أسبوع الفرص الأخيرة بليبيا.. هل تفوز تشكيلة باشاغا بثقة البرلمان؟

يسعى كل من باشاغا والدبيبة لإثبات قوتهما، واستقطاب القوى المؤثرة على الأرض، قبل انقضاء المهلة التي حددها البرلمان لتقديم تشكيلة الحكومة، التي قد تجهض -حال فوزها بثقة النواب- الآمال الأخيرة لرئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة باستعادة منصبه.

أسبوع الفرص الأخيرة بليبيا.. هل تفوز تشكيلة باشاغا بثقة البرلمان؟
فتحي باشاغا

السياق

أسبوع الفرص الأخيرة بدأ في ليبيا؛ حيث رجلان يتنافسان على حكومة واحدة؛ أولهما منحه البرلمان الثقة لتشكيل حكومة جديدة لقيادة الفترة الانتقالية، والآخر يحاول عرقلة المسار والتلويح بالعنف واستقطاب بعض أعضاء تنظيم الإخوان والمليشيات المسلحة.

ويسعى كل من الرجلين لإثبات قوته، واستقطاب القوى المؤثرة على الأرض، قبل انقضاء المهلة التي حددها البرلمان لتقديم تشكيلة الحكومة، التي قد تجهض -حال فوزها بثقة النواب- الآمال الأخيرة لرئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة باستعادة منصبه.

واتخذ الدبيبة من احتفالات ثورة 17 فبراير، التي أقيمت خلال اليومين الماضيين، منطلقًا لمحاولة إعادة ترويج نفسه، كرجل للمرحلة؛ ليطلق وعودًا وتعهدات بإجراء انتخابات في يونيو المقبل، بعد الاتهامات التي طالته بمحاولة إفشال الاستحقاق الدستوري، الذي كان محددًا له 24 ديسمبر المنصرم.

 

إصرار الدبيبة

ولم يكتف الدبيبة بالتعهد بإجراء الانتخابات، بل حاول التأثير في الليبيين، بإعلانه خططًا للإنفاق بينها رفع الرواتب وشراء أراض ومنازل وتقديم مساعدات.

ووعد، في كلمة خلال احتفالات الجمعة، بميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، بتقديم مساعدات لليبيين لشراء أراضٍ ومنازل، ورفض بعض الرواتب التي تقدمها الدولة ودعم مشاريع الزواج، مشيرًا إلى أنه لن يسلم السلطة إلا بعد إجراء الانتخابات.

وتعهد رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، بإعلان خارطة طريق خلال يومين، تفضي إلى إجراء انتخابات في يونيو، مخالفًا ما كان قطعه على نفسه الأسبوع الماضي، بتعهده بإعلان تلك الخطة الخميس الماضي.

وبينما أكد الدبيبة أنه لا مفر في هذه المرحلة من الذهاب إلى هذا الاستحقاق، شدد على أن القوانين جاهزة ولا بد من العمل على إجراء الاستحقاق الدستوري، داعيًا البرلمان والمجلس الأعلى للدولة والأجهزة القضائية، إلى الاستماع لمطالب الشعب والدفع باتجاه إجراء الانتخابات.

وحاول رئيس الحكومة اتهام أطراف -لم يسمها- بإشعال الفتنية، قائلًا: هناك فئة ما زالت تريد الاقتتال في طرابلس، إلا أنه ضد اندلاع حرب جديدة في ليبيا.

 

مناورة من باشاغا

اتهامات الدبيبة وتمسكه بعدم تسليم السلطة، دفعا رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا، لإجراء مناورة اللحظات الأخيرة، بعد زيارته مدينة مصراتة (معقل الدبيبة)، في محاولة للترويج لحكومته الجديدة، وبث رسائل طمأنة للمتخوفين من إزاحة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها.

وبحسب مصادر ليبية، فإن باشاغا طرح على أعيان وقادة مدينة مصراتة، خلال لقاء جمعه بهم أمس، مشروع حكومته، مؤكدًا أنه سيكثف جهوده لإنهاء الانقسام السياسي.

وتعهد باشاغا -خلال اللقاء الذي يأتي ضمن مشاوراته لتشكيل الحكومة- بتسخير حكومته كل جهودها، للدفع بملف المصالحة الوطنية، وبإرساء الاستقرار في ربوع ليبيا، وحلحلة الأزمات الأمنية.

وتسببت تصريحات الدبيبة، التي أعاد تأكيدها أمس، في حالة من القلق بليبيا، بشأن مصير المرحلة المقبلة واحتمالات حدوث اشتباكات مسلحة بين أنصار الرجلين، اللذين يمسكان بزمام عدد كبير من المليشيات المسلحة.

إلى ذلك، يقول المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد، في تصريحات لـ«السياق»، إن تصريحات الدبيبة الرافضة لتسليم السلطة، كانت متوقعة؛ نظرا لتشبثه بكرسي رئاسة الحكومة وسوء علاقته بمجلس النواب، إضافة إلى تدخل قوى خارجية وداخلية لدعمه، ما يعطي مؤشرات بأن باشاغا سيواجه الكثير من المصاعب قبل بدء مهامه.

 

اشتباكات وتحديات

وحول احتمال نشوب اشتباكات مسلحة، بين المليشيات الرافضة لتنحي الدبيبة والمؤيدة لذلك، قال المحلل الليبي، إن الاحتمال وارد بشكل كبير، إلا في حال تدخل حكماء ومشايخ مصراتة، لأن أصول الرجلين من هناك، إضافة إلى تهدئة من شخصيات وطنية وقوى دولية فاعلة، مشيرًا إلى أنه رغم ذلك، فإن العاصمة طرابلس وكل المدن الليبية سيسودها قلق كبير بهذا الخصوص.

أما عن التحديات التي تواجه حكومة باشاغا، فقال المحلل الليبي إنها كثيرة خلفتها حكومات متعاقبة؛ أولها رأب الصدع بين الليبين وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، وتفكيك المليشيات، إضافة إلى تخفيض قيمة صرف العملة الأجنبية وتوفير السيولة ومشكلات الكهرباء والتعليم والصحة، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الحكومة مرهون بالوفاق الحقيقي لرأب الصدع وتفكيك المليشيات.

 

اشتباكات مسلحة

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، في تصريحات لـ«السياق»، إنه لا يعتقد أن هناك أي اشتباكات مسلحة قد تحدث، لأن عبدالحميد الدبيبة لا يملك قوة عسكرية، يستطيع من خلالها مواجهة باشاغا.

وأشار إلى أن باشاغا لديه كتائب من طرابلس ومصراتة مؤيدة له، مؤكدًا أن هبوط باشاغا في مطار معيتقة، بعد عودته من طبرق خير إشارة على قوة الرجل.

وأكد أنه على فتحي باشاغا إزالة حالة القوة القاهرة، التي أعاقت إجراء الانتخابات، ومعالجة أزمه السيولة التي تعانيها البلاد منذ سنوات، وتوحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية بمساعدة اللجنة العسكرية، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر هو حشد التأييد الدولي لحكومته، خصوصًا أن هناك من يدعم الدبيبة إلى الآن رئيسًا للحكومة.