الهجوم الحوثي على أبوظبي.. موقف عربي موحد رافض لإرهاب المليشيا
الجامعة العربية: الهجمات الإرهابية التي شنتها الميليشيات الحوثية تعكس طبيعتها الإرهابية، وتكشف أهدافها في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وتحديها لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني

السياق
موقف عربي موحد، عبَّـرت خلاله الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، عن رفضها للعدوان الإرهابي، الذي شنته ميليشيا الحوثي على مناطق ومنشآت مدنية في دولة الإمارات، كما أكدت وقوفها مع أبوظبي، أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها.
ورحب مجلس جامعة الدول العربية، خلال اجتماع الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، بتضامن الدول والمنظمات الإقليمية والدولية مع الإمارات، وبتنديدها بالاعتداءات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية ضد مناطق ومنشآت مدنية بوصفها هجومًا إرهابيًا جبانًا.
وأكد بيان الجامعة العربية، أن هذه الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية الإرهابية، تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني وتهديدًا حقيقيًا على المنشآت المدنية الحيوية، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أنها تشكل -كذلك- تهديدًا للسلم والأمن الإقليميين، وتقوِّض الأمن القومي العربي، وتضر بالأمن والسلم الدوليين، وتشكل خطرًا على خطوط الملاحة التجارية الدولية.
وبحسب البيان الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه، فإن «الهجمات الإرهابية» التي شنتها الميليشيات الحوثية تعكس طبيعتها الإرهابية، وتكشف أهدافها في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وتحديها لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
رد العدوان
وأكد المجلس تأييده ودعمه لحق الإمارات في الدفاع عن النفس ورد العدوان بموجب القانون الدولي، وتضامنه معها والوقوف إلى جانبها ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات، للدفاع عن أمنها وأمن شعبها والمقيمين على أرضها ومصالحها الوطنية ومقدراتها.
وبينما ثمَّن المجلس حرص الإمارات على الالتزام بالقانون الدولي واحترامه وامتثالها لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، طالب الدول كافة بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيَّـرة على أبوظبي.
وأكد ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة، لردع ميليشيات الحوثي وردعها للتوقف عن أعمالها الإجرامية المتكررة في اليمن والمنطقة، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى تحمُّل مسؤولياتهما، واتخاذ موقف حاسم وموحد ضد الاعتداءات الحوثية على السعودية والإمارات، ولردع ومواجهة الفظائع المستمرة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي ضد المدنيين، وعرقلتهم المتعمدة لإيصال المساعدات والإمدادات الإنسانية ومصادرة المواد الغذائية.
تدفق مستمر
من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين، إن ميليشيا الحوثي تستمر في عدوانها بسبب التدفق المستمر للأسلحة الإيرانية عليها في انتهاك صريح من إيران لقرارات مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن هذا الوضع هو محاولة لإبقاء الجسم العربي في حالة نزيف مستمر لعرقلة جهود حل الأزمات العربية القائمة.
وشدد الوزير الإماراتي الذي ترأس وفد الإمارات في الاجتماع، على أن أن استمرار المليشيات الحوثية في تهديد الأمن الوطني للسعودية ودول الخليج، يعد تهديدًا موجهًا الأمن القومي العربي.
وحذر من أن عدم مبالاة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم من ميليشيات الحوثي الإرهابية يمنح هذه الجماعة فرصة أكبر لمواصلة ممارسة جرائمها بحق دول المنطقة والشعب اليمني، مؤكدًا أن الإمارات تفادت عملية إرهابية أكثر اتساعاً بفضل قواتها المسلحة التي اعترضت صاروخاً باليستيا، وكان يمكن أن تسقط ضحايا أكثر.
بيئة موبوءة
وفيما وجه الشكر للدول العربية على موقفها، أكد أن هذا التصعيد هو جزء من خطة ميليشيات الحوثي لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة بما يهدد السلم والأمن الدوليين.
وتابع المسؤول الإماراتي، أن بلاده تمتلك الحق قانونياً وأخلاقيا للدفاع عن النفس وحماية سيادتها، «فلا نملك أن نتعايش مع بيئة موبوءة بالإرهاب».
وأكد أن مليشيا الحوثي لم تكن تستمر في عدوانها لولا التدفق المستمر من السلاح والدعم من إيران التي تمتنع حتى الآن من لعب دور إيجابي لوقف ممارسات الحوثيين، مشيرًا إلى أن السعودية قدمت مبادرة سلام شاملة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي لكن الحوثيين أصروا على جرائمهم.
