تقرير استخباراتي.. روسيا تخطط لحملة اعتقالات واغتيالات بعد غزو أوكرانيا
تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن الأهداف المحتملة مع كييف وشركاء آخرين في المنطقة

ترجمات - السياق
كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية، تفيد بأن روسيا سستهدف المعارضين السياسيين البارزين ونشطاء مكافحة الفساد والمعارضين البيلاروسيين والروس، الذين يعيشون في المنفى، إن مضت قدماً في خططها لغزو أوكرانيا.
ونقلت المجلة عن أربعة مطلعين على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية قولهم، إن روسيا أعدت قوائم تضم شخصيات سياسية أوكرانية وأفرادًا بارزين آخرين لاستهدافه،م إما بالاعتقال وإما الاغتيال، في حال الهجوم الروسي على كييف.
كما نقلت المجلة عن مسؤول أمريكي خامس، تحدث بشرط عدم كشف هويته قوله، إن الولايات المتحدة خفضت تصنيفها الاستخباراتي الخاص بسرية المعلومات المتعلقة بالتهديدات الموجهة إلى مجموعات معينة داخل أوكرانيا، لمشاركة هذه المعلومات مع مسؤولي الحكومة الأوكرانية وشركاء آخرين في المنطقة يمكنهم المساعدة.
ترهيب وقمع
وقالت المجلة إن متحدثًا باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يرد على طلبها للتعليق، بينما قال مسؤول أمريكي، تحدث بشرط عدم كشف هويته: "كما حدث من قبل، فإننا نتوقع أن تحاول روسيا فرض التعاون معها من خلال الترهيب والقمع، فهذه الأعمال، التي تضمنت في العمليات الروسية السابقة القتل المستهدف، والاختطاف والاختفاء القسري والاعتقال والتعذيب، من المرجح أن تستهدف أولئك الذين يعارضون الإجراءات الروسية، بما في ذلك المنشقون الروس والبيلاروسيون بالمنفى في كييف، والصحفيين ومناهضي الفساد، والفئات السكانية الضعيفة مثل الأقليات الدينية والعرقية وغيرهم".
وأضافت المجلة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن صُدمت بمدى إضفاء الطابع الرسمي على القوائم، التي يبدو أنها تستهدف أي شخص يمكنه تحدي الأجندة الروسية، لافتة إلى أن شركاء الولايات المتحدة في الـ"خمس أعين" (مصطلح يُشير إلى تحالف استخباراتي يشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، بموجب المعاهدة البريطانية الأمريكية متعددة الأطراف، وتختص بالتعاون المشترك في الاستخبارات)، تتبعوا وكالات الاستخبارات الروسية، مثل FSB و GRU لمعرفة الأهداف.
ويقول أحد مساعدي الكونجرس، الذي تحدث بشرط عدم كشف هويته، إن هذه التحركات الروسية تبدو نموذجية بالنظر لعقيدة موسكو، حيث عادة ما تستخدم القوات المسلحة للاستيلاء على الأهداف العسكرية، بينما يقوم المشغلون الخاصون بتشكيل الصراع، ويأتي عملاء المخابرات إلى البلاد للتخلص من المعارضة.
غزو روسي
وأشار المسؤول الأمريكي الأول إلى أن المعارضين من روسيا وبيلاروسيا، الذين دفعتهم حملة القمع الوحشية ضد المعارضة، في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية عام 2020 إلى الفرار لأوكرانيا المجاورة، سيواجهون تحديات خاصة إذا احتاجوا إلى الفرار، لأنهم -عكس الأوكرانيين- يحتاجون إلى تأشيرات للسفر إلى دول أخرى في أوروبا.
من جانبه، يقول فراناك فياكوركا وهو كبير مستشاري زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا، إن فريقه أصدر مجموعات من التوصيات المحددة للبيلاروسيين، الذين يعيشون في أوكرانيا في حال وقوع هجوم روسي، لكنهم لم يبلغوا بتهديد محدد للمعارضين البيلاروسيين.
ونقلت "فورين بوليسي" عن سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مايكل كاربنتر قوله إن الولايات المتحدة قدّرت أن روسيا جمعت ما بين 169 ألفاً و190 ألف فرد في أوكرانيا وحولها، وهو ما يمثل زيادة حادة على العدد الذي كان نهاية يناير الماضي، مضيفاً أن الولايات المتحدة طلبت من روسيا توضيحًا لـ "أنشطتها العسكرية واسعة النطاق وغير العادية"، بما في ذلك الموقع الدقيق للعمليات وعدد الوحدات العسكرية المشاركة وأنواعها.
ووفقاً للمجلة، فإنه استناداً إلى مقابلات مع العديد من كبار مسؤولي المخابرات الأوكرانية، زعم تقرير نُشر هذا الأسبوع عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني مختص بشؤون الدفاع، أن أجهزة الأمن الروسية تغلغلت بشكل واسع النطاق في هياكل الحكومة المحلية الأوكرانية، وبدأت رسم خرائط لشبكات الذين يمكن الاعتماد عليهم لإدارة الحكومات المحلية، في حال حدوث غزو روسي.
سيناريوهات المناورات
وأضاف التقرير أن جهاز الأمن الروسي FSB وضع سيناريوهات المناورات في ديسمبر الماضي، بقيادة القوات المحمولة جواً الروسية، وتابع: "لقد حددوا السكان المحليين الذين سيكونون داعمين وبدأوا العمل على قوائم الأهداف التي لن تكون داعمة لهم، وكان القصد من ذلك إقامة روابط القيادة والسيطرة بين الأصول الاستخباراتية والوحدات العسكرية، لتأمين البنية التحتية الحيوية والمباني الحكومية، وتحديد مواقع القادة الأوكرانيين الذين سيحشدون المقاومة للقضاء عليهم".
ويقول المؤلف المشارك في كتابة التقرير جاك واتلينج، في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ"فورين بوليسي": تفاصيل لعبة الحرب الروسية ليست علنية، لكنها مستمدة من المقابلات التي أجريناها، فقد أوضح الذين قابلناهم بالتفصيل كيف توصلوا إلى معلوماتهم".
ورأت المجلة أن تحذير أوكرانيا والحلفاء الآخرين بشأن خطة روسيا المحتملة لاستهداف المعارضين السياسيين، يتماشى مع قواعد اللعبة الجديدة التي تتبناها واشنطن، المتمثلة في رفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية الحساسة لإعلان تحركات موسكو قبل اتخاذها، مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين ومسؤولين كبارًا في حلف شمال الأطلسي، أكدوا مراراً وتكراراً أن قرار الغزو يقع على عاتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده.
ووفقاً لكبار الدبلوماسيين الأمريكيين ومسؤولي المخابرات السابقين الذين تحدثوا مع "فورين بوليسي"، فإن الولايات المتحدة تأمل إعلان تحركات بوتين قبل أن يقوم بها، وإزالة أي عنصر من عناصر المفاجأة، يمكن أن يساعد في ردع الغزو.