أزمة سياسية جديدة تواجه ماكرون.. وتوحد المعارضة ضده بسبب كورونا

قال الرئيس الفرنسي في حوار مع صحيفة لوباريزيانن: أريد حقًا أن أنغص على غير الملقَّحين حياتهم، لافتقارهم روح المسؤولية، سنواصل ذلك حتى النهاية، هذه هي الاستراتيجية

أزمة سياسية جديدة تواجه ماكرون.. وتوحد المعارضة ضده بسبب كورونا
ماكرون

السياق

من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مشادات كلامية حادة وجدال مستمر، انتقل من الشارع الفرنسي إلى أروقة "الجمعية الوطنية" بعد تصريحات وُصفت بالنابية، تلفظ بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، توعد فيها المواطنين غير الملقَّحين بـ"تنغيص حياتهم".

تصريحات ماكرون، التي تأتي قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، أثارت جدلًا داخل "الجمعية الوطنية" بين نواب المعارضة والوزراء، خلال بحث مشروع قانون لاستبدال الشهادة الصحية بجواز تلقيح.

متحور جديد

يأتي ذلك في الوقت الذي تكافح فيه فرنسا، الانتشار السريع لمتحور أوميكرون من كورونا، وسط حديث عن طفرات جديدة قبل أيام أعلنها خبراء صحة في معهد الأمراض المعدية بمدينة مارسيليا، لدى شخص دخل البلاد قبل أسابيع قادمًا من إفريقيا وهذا المتحور الجديد باسم B.1.640.2

"سأنغص حياتهم"

قال الرئيس الفرنسي في حوار مع صحيفة لوباريزيانن: أريد حقًا أن أنغص على غير الملقَّحين حياتهم، لـ"افتقارهم روح المسؤولية، سنواصل ذلك حتى النهاية، هذه هي الاستراتيجية".

 وتابع ماكرون: "أغلبية المواطنين، أي ما يقارب 90 بالمئة من السكان، أيدوا حملة التطعيم ضد كورونا، عدا قلة قليلة ترفض ذلك".

وأجاب ماكرون في الحوار عن كيفية تقليص عدد الذين يرفضون تلقي اللقاح، "بتضييق الخناق أكثر عليهم"، مضيفا: أنا ضد تضييق الخناق على الفرنسيين. بالعكس كل يوم أدافع عنهم عندما يعانون مشكلات إدارية، أما غير الملقَّحين، فرغبتي تضييق الخناق عليهم".

سجن غير الملقَّحين

وعن إمكانية سجن غير الملقَّحين، نفى ماكرون عزمه ذلك مؤكدًا: لن أضعهم في السجن، ولن ألقحهم بالقوة، أقول لهم إنكم من منتصف هذا الشهر، لن تتمكنوا من الذهاب إلى مطعم، ولا الجلوس في المقهى، ولا الذهاب إلى المسرح ولا السينما".

أقصى اليسار

هذه التصريحات، أثارت غضب برلمانيي المعارضة، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، إذ قال كريستسان جاكوب رئيس حزب الجمهوريين اليميني المعارض: "معالي الوزير: هل أنتم هنا بصدد عرض نص قانوني، يهدف إلى التنغيص على حياة الفرنسيين، امتثالا لرغبة رئيس الجمهورية؟!".

بينما قال هوغو برناليسي، نائب عن حزب "فرنسا الأبية": بالنسبة إلى الأزمة السياسية، التي أطلقها الحوار الصحفي لرئيس الجمهورية، عفوًا أقصد الملك الرئاسي، الذي يسمح لنفسه بإهانة جزء من الفرنسيين، واصفًا إياهم بعديمي المسؤولية والمواطنة".

حماية الفرنسيين

يرد أوليفه فيران وزير الصحة الفرنسي: حين تطالعون نص الحوار في لوباريزيانن، سترون أن النية حماية الفرنسيين، بينما تصاعدت أصوات النواب الغاضبين، الذين لم يتمكن الوزير من تهدئة ثورتهم.

ردود الفعل حادة لم تنقطع، إذ قال مرشح "فرنسا المتمردة" للانتخابات الرئاسية، وهو حزب يوصف بأنه "يسار متطرف" إلى الانتخابات الرئاسية جان لوك ميلونشون: هذا تصريح صادم، هل يدرك الرئيس ما يقوله؟ تقول منظمة الصحة العالمية "الإقناع بدلًا من الإكراه".

لا يستحق منصبه

وقالت مارين لوبان، مرشحة التجمع الوطني الذي يوصف بأنه "يمين متطرف": إيمانويل ماكرون لا يستحق منصبه، ينبغي على الرئيس ألا يقول ذلك، ضامن وحدة الأمة مصر على تقسيمها، ويريد أن يجعل غير الملقَّحين مواطنين من الدرجة الثانية.