وفيما أكد أنه رغم سحب الإمارات قواتها العسكرية من اليمن دعما للمساعي لتحقيق وقف إطلاق النار والتسوية في اليمن، فإنها ستقوم بما يجب لدرع الإرهاب وحماية أراضيها، مشددًا على أنه لا يمكن نجاح الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب والتطرف بدون مشاركة المجتمع الدولي.
انتهاك للقوانين
من جانبه، أكد السفير أحمد البكر مندوب دولة الكويت لدى جامعة الدول العربية، رئيس الاجتماع الطارئ، الموقف العربي الموحد في إدانة الاعتداءت الإرهابية، التي تعرَّضت لها الإمارات من الحوثيين، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم الذي نفذته ميليشيات الحوثيين، انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية .
وشدد المندوب الكويتي -في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية- على وقوف الكويت مع الإمارات وتأييد جهودها لمكافحة الإرهاب، مرحبًا بقرار مجلس الأمن الذي أدان هجمات الحوثيين.
وبينما دعا المجتمع الدولي إلى دفع الحوثيين لوقف هجماتهم، والعمل على الوصول لحل سياسي والاستجابة للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن واتفاق استكهولم، أكد أن هجمات الحوثيين تشكل تهديدًا للأهداف البحرية، وما يشكله من خطر على أمن الممرات البحرية.
بدوره، أعرب سفير الأردن بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية أمجد العضايلة، عن إدانة بلاده لهجمات الحوثيين على أبوظبي وتضامنها مع دولة الإمارات.
زعزعة الاستقرار
الأمر نفسه، أكده السفير عبدالرحمن بن سعيد الجمعة مندوب المملكة لدى جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى أن الهجمات الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية، على المناطق المدنية والمنشآت الحيوية في المملكة والإمارات، وآخرها الاعتداء الذي وقع 17 يناير على أبوظبي والمناطق الجنوبية من المملكة، لا يمثل فقط استهدافًا للمقدرات الوطنية لدول الخليج العربي، بل يرمي لزعزعة استقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين، ويهدد الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة والملاحة البحرية.
وأكد المسؤول السعودي، أنه في ضوء تجاهل هذه الميليشيات للقوانين الدولية والإنسانية، ورفضها للجهود الأممية والاقليمية ومبادرات السلام الرامية لمعالجة الأزمة السياسية والإنسانية، التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق، فإن السعودية تدعو المجتمع الدولي -بدوله ومنظماته- إلى اتخاذ موقف حازم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية ومَنْ يقف وراءها، وممارسة ضغوط سياسية تجبرها على وقف أعمالها العدائية ضد الشعب اليمني ودول المنطقة .
سفير اليمن في القاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية السفير رياض العكبري، أدان بدوره في كلمته، الهجوم الحوثي، مؤكدًا تأييد اليمن للحق القانوني والأخلاقي، للإمارات في الدفاع عن شعبها وأمنها وردع الهجمات الحوثية.
إطالة الحرب
وأشار إلى أن هذه الهجمات على الإمارات، تأتي في ظل تزايد هجمات الحوثيين على الشعب اليمني، كما تتزامن مع الهجمات الحوثية على الأهداف المدنية في السعودية، وكذلك الهجمات التي استهدفت خطوط الملاحة الدولية، ما يؤدي إلى إلى إطالة أمد الحرب، واستمرار المأساة الإنسانية المريرة غير المسبوقة التي يعيشها الشعب اليمني.
ودعا المجتمع المدني ومجلس الأمن لدفع الحوثيين للاستجابة لدعوات السلام، وحل سياسي شامل تحت رعاية الأمم المتحدة، واتخاذ إجراءات صارمة لمنع تصدير الأسلحة للحوثيين، وضرورة معالجة مشكلة خزان النفط صافر العالق في البحر الأحمر ويهدد بوقوع كارثة إنسانية.
إنجاز دبلوماسي
الموقف العربي الصادر عن جامعة الدول العربية، أشاد به الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، قائلًا إن هناك إجماعًا عربيًا -من دون تحفظ من أي دولة- على مشروع القرار الإماراتي في الجامعة العربية، الذي يطالب بتصنيف الحوثي تنظيماً إرهابياً.
وأكد قرقاش، أن هذا الموقف العربي الأصيل، الذي يقف ضد العدوان على الإمارات، ويعري الأصوات النشاز، المدفوعة بأجندات خارجية، يمثل إنجازًا للدبلوماسية الإماراتية.