي الاثنين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مخصص لأوكرانيا.

وتنفي موسكو أي نية لديها لغزو أوكرانيا، لكنها تطالب بضمانات بينها عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وإنهاء توسع الحلف على حدودها، وذلك ما يرفضه الغربيون حتى الآن.

وتسببت الأزمة المتعلقة بأوكرانيا -أواخر 2021- بأسوأ تصعيد للتوتر تشهده أوروبا منذ الحرب الباردة.

 

قوات روسية في بيلاروسيا

بدورها، قالت بيلاروسيا إن 30 ألف جندي روسي -يشاركون في تدريبات مشتركة- سيبقون في البلاد إلى أجل غير مسمى، رغم تعهدات موسكو بالعودة إلى مراكزهم.

وقال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اتخذا القرار بسبب "زيادة النشاط العسكري على الحدود الشرقية، وتدهور الوضع في دونباس" شرقي أوكرانيا.

وقال خرينين إن التدريبات العسكرية الموسعة، تهدف إلى "ضمان رد الفعل الملائم، ووقف تصعيد الاستعدادات العسكرية للعدو بالقرب من حدودنا المشتركة"، بحسب وكالة الأنباء الحكومية بيلتا.

 وألقى خرينين باللوم -في التوترات المتزايدة- على دعم الناتو لأوكرانيا وعمليات الانتشار الأخيرة في الدول المجاورة، التي قال إنها تهدد روسيا وبيلاروسيا، ونُقل عنه قوله: "هناك استنتاج واحد أن رائحة تنبعث من البارود بقوة في أوروبا".

جاء هذا الإعلان، في اليوم الذي كان من المقرر أن تنتهي فيه المناورات العسكرية المشتركة في بيلاروسيا، ما يزيد مخاوف الغرب من أن روسيا تخطط لغزو أوكرانيا. 

وحشدت موسكو ما يصل إلى 190 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، بمن في ذلك 30 ألف جندي شاركوا بالتدريبات في بيلاروسيا.

ويتزامن القرار مع تصعيد للصراع، بين الانفصاليين المدعومين من روسيا وقوات الحكومة الأوكرانية في دونباس.

ويتهم الانفصاليون القوات الأوكرانية، بخرق وقف إطلاق النار، وأمروا بإجلاء المدنيين، في خطوة تقول كييف وحلفاؤها الغربيون إنها قد تكون مقدمة لغزو روسي جديد.